السلام عليكم
السلام على الحاضرين الغائبين . . الشهداء العاشقين
على الدماء تخصب وجه فلسطين ؛
قصة اليوم / إهْدَآءْ خَآصْ إلَىَ العُمّآل الفِلَسْطِنِيّن فِيّ إسْرَئِيّل ؛
الذين تجاهلهم الرئيس محمود عباس ( أبو مازن ) و لم يعطي بالا ً لـِ معاناتهم و مصيرهم لا قبل و لا بعد دولة 194 ؛
بطل قصة اليوم اسمهُ محمد ، ابن لعائلة متوسطة الحال ، كما هو الحال للسواد الأعظم من العائلات الفلسطينية ، بصعوبة استطاع أن يكمل دراستهُ الجامعة ، و بالكاد أوصلتهُ شهادتهُ في زمن الواسطة إلى العمل في إحدى الوزارات ، و جلس على مقعد بمكتب مهمل لا يسأل فيه أحد ؛ و بعد أن تيسرت أمورهُ ، و إستقر في عمله ، تقدم لـِ خطبة إبنة عمه .
مرت الأيام متلاحقة ، و إقترب موعد زفافه ، و قيبل الزفاف بعدة شهور ، و بينما هو في زحمة السعادة تأمرت عليه وظيفتهُ الحكومة ، التي تتفنن لوائحها في إذلال أصحابها ، و فصل من عمله لمجرد أن إثنين من إخوانه ينتمون لفصيل معين !
كان كل ليلة كعادته يتأبط قلة حيلته و ضعفه ، و يقصد سجادة الصلاة يصلي ركعتي الحاجة ، و يقضي وقتاً ليس بالقصير متأملاً متفرساً شارد الذهن ، يفكر في أمره عساهُ يهتدي إلى مخرج .
غير أن شعوراً إنتابهُ تلك الليلة ، و لم يعرف ما دافعهُ ، و ما السر ورائهُ ، و لم يخرجهُ من حيرته إلا همسات صوتها تداعب أذنيه :- ’’محمد . . محمد . . قد جئت . . قد جئت !! ‘‘
نظر إليها ببرودة كعادته محاولاً إلتقاط بعضٍ من دهولٍ ارتسم على محياها ، و بــِ ابتسامة مصطنعة
قال :- ’’ غداً إن شاء الله ، أنا ذاهب للعمل داخل إسرائيل . . أنا ذاهب لأجلكِ . . لأجلنا . . فلا تخافي . . ما هي إلا بضع أيام و أعود بإذن الله . . إنتظريني ! ‘‘
مع ساعات الفجر الأولى وقفت دون علم منه خلف زجاج شباك غرفتها ترقب خرجهُ من المنزل ، و تلك الإلتفاتة الأخيرة منهُ لـِ شباك غرفتها ، و التي كسرت خط سيره المستقيم لـِ تضطرب في نفسها أمواج الخوف و القلق ، و مضى هو بعيداً بعيداً ، و هي لا تزال ترقبهُ حتى استحال إلى نقطة صغيرة على مدى البصر .
مرت الساعات و الأيام و الأسبوع الأول و عبارة ’’ الهاتف الذي تحاول الإتصال به مغلقاً حالياً . . ‘‘ ترن في آذانها كل لحظة و تقتل ما تبقى في نفسها من أمل ، و حين عاد كما وعد عاد محمولاً على الأكتاف ، و أقترب رفيقه الذي خرج معه يحمل لها خاتم الخطوبة ، و رسالة شفوية .
’’ سامحيني لأني لم أوفي الوعد معكِ . . فقضاء الله نفذ ! ‘‘
و ما تزال يداها إلى الأن ممدودة إلى حدود الوطن تنتظر انقضاء الأيــام ليعود إليها كما وعد !
كان رجلاً غير الرجال
و مضى في الأفق غير الرجال
لكنهُ اليوم شهيد على أكتاف حزننا
تنهض روحهُ من جديد
لعلها تستحي الأيــام و تورق السنين نصراً !
- النهاية
حنين نضال (حنين أدم )
Posted in: قصة قصيرة