الجمعة، أبريل 10، 2009

الحلقة العاشرة من قصتنا - الخوف يأكل الروح ،،


،،

السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته 
طابت أوقااتكم
 
 




لا أخفي عليك يا صاح .. في كل مرة و بعد كل رحلة فراق أدخل بـِ حالة كئابة فضيعة لا أستطيع مهما تحدث عنها وصفها .. تكون كـَ العواصف التي تعصف بـِ أتربة الارض.. تحملها لـِ ترفعها نحو السماء و تعود لـِ تقذف بها أرضا ً .. تيقض كل الجراحات النائمة في قلبي و ذاكرتي .. لكني سرعانما أعاود لملمت رمادي و أحيا الحياة من جديد ..

و لـِ أني لا أقبل الخسارة .. الفشل في حياتي خطوة في سبيل النجاح و الجرح ينبوع السعادة في حياتي !!

أخرجني من حياته بكامل إرادته و ارتبط بأخرى .. و كـَ ردت فعل طبيعية أخرجته أنا من حياتي و سرت أحيا حياتي من دونه .. لن و لم تقف حياتي عند شخص بعينه ولن يكون هو أغلى عندي من أمي أو ستي و بعد وفاتهما لم أمت و لم تقف الحياة ..  الروح باقية في ولازلتُ أتنفس ..

سأعيد رسم أنوثتي على بياض أحلامي .. و سـَ أودع كل من قرر الرحيل بـِ ابتسامة و سـَ أجفف بحر دموعي و لن أبكي على انسان بعد اليوم .. و سـَ أعود لـِ أرتب مكانهُ الفرغ عَلَّ و عَسى يشغله شخصا ً أخر من بعد .. 


الحزن يا صاح كافر .. يقلب المواجع و الجراح المثخنة و يضرف على أوتار الألم مأسينا .. ولكننا نخبئ في ذاكرتنا لحظات سعادة ثمينة .. أنا عن نفسي ايقضها من سباتها لحظات الحزن .. و استخدمها جيش مكافحة الكئابة و الحزن .. 


كما و أن ايماني بـِ الله كبيـــــــــــــر .. و أعلم في قرارة نفسي أن كل ما نكرهه هو خير لنا .. و لأن الطيبون لـِ طيبات .. لم أزعل لـِ لحظة عليه و لم أبتئس بل حمدتُ الله على ذلك حمدا ً كثيرا ً .. انا أسلمه أمري و أدعوه قبل نومي أن يبعد عني السيئون و ييسر لي الخير .. الحمد لله حمدا ً كثيرا ً طيبا ً مباركا ً فيه .. أما هو لهُ الله و حسبي الله و نعم الوكيل ..


طردني من حياته طردا ً و أغبق الأبواب في وجهي دون أن يتفوه بأيّ كلمة .. و دون أسباب .. و ارتبط بـِ أخرى .. ومع ذلك لم تكف عيونه ُ عن ملاحقتي و كـَ أنه مُصِر على أن يلغيني من الحياة .. و أن ينتشل مني ابتسامتي و يحرق قلبي ..

أريده أن يكف عن ملاحقتي و لكن كيف ؟


هل اصرخ بـِ وجهه .. كف يا هذا عن ملاحقتي بـِ سيوفكَ الواهية و عيونك الجارحة و وخذ كل شئ يعلقني بك َ .. خذ أمالي وطموحي حتى حبي .. خذه لأنك َ مستحيل ,,
و إن شئت خذ الماضي .. خذ الحاضر ,, خذ كل شئ أنت فيه  .. لا أود ماضي و لا ذكريات أود عشقا ً يشفيني منك لو استطعت يلملم فيّ ما بعثرت !!
من باب الخالص من ملاحقته .. وافقت على الزواج من اول شخص تقدم لخطبتي بعد ان تخلى عني و خطب !!
سأل الشيخ :- ’’ هل تقبلين بـ ِ أسامة زوجا ً لكِ ؟ ‘‘ 
أجبته ُ بصوت متحشرج مسلوب الارادة .. ’’ نعم ‘‘ 
بـِ هذه البساطة تحولت زوجة شخص لم أره في حياتي الا مرتين !!
وما ان رفع الشيخ منديله حتى انهالت عليّ الاحضان المعانقة المباركة 
مبروك .. مبروك .. مبروك .. مبروك !!
دون أن ادري على ماذا يباركون ..؟ 
بـِ دوري رسمت على وجهي ابتسامة .. اخفي خلفها خيبات املي .. علها تستطيع ان تداري بريق الدموع المكدسة في عيني !!
أأأأأأأأهٌ يا أمي كم أحتاجكِ الأن أكثر من أيّ وقتٍ مضى .. وكم أحتاج لأن غط في نوم عميق ٍ في احضانك .. أستيقظ بعده أجد نفسي أحلم و كل الذي حصل محض كابوس .. لكني لا أحلم !! 
فجأة دون سابق إنظار وقف بجانبي يلامس بأصابعه كفي .. كم تمنيتُ لو يتوقف الزمان عند هذه اللحظة .. لو أني مت قبل أن أولد .. جلس بجواري .. وقد تحقق حلمه بالزواج مني .. كم كانت تلك اللحظات قاسية عليّ .. ما أن غادر الجميع و بعلي المبجل معهم .. دخلت غرفتي و القيت بنفسي على سريري .. انا الان فتاه متزوجة بكل بساطة و بهذه السرعة .. يا الهي .. اكاد لا اصدق .. يكاد رأسي أن ينفتق !!
في اليوم التالي و على مرمى خطواتٍ منه و امام عينيه التي ما زالت تراقبني كنت أوزع حلوان خطوبتي على زميلاتي .. اقترب مني ليكون من ضمن المهنئين 
:- ’’ مبروك الخطوبة .. ‘‘  
:- ’’ الله يبارك فيك .. مشكور ‘‘ 
:- ’’ على شو الشكر .. !! ‘‘ 
:- ’’ على مبروك .. ‘‘ 


بعد اسبوع كان أول لقاء وجها ً لـِ وجه و أخيرا ً أنا و اسامة  (بعلي المبجل ) و بـِ مفردنا !! 

انا و هذا الرجل الغريب بـِ مفردنا حبيسان هذه الغرفة البائسة و البابُ مغلقا ً علينا ..


يتبـــــــــــــــــــــــع 





Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites