الجمعة، فبراير 20، 2009

الحلقة الثامنة من قصتنا - الخوف يأكل الروح ,,



،،

السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته 
طابت أوقااتكم
,,


مدخل .. { ’’ لكل فتاة فارس أحلام تصنع شخصيته وهيئته فى مخيلتها وتترقب ان يأتيها يوماً ما ،، فــالأمــاني كثير والواقــع مختلف مهمــا حلقت الفتاة مع أحلامهــا لابد للأيـــام أن تعلمهــا وتعطيهــا درس بـــإسم (التجربــة ) ‘‘ .. }



عدت عصرا ً بعد يوم دراسي شاق ،، و قدماي تؤلماني من المشي الطويل بعد مختبر المساحة اللعين ،، و العرق يتصبب مني !!

علي أن استحم ثم أخلد لــأنام فاليوم تعبت كثيرا ً ،، هذا ما كنت أردده في طريق عودتي الى البيت ..

دخلت الى البيت لأرى زوجة أبي و الابتسامة لا تفارق وجهها
 علما ً بأني لم أرى زوجة أبي تبتسم  منذ دخلت هذا البيت قط 


أكملت طريقي نحو غرفتي لأفاجئ بعمتي أمل تقف أمام خزانتي تتفحص ملابسي ،، كانت المرة الاولى التي تدخل فيها عمتي الى غرفتي !!

تعجبت من تصرفها ،، ما بالها لما تقف أما خزانتي تقلب ملابسي !!
:- السلام عليكم !!
:- أهلا بحبيبة عمتها ،، و عليكم السلام ،، و لكن لما تأخرتي يا لؤلؤتي ،، من الصبح و أنا بــأنتظار عودتكي ؟
:- تنتظرينني أنا ،، لما يا عمتي ؟؟ 
:- أود أن أتحدث معكي في موضوع خاص ،،




أنا في قرارة نفسي تقريبا ً عرفت في ماذا تود أن تحدثني ،، لا بد أنه موضوع الخطوبة !! 

الله يستر من مجيئها ،، فــلربما تدخلها سيعقد الأمور كثيرا ً ،، علما ً بأني لم أتحدث مع والدي عن محمد بعد ،، 

’’ هل أنا أخطئت عندما جعلت نفسي لا أعرف عما يتحدث والدي عندما سألني عن محمد ؟؟ ‘‘  

يا إلهي أنت مولاي ارحمني و يسر امري و لا تعسره فليس لي سواك في دنياي ..

:- ما هذا كل ثيابك سوداء ؟؟ هل انتهت الألوان ولم يبقى منها غير الاسود ؟؟ الحمد لله هنالك قميص أبيض و هذا أيضا ً أبيض لا يوجد في خزانة ابنتة اخي غير الاسود إلا الأبيض ،، 
أعوذ بــــالله ما هذا يا ابنة أخي ألا تشترين سوى الأحزان و الأكفان !!
:- عن أي أحزان و أي أكفان تتحدثين يا عمتي ؟؟
:- ثيابكي كلها أسود و أبيض  !!
:- ههههههههه هذه الألوان التي أحبها يا عمتي !! 
عذرا ً يا عمتي أود أن أغتسل انني اتصبب عرقا ً ،، اليوم تعبنا كثيرا ً و مشيت كثيرا ً ،،
:- حسنا ً أذهبي و أغتسلي و تعالي لتتناولي الطعام ،، من ثمة أود أن أتحدث معكي قليلا ً ..


 دخلت لأستحم و أنا أفكر فيما تود أن تحدثني عمتي ،، هل ستحدثني عن ابن عمي أم عن محمد !! و نسيت أمر التعب الذي كنت أشعر به . .

خرجت من الحمام و توجهت نحو غرفتي إذ بـــعمتي لا تزال تنتظرني في الغرفة ،، يا إلهي !!

السلام عليكم ،، الا تزالين هنا يا عمتي ؟؟


ردت علية تحية السلام و سألتني إن كنت أود أن أتناول الطعام ،، أخبرتها بأني قد تناولت بعض المأكولات في الجامعة و أني لا أشعر بــالجوع ،، و في قرارة نفسي أود أن أعرف موضوعها الذي تود أن تقوله لي ،، 

هيـــا يا عمتي تحدثي سريعا ً ما عدت أحتمل !!

قالت و هي تبتسم :- اغلقي الباب و تعالي اجلسي بجواري 
ذهبت لأغلق الباب و انا امشي ببطئ شديد و سيلان من الافكار يندفع الى رأسي !!

أغلقت الباب و أدرت وجهي نحو عمتي و قد تشنج كامل جسدي 

وجهها الجميل الذي  تتربعه ابتسامة حنونة ،، دفعت بشئ من الراحة إليّ ،، جلست بجوارها بـــسكون ،، لـــتطوقني بـــيديها ..


:- شوفي يا حبيبتي ،، مهما طالت السنين لابد لكل فتاة أن تتزوج ،، و أنتي يا بنيتي يتيمة الأم و والدك ليس بــــدائم لكي !!
:- بعيد الشر عن أبي . .
:- دعيني أكمل كلامي 
:- تفضلي يا عمتي 

في هذه الأثناء أخذتني الأفكار السوداء بعيدا ً ،، قطعت أفكاري عمتي بجملة أفزعتني !!

’’ لن تجدي أفضل من ابن عمك ‘‘
أحسست و كأن خنجرا ً حادا ً غرسته في صدري ،، خرجت خارج الغرفة مهرولة لحقت بي عمتي ،، وهي تتحدث بـــصوت عالي
من ضمن ما قالته كانت هذه الجملة الكريهة 
 
’’ ســـيجئ عمك هذا المساء و معه ابنه لــيراكي ‘‘

أزعجتني كلماتها ،، رددت عليها قائلة لما و هل أنا نعجة سيأتي لمعاينتي من ثمة يقرر يشتري أو لا ؟؟
بسخرية قالت :- لا أنتي سخلة و أنا لست أكيدة من أنكي سوف تعجبينه !!

مع دخول والدي للبيت ،، و على مايبدوا سمع كلامها فهي كانت تتحدث بصوت عالي . . 
قال لها :- و أنا ســـأحتفظ بسخلتي هي ليست للبيع !!

تعالت أصواتهم فعلى الرغم مما قالته إلا أني أحبها ،، فهي عمتي الوحيـــدة ،، و أيضا ً لا أود أن أكون سبب خلاف بين أبي و إخوته و أيضا ً لا أرد أن أتزوج ابن عمي !! 

أغمـــى علي لم أحتمل كلام عمتي و لا ردود ولادي عليها ،، 

فتحت عيني بعد خمس دقائق لأجد نفسي ممدة على سريري و أبي جالس عند رأسي يترقبني بعيونه التي تفيض حنان ،، قال و هو ينظر في عيوني مبتسما ً 

’’ لا تخافي يا صغيرتي ‘‘

’’ الي بدك اياه رح يصير . . أصلا ً لا تزالين صغيرة على الزواج و لن أزوجكي قبل أن تنهي دراستك ،، و سأزوجك من الشخص الذي تختارينه  أنتي ‘‘

حزم أبي الموضوع مغلقه بشكل تام  ،، بعدها غادر غرفتي بعد أن أصبحت على ما يرام ،، 

رغم أن كلامه مريح ،، إلا أنه أخافني . . شعرت و كأنه يتعامل معي هكذا لأنني ســــأموت ،، فمنذ دخلت المستشفى و خرجت منها و قد تغير معي أبي كثيرا ً ،، ما عهدت منه كل هذا الحب و الحنان قبلا ً ،، حتى أني كنت أشك بــــ أنني ابنته لانه كان يتعامل معي بــــصلابة و جفاء !! 


كاد رأسي يوشك على الانفجار من شدة الصداع ،، جلبت قطعة قماش و عصبت بها رأسي من شدت الألم  ’’ كما كانت تفعل جدتي رحمها الله عندما كان رأسها يؤلمها ‘‘
 
و كان في رأسي مؤلفات من القصص التي حاكها لي خيالي عن سبب تغير أبي معي !!

و وقفت عند فكرت أني سوف أموت ،، لا يوجد لها تفسير أخر !!

في اليوم التالي كنت أجلس مع زميلاتي صباحا ً ،، كن يتحدثن على بعض الأساتذة بـــسخرية ،، 

جاءت الينا احدى الزميلات قائلة :- مس ( هم و غم ) نزلت علامات مختبر الحاسوب و قد حلصتي يا لؤلؤة على أعلى علامة  ،، وقالت ايضا ً أنه لن يكون هنالك اليوم محاضرة !!


كانت أشعر بصداع رهيب فقلت لهن :- ألن تشربن شئ ما فأنا أشعر بصداع !!

قالت بسمة :- مثل ماذا ؟؟

قلت لها قهوة مثلا ً !!

قالت :- حسنا ً سأذهب أنا معكي ،، عندنا أربع ساعات فراغ ( لا شغلة و لا عملة الله يكون بعونــا  ) 

 ذهبت أنا و بسمة الى الكافيتيريا و في الطريق سألتني سؤال غريب جدا ً !!

’’ هل أنتي و الأستاذ (محمد أدم) مخطوبان ؟ ‘‘

أجبتها :- لا أبدا ً 

أردفت قائلة :- الجميع يتحدث أنكم مخطوبـــان ،،

قلت لها بتعجب شديد :- من هم الجميع ،،يا عزيزتي محمد صديق قديم وهو مثل أخي ليس بيننا شئ وهو أستاذي و أنا تلميذته كيف يتفكرين بهذه الطريقة !!

إذ بــمحمد يناديني و كـــأنه يؤكد بــأن بيننا شئ !!

قلت في عقلي :- ما الذي أتى بك في هذه اللحظة؟؟

فــــأنا لا أحب أن أكون حكاية يتناقلها الجميــــــع !!

بينما كنت أوزن الأمور في عقلي قالت بسمة :- أأأأأأوه لقد نسيت محفظتي سأذهب و أحضرها ،،

قلت :- لها حسنا ً 

و حال دارت ظهرها بعثت لي رسالة على الجوال 
’’ خذي راحتكي مع صديقكي و سنتحدث فيما بعد يا صديقتي و لا تنسي القهوة ليخف الصداع :P ‘‘

و حال أنهيت من قرأة رسالتها كان محمد يقف أمامي 



:- مرحبا
:- أهليـــن ،، 
:- كـــيف الحـــال ؟
:- الحمد لله و لكن أشعر بصداع يكاد يفتق برأسي 
:- سلامة رأسكي من الانفجار ،، اجلسي هنا و سأجلب لكي القهوة علها تخفف الصداع ،،
:- كنت ذاهب أنا لأحضرها 
:- لا فرق بيني وبينك ،، اسمعي الكلام واجلسي هنا على هذا المقعد سأحضر لكي القهوة و أعود ،،
:- حاضـــر . . حاضـــر


ذهب ليحضر القهوة و أنا جلست أنتظره ،، و بعد ثلاث دقائق ،، جاء يحمل كوبيين من القهوة  و جلس بجواري على المقعد ،، شعرت و كأن جميـــع العيون تركزت علينا !!





يتبـــــــــــــع ،،


 

الخميس، فبراير 19، 2009

الحلقة السابعة من قصتنا - الخوف يأكل الروح ,,


,,
 


الســـلام عـليـكـــم ورحـمـــة اللـــه وبـركـاتـه
طـابـت أوقـاتـكـــــم

,,

مدخل ,,{ الحزن نفس الفرح بس فيه المشاعر تختلف ..}




لتنويه القصة خيالية _ من تاليفي 




,,

استيقضت على صوت أجهزة غرفة العناية المكثفة  ،، 
لـــأجد نفسي طريحة سرير المستشفى!!


لم أفتح عيني لكني كنت قد استيقظت ،،
كنت منهكة جدا ً ،، و أشعر بصعوبة في التنفس و صداع رهيب يكاد يفتق برأسي ،، و موجات برد ٍ تتخلل جسدي
حاولت أن أحرك جسدي المجهد فـــلم  أستطع الحراك
يداي و قدمي مثبتتان على السرير و كأن جبلا ً يرقد على كل قدم و كل يد !!

فتحت عيناي و رحت أتجول بهما في انحاء الغرفة الباردة 
و الخوف يتخللني ،، كنت أشعر برغبة ملحة للبكاء ،، فكرت أن أصرخ لكني لم أفعل ،،فقد كنت أشعر بأن لا أحد في المكان ،، و كأني في في صحراء خالية ،، 


أهتديت أخيرا ً الى الحل ،، الأذكار ،،  
قرأت المعوذاتين و الاخلاص كل منها ثلاث مرات 
مع قرأت أخر كلمة ( من الجنة و الناس )
تلاشى الخوف و بدأت أشعر بالدفئ قليلا ً

حاولت بعد ذلك جاهدة أن أستذكر ما حدث لي قبل سباتي  ،،
شعرت وكأن مضى علي قرن من الزمن وأنا في سُبات !!

و ما بين الحلم و الحقيقة كانت أمي هنا معي!!

لم أرها بعيني و لم أتحسسها ،، لكني شعرتها تضمني ضمة قوية لأحضانها و تتلمسني بيديها و تطوف بحنان كفيها على جسمي الممد بلا حراك ،، و تمسح على رأسي فتزول الجراح و تبرء ،، 
 و تبدل الحزن المستعمر بداخلي بـقبلة تطبعها في كل ركن من اركان فؤادي ،، 

 وددت لو أنكمش بــين ذراعيها لــأذرء موجات البرد التي  تجتاحني بدفئ أحضانها ،، و أنهل من الحنان جانيا ً و الأمان جانيا ً  ،، وددت لو أشكو لها همومي فــتحولها لأغنية تضخ الامل في عروقي ،،

في قرارة نفسي أعلم أن أمي لم ولن تكون هنا يوما ً و أن و جودها في عالمي مجرد أحلام ،، لكنها إن لم تكن معي جسدا ً للحظة روحها لن تتركني لحظة !!







 


أماااااااااااااااااااه ضميني و شدي العناق
ضميني فأنا منهك ،، أنا متعب ٌ
و أعيديني طفلا ً صغيرا ً لا هم له و لا جراح
يا ردائي من برد حزني
ضميني بحنين قلبكي
ضميني لأشبع منكي
ضميني وبادري بالعناق

أماااااااااه لفراقك خفق الفؤاد منتظراللقاء
مشتاق يئن من ألم الفراق
فقد طال غيابك
وطال عذابي
و فجعني رحيلك
فبكى القلب قبل أن تبكي العين
رحت ُ أناديكي و لا أدري من أين أنديكي
أعلم بأني مهما صرخت بأعلى صوتي لن تسمعيني
لكني أناديكي ،، أناجيكي
وقد مضى من عمر الدمع سنين
 أوعديني حلما ً أن تزوريني
ولا تتركيني بين حزني و مدامعي
ودعيني أبتر من قاموس الحياة ،، ألمي






لا أعلم كم مضى من الوقت و أنا وحيدة في هذه الغرفة الباردة القاحلة بشريا ً ،، و المزدحمة بصوت الاجهزة المعلقة فوق رأسي و صداها ما بين غيبوبتي و يقضتي !!
بينما كنت أحدث روح أمي التي أستشعرها تحوم في سمائي ،، قطع حديثنا مجموعة أشخاص دخلوا علي الغرفة أصواتهم لاحت قبلهم يرتدون ثيابا ً بيضاء يتقدمهم أبي !!


حالما رأني أبي مفتحة العينين ،، انهال علي لــيستقبلني بالأحضان و الدمعات بعد أن عدت مفتخة العنينيين !!


قال بلهجة عتاب :-

" هكذا يا صغيرتي أخفتني عليكي ،، الأهم .. الحمد لله على سلامتك ،، أنتي لا تعرفين ماذا فعلتي بـــأباكي "  

 


شعرت بدمعاته تتهاوى على مكان موضع رأسه فوق صدري ،، فقد اخترقت ثيابي ،، فأعدتها و نزفتها من عيني مع دمعاتي !!

أرجوك يا أبي لا تبكي ،، 

لم أكن أعلم قبلا ً أنك تحبني لدرجة بكائك على صدري ،، دون أن تبالي بمن حولك ،،

أرجوك لا تعذبني أكثر ،، ارفع رأسك و امنحني يديك لأقبلهما و أعتذر !!


كانت هذه أول مرة أرى فيها أبي يبكي ،، دمعاته كانت أشبه بــماء النار تنساب  على جسدي !! 

رفعه أحدههم من على صدري منتزعا ً أحضانه مني ،، 
و أحتظنه مهنئا ً بسلامتي ،،  
تعالت من بعدها الأصوات المهنئة لتطغى على رنين الاجهزة المعلقة فوق رأسي 

" الحمد لله على سلامتها "
" اهنيت بسلامتها " 
" الله لا يحرمك منها " 





وقف أبي بعدها بجوار سريري يقبل و يقلب كفي ،، 
كان أشبه بشخص حصل على ثروة مليارية  ،، يكاد يطير من شدة الفرحة ،، 
أقسم بالله العظيم أني يوما ً لم أتوقع من أبي كل هذه المشاعر،،
ولم أتوقع قبل اليوم أنه كان يخبئ لي كل هذا الحب و الحنان ،، أين كان هذا كله يا أبي ؟؟

كان هناك أشخاص يتحركون حولي من كل حدب و صوب ،، أخذوا بعض القرأت من على الأجهزة المعلقة فوقي ،، خففوا من حشد الأسلاك التي تكبلني ،، ودونوا ملاحظاتهم على الملف الأخضر المعلق في خاتمة سريري ،، سألوا و أجبتهم و يالي كثرة أسئلتهم ،، وكثرة غرزهم للأبر الطبية في جسدي يمزقون أجسادنا و يضيفون فوق ألم المرض وجع وخز ابرهم بحجة انهم يطببوننا !!

أخبرتهم بأني أشعر بصداع و ضيق في التنفوس و قشعريره في كامل بدني و بأن هنالك موجات برد تجتاحني من لحظة لأخرى
طمأنوني بأنها ستزول بعد أن تأخذ الأدوية مفعولها في جسمي !!



راح أبي يتفحص الأجهزة و الملف الاخضر بعد أن أنهوا مهمتهم و هموا برحيل ،، وقبل أن يغادروا تحدث معهم بلغة الاطباء ،، كان حديثه ملغم بمصطلحات لم يسبق لي أن سمعتها ،، عرفت في قرارة نفسي أنها أسماء لــأدوية !!

أخيرا ً غادروا قائلين :-

" حمد لله على السلامه ،، ما تشوفي شر " 

لكن أبي لم يغادر معهم ،، سحب كرسيا ً كان جاثما ً في أخر زاوية من الغرفة و جلس بقربي و لا تزال الدموع في عينيه ،، و قال :-
" أتشعرين بشئ ؟؟ .. أيؤلمكي شئ ؟؟ "

حركت برأسي أن لا يؤلمني شئ  !!
ما عادت شئ يؤلمني أكثر من دمعاتك التي تهاوت على الملئ يا ابي ،، 

تنهد و أردف قائلا ً :- 
" يا الهي أكاد لا أصدق عيني ،، الحمد لله اخيرا ً اميرتي الصغيرة أفتحت عيناها وهي سالمة غانمة ،، ربي لا يحرمني منك ،،
و أردف :- معقول أنتي مستيقظة و قد أفتحتي عيناكي

ذكرني بكلماتي التي قلتها له قبل أن ادخل في الغيبوبه 

قالها بتنهد :-


افتقدوني لأني سافتقدكم
بل افتقدوني حتى ولو لم افتقدكم
امنحوني شوقكم مجاناً
فقد دنى اجلي واني مفارقكم 

من ثمة مسح على وجهي و هو ينظر الى عيني و قال :- 

" لو حدث لكي شئ لم أكن لأسامح نفسي طوال حياتي يا صغيرتي ،، سامحيني فــقد قصرت في حقكي كثيرا  و ألمتك أكثر "


إستجمعت كل ما كان لدي من قوة لأرفع يده و أقبلها ،،
لا تعتذر يا أبي فدمعاتك الغالية أثمن عندي من روحي ،، أرجوك لا تبكي ولا تعتذر !!



 بعد ثلاث أيام سُمح لي بمغادرة المستشفى للبيت ،، و الحمد لله كنت بصحة جيدة نوعا ً ما ،، 

بينما كنت عائدة للبيت مع ابي و زوجته صباح 

علمت منهم أنهم لم يخبروا أحد أني بالمستشفى و أنهم أوصوا اخوتي ألا يخبروا أحدا ً أيضا ً!!

و كانوا متجنبين الحديث عن موضوع الخطوبة الذي أدخلني المستشفى!!

في اليوم التالي كنت بــصحة جيدة تقريبا ً ،، قررت الذهاب للجامعة بعد تغيبي لأسبوعين بــصحبتي تقاريري الطبية التي تثبت أني تغيب لمرض !!

كان يبدوا على وجهي أني مريضة ،، دون أن أتكلم و بدون التقارير الطبية عرف الجميع أني تغيبت بسبب المرض !!

حضرت محاضرتين كان يفصل بينهما وبين المحاضرة الثالثة و الأخيرة ساعتين فراغ ،، 

كنت مع احدى زميلاتي جالسة على أحد المقاعد أمام مدخل مبنى الجامعة ،، إذ بـــمحمد قادم نحونا تلوح في وجهه علامات استفهام ،، و عاقد الحاجبين !!
:- السلام عليكم 
:- و عليكم السلام 
:- كيف حالك ؟؟ فقد سمعت أنكي كنتي مريضه .. الحمد لله على سلامتكي !!
:- الحمد لله على كل شئ  

استأذنتك زميلتي و غادرت ،، فرح كثيرا ً لمغادرتها و أغتنم الفرصة و جلس مكانها بجواري على المقعد !!
أخبرني بانه قلق علي كثيرا ً و كاد عقله يخرج من مكانه من شدت القلق ،، و أكثر من السؤال و ألح في السؤال عن سبب مرضي و تغيبي عن الجامعة لمدت اسبوعين دون أن يعلم عني أي أحد شئ ،، فعلى ما يبدو و يلوح من كلامه أنه كان يسأل زميلاتي عني ،، ولم تفده أي واحدة منهن بخبر عني !!

أخبرته بكل ما حدث معي بالتفصيل ،، و أني كنت بالمستشفى ،، و كنت بغيبوبة لمدة عشر أيام بسبب انهيار عصبي اختلط بنوبة ربو حادة نجوت منها بأعجوبة و الحمد لله !!

تغيرت ملامح و جهه و أنا أتحدث ،، و كأنه لا يصدق ما يسمع !!
سألني وصوته يرتعش عن موضوع الخطوبة و ما حل به !!

لم يحدث شئ فأنا بالامس قد غادرت المستشفى و كان أبي يتجنب الحديث عن هذا الموضوع  !!

ضرب على رأسه ثلاث ضربات متتالية!!

:- ما بالك لما تركل نفسك هكذا ؟؟
:-  أكاد لا أصدق ما سمعته منكي !!
:- أقسم لك بأن هذا ما حدث معي 
:- أنتي الأن ما رأيك بموضوع الخطوبة 
:- رأيي واضح و لا يحتاج لسؤال !!
:- أهم شئ الأن أنك بصحة جيد ،، الحمد لله على سلامتكي ،، أنتي لا تعرفين ماذا حل بي ،، فقد فكرت في كل شئ حتى كاد رأسي أن ينفجر !! دون أن أصل لنتيجة عن سبب تغيبكي !! 

قام من مكانه ،، وقف قليلا ً و هو يقلب كفيه ،، شمر عن ذراعيه ثم جلس ،، و بعدها بقليل أخرج هاتفه من جيبه ،،

:- أعطيني رقم هاتف والدك 
:- لماذا 
:- أعطيني اياه وستعرفين فيما بعد 
:- لا لن أعطيك اياه إن لم تخبرني لماذا توده 
:- أنتي غبيه أم أنكي تتغابين 
:- أود أن أتحدث مع والدك لأخذ منه وموعدا ً ،، لأخطبكي منه 
:- ماذا ..؟؟ لا لا لن تفعها !! ،، لا بد أنك تمزح 
:- ما بالك ،، أود أن أتقد لخطبتكي أم أنكي غير راضية لان أكون زوجا ً لك ؟؟


وهذه كانت الصدمة الحقيقية التي لم أتوقعها حقا ً ،، أشعر بدوار فضيع و صداع ايضا ً ،، تتسارع الأحداث من أمامي بسرعة رهيبة ،، و أنا فقدت توازني معها بشكل كامل !!

:- ها ماذا قلتي ؟؟
:- في ماذا ؟؟
:- يا بنتي أود رقم هاتف والدك ؟؟ 
:- لا لا أود أن اعطيك رقم والدي 
:- ولماذا ؟؟
:- لا أعرف !!
:- حسنا ً أعطيني اياه و أنا سوف أعرفكي كل شئ حالما اتصلت به
:- هل أنت جاد أم أنك تمازحني ؟؟
:- لولو هل تعتقدين أن هذه المواضيع فيها مزاح ،، أعطيني رقم هاتف والدك ،، فقد جعلتي منظرنا أضحوكه ،، الكل سمع صوتي العالي !!
:- حسنا ً هاك رقم والدي 


في طريق عودتي الى المنزل ،، تغير الجو كثيرا ً ،، برد و رعد و أمطار غزيرة ،،
الناس كلهم من حولي مسرعون ،، و أنا أمشي ببطئ على حافة الرصيف ،، 
أمشي و لا أعلم الى أين أذهب ،،أمشي بلا مشاعري بلا أحاسيس
أتخبط بخطاي ّ من سكر اليأس فما من بقعة ضوء في دربي !! 
هو اليأس يتوشح عالمي ،، فــلم أعهد في حياتي فرحة واحدة مكتملة ،، 

لم أكن وحدي من يمشي على الرصيف ،، الناس كثيرون ولكن وحدي من كنت أمشي رغم هطول المطر بــسكون !!
أراهم حولي يتعجبون ،، ولكنه بما أشعر لا يشعرون !!
لم أبكي ،، و لكن كل شئ حولي كان يبكي ،،   
بقيت أفكر و أفكر و يشتد مع التفكير صداعي و يضيق النفس أكثر و أكثر و لم استطع حتى ان اغمض عيني ،، فماذا سيحل بي بعد كل هذا ،، و الى أين سؤول مصير ؟؟ لا أدري !!

في اليوم التالي جاء الي والدي في غرفتي بعد العشاء ،، لم أفهم تعابير وجهه ،، ولكن كان يبدو عليه أنه يريد أن يقول شئ ،، كنت أخشى ما أخشى أن يتكلم عن موضوع خطبتي لأبن عمي ،، لكنه لم يفعل ،، و سألني :- 


:- مين محمد ؟؟
:-  مين محمد ؟؟
:- أنا لا أدري من هو محمد و أنتي من سيخبرني من هو محمد ؟؟
:- لم أفهم ما تقصد يا أبي  
:- محمد  الذي كنتي ترددين بأسمه أنتي في غيبربتكي !!
:- أنا !!
:- أجل أنتي ،، هل هو نفس الشخص الذي طلب يدكي مني اليوم ؟؟
:- أوه ومن هذا أيضا ً ،، لا لا لا اعلم ماذا تقصد !!




كـــــــــــــ .. يتبـــــــــــع ..ــــــــــــت


السبت، فبراير 14، 2009

الحلقة السادسة من قصتنا - الخوف يأكل الروح ,,

,,



مساء \صباح الخير ،، Surprised

كيف حالكم . . احكولي ما اشتقتوا لـــ لوليتا و احكاياتها ؟
في الحلقة السابقه وعدتكم بحلقة باليوم التالي 
ولم اتمكن من كتابة اي كلمة في ذلك الوقت بسبب الظروف خاصه   
يـــــــلا انبلش نسمع حكيات لوليتا  



,,

مدخل حلقة اليوم ..{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } (21) سورة الروم






,,

,,

بعدما أخبرني أبي أن عمي منير خطبني لــ ابنه ،،
هذا الخبر الذي لم اتوقعه في حياتي ،، 
شعرت بثقل الدمعات التي تجمعت في عيني و التي أبت لكبريائي أن تسيل ،، 
قلت :- ابي .. اشعر بانك تمازحني !!
امسك بـــ يدي قائلا ً :- اسمعي يا ابنتي اعلم انكي ابنه باره و عاقة ،، 

ثم اردف قائلا ً :- ابن عمك شاب لا يمكن رفضه ؟؟
شاب رائع بكل المعايير· خلوق، متدين ومقتدر، وبصراحة رددت على عمك بالقبول !!

سكت قليلا ً و كأنه لا يريد الخوض في التفاصيل أكثر متجنب النظر الى عيني ،، 
ثم قال :-  إن تسهلت الأمور فسيكون كتب الكتاب قريباً إن شاء الله ،، كوني مستعدة !!
قال كلماته تلك وأسرع بالخروج من الغرفة يهرب بملامح وجهه عني ،، أما أنا فتركني خلفه منقبضة القلب !!

أحسست بقسوة كلماته رغم كل محاولاته لـــ إظهار حنانه 
أحسست بأن كلماته كانت أشبه بـــ ضربات سياط متلاحقة لا ترحم !!
ترددت كثيرا ً ثم جمعت كل ما تبقى لدي من قوة و ذهبت اليه 
كان في غرفته ،، 

طرقت الباب طرقات خفيفه معلنة ترددي !!
توقفت عن طرق الباب للحظه من ثمة عدت مرة اخرى وطرقت الباب بنفس الخفة و التردد !!
قال :- تفضل ..!!
فتحت الباب ببطء شديد ،، 
ادخلت راسي و عندما رأني ابي ابتسم ثم قال :- هذه انتي لولو ،،
مد ذراعه مرحبا ً وقال :- تعالي !!
و عندما دخلت ألقيت بنفسي بين ذراعيه لاول مرة في حياتي 
و انفجرت بالبكاء و بصوت عالي ،،
رفع رأسي و نظر بعيني متسألا ً عن سبب بكائي !!

 :- ابي اود ان اكمل دراستي لا اود ان اتزوج !!

 :- من قال انكي لن تكملي دراستكي ؟؟
:- الزواج يعني مسؤلية و قد يكون هناك اطفال ،، وانا لا ازل في السنة الاولى في الجامعة !! وايضا هو ابن اعمي ولكني لا اعرفه ولا اعتقد انه حتى يعرف تفاصيل وجهي كيف يتقدم لخطبتي ؟؟
بكل صراحة يا ابي انا لا اود الزواج لا منه ولا من اي احد قبل ان انهي دراستي ،، ثم اردفت قائلة :- هل انا حمل ثقيل عليك يا ابي ،

دخلت علينا زوجة ابي في هذه اللحظة قائلة :- هذه الدموع كلها دلع بنات اعرف انكي توشكين على الطيران من شدة الفرح ،، 
نظرت الى ابي فـــلم يتفوه بـــ اي كلمة ،،

خرجت مسرعة نحو غرفتي ،، احمل جبلا ً من الهموم تضغط على صدري ،،  تمنيت الهروب من المجهول الذي يخبئ لي مستقبلي فاقد الملامح !!

يكاد قلبي ينفتق ،، كـــ أنني مصب لكل هموم العالم ،، نفذت قواي و صبري و ما عدت احتمل !!

فـــ قلبي لا يزال مشغول بحب محمد ،، 

كما أنا لست على أتـم الاستعداد لأن أكون أم سوية ،،
فــفاقد الشئ لا يعطيه !! 

و لا اريد ان يتجرع ابنائي ما تجرعت من ألام و وجع !!

في هذه اللحظة بينما كانت الافكار تتقذفني من كل حدب و صوب  

اقارن حالتي بحالة رجاء عندما اخبرتني انها خطبت و كلامي الذي قلته لها !!

اقول لنفسي :- 
لا تنهى عن خلق وتأتي مثله ** عار عليك إذا فعلت عظيم

 ولكن وضعي انا مختلف ،، انا يشغل قلبي حب انسان 


وتذكرت كلام جدتي ونصائحها و و و 


اخيرا عزمت ان اصلي صلاة الاستخاره ،،


وبينما كنت ذاهبة لأتوضئ ضاق نفسي كثيرا ً ،، لم استطع النفس ،، وشعرت برغبة ملحة لتقئ ،، و كأن همومي تكدست في امعائي و اود ان استفرغها لارتاح منها ،، 


فجئة مر من امامي طيف أمي ،، شعرت بدنوي اجلي و اقتراب ساعاتي ،، لم استطع المسير فارتميت ارضا ً 


رأني ابي بمحظ الصدفة ،، اتاني مسراعا ً ،، رفعني عن الارض و قادني الى سرير ،، كانت لدي رغبة جامحه لتقئ 


جلب لي سلة النفايات اتقئ فيها ،، وهو يهدء من روعي 


اذكر هذه الكلمات قلتها له قبل ان اغيب عن الوعي 
افتقدوني لأني سافتقدكم
بل افتقدوني حتى ولو لم افتقدكم
امنحوني شوقكم مجاناً
فقد دنى اجلي واني مفارقكم 




يتبــــــــــــع ...،

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites