الجمعة، فبراير 20، 2009

الحلقة الثامنة من قصتنا - الخوف يأكل الروح ,,



،،

السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته 
طابت أوقااتكم
,,


مدخل .. { ’’ لكل فتاة فارس أحلام تصنع شخصيته وهيئته فى مخيلتها وتترقب ان يأتيها يوماً ما ،، فــالأمــاني كثير والواقــع مختلف مهمــا حلقت الفتاة مع أحلامهــا لابد للأيـــام أن تعلمهــا وتعطيهــا درس بـــإسم (التجربــة ) ‘‘ .. }



عدت عصرا ً بعد يوم دراسي شاق ،، و قدماي تؤلماني من المشي الطويل بعد مختبر المساحة اللعين ،، و العرق يتصبب مني !!

علي أن استحم ثم أخلد لــأنام فاليوم تعبت كثيرا ً ،، هذا ما كنت أردده في طريق عودتي الى البيت ..

دخلت الى البيت لأرى زوجة أبي و الابتسامة لا تفارق وجهها
 علما ً بأني لم أرى زوجة أبي تبتسم  منذ دخلت هذا البيت قط 


أكملت طريقي نحو غرفتي لأفاجئ بعمتي أمل تقف أمام خزانتي تتفحص ملابسي ،، كانت المرة الاولى التي تدخل فيها عمتي الى غرفتي !!

تعجبت من تصرفها ،، ما بالها لما تقف أما خزانتي تقلب ملابسي !!
:- السلام عليكم !!
:- أهلا بحبيبة عمتها ،، و عليكم السلام ،، و لكن لما تأخرتي يا لؤلؤتي ،، من الصبح و أنا بــأنتظار عودتكي ؟
:- تنتظرينني أنا ،، لما يا عمتي ؟؟ 
:- أود أن أتحدث معكي في موضوع خاص ،،




أنا في قرارة نفسي تقريبا ً عرفت في ماذا تود أن تحدثني ،، لا بد أنه موضوع الخطوبة !! 

الله يستر من مجيئها ،، فــلربما تدخلها سيعقد الأمور كثيرا ً ،، علما ً بأني لم أتحدث مع والدي عن محمد بعد ،، 

’’ هل أنا أخطئت عندما جعلت نفسي لا أعرف عما يتحدث والدي عندما سألني عن محمد ؟؟ ‘‘  

يا إلهي أنت مولاي ارحمني و يسر امري و لا تعسره فليس لي سواك في دنياي ..

:- ما هذا كل ثيابك سوداء ؟؟ هل انتهت الألوان ولم يبقى منها غير الاسود ؟؟ الحمد لله هنالك قميص أبيض و هذا أيضا ً أبيض لا يوجد في خزانة ابنتة اخي غير الاسود إلا الأبيض ،، 
أعوذ بــــالله ما هذا يا ابنة أخي ألا تشترين سوى الأحزان و الأكفان !!
:- عن أي أحزان و أي أكفان تتحدثين يا عمتي ؟؟
:- ثيابكي كلها أسود و أبيض  !!
:- ههههههههه هذه الألوان التي أحبها يا عمتي !! 
عذرا ً يا عمتي أود أن أغتسل انني اتصبب عرقا ً ،، اليوم تعبنا كثيرا ً و مشيت كثيرا ً ،،
:- حسنا ً أذهبي و أغتسلي و تعالي لتتناولي الطعام ،، من ثمة أود أن أتحدث معكي قليلا ً ..


 دخلت لأستحم و أنا أفكر فيما تود أن تحدثني عمتي ،، هل ستحدثني عن ابن عمي أم عن محمد !! و نسيت أمر التعب الذي كنت أشعر به . .

خرجت من الحمام و توجهت نحو غرفتي إذ بـــعمتي لا تزال تنتظرني في الغرفة ،، يا إلهي !!

السلام عليكم ،، الا تزالين هنا يا عمتي ؟؟


ردت علية تحية السلام و سألتني إن كنت أود أن أتناول الطعام ،، أخبرتها بأني قد تناولت بعض المأكولات في الجامعة و أني لا أشعر بــالجوع ،، و في قرارة نفسي أود أن أعرف موضوعها الذي تود أن تقوله لي ،، 

هيـــا يا عمتي تحدثي سريعا ً ما عدت أحتمل !!

قالت و هي تبتسم :- اغلقي الباب و تعالي اجلسي بجواري 
ذهبت لأغلق الباب و انا امشي ببطئ شديد و سيلان من الافكار يندفع الى رأسي !!

أغلقت الباب و أدرت وجهي نحو عمتي و قد تشنج كامل جسدي 

وجهها الجميل الذي  تتربعه ابتسامة حنونة ،، دفعت بشئ من الراحة إليّ ،، جلست بجوارها بـــسكون ،، لـــتطوقني بـــيديها ..


:- شوفي يا حبيبتي ،، مهما طالت السنين لابد لكل فتاة أن تتزوج ،، و أنتي يا بنيتي يتيمة الأم و والدك ليس بــــدائم لكي !!
:- بعيد الشر عن أبي . .
:- دعيني أكمل كلامي 
:- تفضلي يا عمتي 

في هذه الأثناء أخذتني الأفكار السوداء بعيدا ً ،، قطعت أفكاري عمتي بجملة أفزعتني !!

’’ لن تجدي أفضل من ابن عمك ‘‘
أحسست و كأن خنجرا ً حادا ً غرسته في صدري ،، خرجت خارج الغرفة مهرولة لحقت بي عمتي ،، وهي تتحدث بـــصوت عالي
من ضمن ما قالته كانت هذه الجملة الكريهة 
 
’’ ســـيجئ عمك هذا المساء و معه ابنه لــيراكي ‘‘

أزعجتني كلماتها ،، رددت عليها قائلة لما و هل أنا نعجة سيأتي لمعاينتي من ثمة يقرر يشتري أو لا ؟؟
بسخرية قالت :- لا أنتي سخلة و أنا لست أكيدة من أنكي سوف تعجبينه !!

مع دخول والدي للبيت ،، و على مايبدوا سمع كلامها فهي كانت تتحدث بصوت عالي . . 
قال لها :- و أنا ســـأحتفظ بسخلتي هي ليست للبيع !!

تعالت أصواتهم فعلى الرغم مما قالته إلا أني أحبها ،، فهي عمتي الوحيـــدة ،، و أيضا ً لا أود أن أكون سبب خلاف بين أبي و إخوته و أيضا ً لا أرد أن أتزوج ابن عمي !! 

أغمـــى علي لم أحتمل كلام عمتي و لا ردود ولادي عليها ،، 

فتحت عيني بعد خمس دقائق لأجد نفسي ممدة على سريري و أبي جالس عند رأسي يترقبني بعيونه التي تفيض حنان ،، قال و هو ينظر في عيوني مبتسما ً 

’’ لا تخافي يا صغيرتي ‘‘

’’ الي بدك اياه رح يصير . . أصلا ً لا تزالين صغيرة على الزواج و لن أزوجكي قبل أن تنهي دراستك ،، و سأزوجك من الشخص الذي تختارينه  أنتي ‘‘

حزم أبي الموضوع مغلقه بشكل تام  ،، بعدها غادر غرفتي بعد أن أصبحت على ما يرام ،، 

رغم أن كلامه مريح ،، إلا أنه أخافني . . شعرت و كأنه يتعامل معي هكذا لأنني ســــأموت ،، فمنذ دخلت المستشفى و خرجت منها و قد تغير معي أبي كثيرا ً ،، ما عهدت منه كل هذا الحب و الحنان قبلا ً ،، حتى أني كنت أشك بــــ أنني ابنته لانه كان يتعامل معي بــــصلابة و جفاء !! 


كاد رأسي يوشك على الانفجار من شدة الصداع ،، جلبت قطعة قماش و عصبت بها رأسي من شدت الألم  ’’ كما كانت تفعل جدتي رحمها الله عندما كان رأسها يؤلمها ‘‘
 
و كان في رأسي مؤلفات من القصص التي حاكها لي خيالي عن سبب تغير أبي معي !!

و وقفت عند فكرت أني سوف أموت ،، لا يوجد لها تفسير أخر !!

في اليوم التالي كنت أجلس مع زميلاتي صباحا ً ،، كن يتحدثن على بعض الأساتذة بـــسخرية ،، 

جاءت الينا احدى الزميلات قائلة :- مس ( هم و غم ) نزلت علامات مختبر الحاسوب و قد حلصتي يا لؤلؤة على أعلى علامة  ،، وقالت ايضا ً أنه لن يكون هنالك اليوم محاضرة !!


كانت أشعر بصداع رهيب فقلت لهن :- ألن تشربن شئ ما فأنا أشعر بصداع !!

قالت بسمة :- مثل ماذا ؟؟

قلت لها قهوة مثلا ً !!

قالت :- حسنا ً سأذهب أنا معكي ،، عندنا أربع ساعات فراغ ( لا شغلة و لا عملة الله يكون بعونــا  ) 

 ذهبت أنا و بسمة الى الكافيتيريا و في الطريق سألتني سؤال غريب جدا ً !!

’’ هل أنتي و الأستاذ (محمد أدم) مخطوبان ؟ ‘‘

أجبتها :- لا أبدا ً 

أردفت قائلة :- الجميع يتحدث أنكم مخطوبـــان ،،

قلت لها بتعجب شديد :- من هم الجميع ،،يا عزيزتي محمد صديق قديم وهو مثل أخي ليس بيننا شئ وهو أستاذي و أنا تلميذته كيف يتفكرين بهذه الطريقة !!

إذ بــمحمد يناديني و كـــأنه يؤكد بــأن بيننا شئ !!

قلت في عقلي :- ما الذي أتى بك في هذه اللحظة؟؟

فــــأنا لا أحب أن أكون حكاية يتناقلها الجميــــــع !!

بينما كنت أوزن الأمور في عقلي قالت بسمة :- أأأأأأوه لقد نسيت محفظتي سأذهب و أحضرها ،،

قلت :- لها حسنا ً 

و حال دارت ظهرها بعثت لي رسالة على الجوال 
’’ خذي راحتكي مع صديقكي و سنتحدث فيما بعد يا صديقتي و لا تنسي القهوة ليخف الصداع :P ‘‘

و حال أنهيت من قرأة رسالتها كان محمد يقف أمامي 



:- مرحبا
:- أهليـــن ،، 
:- كـــيف الحـــال ؟
:- الحمد لله و لكن أشعر بصداع يكاد يفتق برأسي 
:- سلامة رأسكي من الانفجار ،، اجلسي هنا و سأجلب لكي القهوة علها تخفف الصداع ،،
:- كنت ذاهب أنا لأحضرها 
:- لا فرق بيني وبينك ،، اسمعي الكلام واجلسي هنا على هذا المقعد سأحضر لكي القهوة و أعود ،،
:- حاضـــر . . حاضـــر


ذهب ليحضر القهوة و أنا جلست أنتظره ،، و بعد ثلاث دقائق ،، جاء يحمل كوبيين من القهوة  و جلس بجواري على المقعد ،، شعرت و كأن جميـــع العيون تركزت علينا !!





يتبـــــــــــــع ،،


 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites