السبت، مايو 18، 2013

✿ - إلى أن تكون لي ..

 

مدخل :
كل شئ يدرك بالدعاء 




*
سيدي البعيد عن مكاني 
الساكن في وجداني 

بقعة الارض الفاصلة بيننا
تتمنى لو تبتلعني
أراها ترمقني بعيون قط أسودْ
 يتضور جوعاً 

تضخمت المسافة .. توحشت 
فلا هي تحملني إليك و لا هي تحتويني

  و مثل ذو النون في أحشاء الحوت 
أتكوع في ركني الأعتم
بالدعاء أتمتم ْ 

" اقسمه يارب لي " 

*

في ما مضى

 كنت أظن أن الفاصل بيننا 
عالماً جغرافي و أن الوصول إليك بحاجة ملحة لِـ (بوصلة و خريطة )
 
وحاجتي للوصول 
 جعلتني ارسم الخرطة و اخترع الطريقة 

لكن ..
الخريطة التي كنت أرسمها
 راحت ترسمني 
و بين الطرق تبعثرني !

فهل من حل أسلم ْ 
يعيد الخريطة خريطة ؟

و هل من حل أسعدْ 
يجعل الخريطة كريمة 
و الطريقة غير مستحيلة
تجمعنا فوق أرض رحبة
 خصبة كأحلامنا ؟


سافرت إليك بخيالي 
طرت بأحلامي 
حلقت بأجنحة التمني 

 و في سفري بترت أطراف جُلّ أحلامي
و في تحليقي فقئت عيون الأماني

تُرى 
هل ما زلت تحتفظ بالنسخة الأصلية منها ؟

تُرى 
هل سأرها بصورتها الجميلة إذْ ما التقينا ؟

تُرى
هل سنلتقي حقاً ؟

*

بحثتُ طويلاً و مطولاً عن سبيل يوصلني إليك 
ربما لن يكون هناك سبيل للوصول
أو القرب حتى !

و هنا تكمن مرارة اليقين 
و هنا يصلب حلمي 
و هنا تموت طفلتي المدللة 
 و هنا ينبوع وجعي 


فجأة 

شعرت أني خارج نطاق النص 
و بأن وجعي كفر 
و حزني كفر 

فالمسافة بيننا على خريطة الواقع 
كأرض و سماء بحاجة للدعاء و للدعاء

*

صرت إذْ ما شدني الشوق إليك 
استيقظ حين ينام الناس 
أتضرع لله في سكون الليل 

أصلي .. أسجد .. أردد و أردد 
" ربي قل عليه كُنّ ليكون ! "

و إذْ ما خلوت بالجدران 
أذكر نفسي بقوله تعالى : 
" أمن يجيب المضظر إذ دعاه و يكشف السوء .. "

و كلي يقين أن الدعاء هو مارد الأحلام 
النائم في المصباح الذهبي 
و الذي سيآتي لي بك إلى عالمي المهيأ لاستقبالك 

و هو همسة الحب الصادقة التي ستبعث فيك روح الاستيقاظ 
من على وسائد التمني !

و هو أجنحة التمني و قدرة الطيران إليك 

*

لذلك 

إن نام الكون .. استيقظت أدعوا الله في ثلث الليل الأخير 
لعلي أدرك ساعة الاستجابة 

و إن بكت غيمة في السماء 
رفعت يديّ إلى أعلى ناح فالدعاء في المطر مستجاب 

و إن جُرت حقائب سفري 
فالدعاء على سفر مستجاب 

و إن كنت على موائد الإفطار 
فللصائم دعوة  عند الإفطار لا ترد 

*
إلى أن تكون لي سأواصل التضرع لله بالدعاء و الصلاة




انتهى ..

الخميس، مايو 16، 2013

✿ - سَرَقَ العَنّكبُوت بَيّتِي - قصة قصير


لم ينم ليلة كاملة ، ظلّ طَوَال الوقت يُصغي دون أن يبذل حركة واحدة لبضع نجماتٍ سقطت من صُدع في السقف ، بدا كعقرب ساعة عطبة ساكناً، وكحل الليل لا يضيء ما اختلجت به عيناهُ . نبت على محياه الهم ، و تحوّل حديث النجمات في أذنه إلى ضجيج بلا مستقر ، مما أثقل رأسه ..

 في الخارج ..
  بدت سرعة الريح أسرع من الدوران في رأسه ، و حفيف الشجر تحول إلى أسدٍ يزئر غضباً . وجد نفسه يرفع يدهُ إلى أذنه ، و يدفن رأسه في المخدة موارياً وجهه من صورة جدته المصابة بشظية في القلب إلى أنّ نام بدون شعور منه ، و دونما خوف أو إحساس بالعاصفة و إنعدام السلامة و الأمان .

في الصباح ..
استيقظ من نومه فزعاً ، كان حلمه الأول الذي عاد به إلى ما قبل الشظية التي أودت بوالده يتيماً ، إلى ما قبل أن يصبح جده قاصاً يروي حكاية الهروب من الموت . في الأثناء مرت على قلبه ريحٌ حَنُون ترسم أمامه ربيع وطنه بستاناً غطته شقائق النعمان ، سرعانما تبدلت الصورة ، و شاهد الدم لأول مرة ، و تعلم أن جرح الوطن ندبة لا تمحى .. من صميم الجرح تراء له مشهد هروب جده الهرم من الموت ، و هو يحمل زوجته المصابة بشظية ، و مفتاح الدار .

علق الجد المفتاح في عنقه ، و ترك كل شئ خلفه البيت ، الأرض ،العرض ، الكرامة ، الترف ، راحة البال ، ... ، الوطن ، و فر هارباً !

:- لو لم يكن لنا وطن لما طردنا منه ، فالعنكبوت يبني بيته في كل مكان ، لا وطن له يسمى بوطن العناكب ، و مع هذا كل البلاد بلاده ، انتماءه لزوايا ، أينما وجدت زاوية بنى لذاته بيتاً .

*

مرّ زمن ..
 تمردت العنكبوت التي منحها ركناً من بيته عليه ، و بنت شباكها حول الدار و سحبتها ، سرقتها ، و أبقته بلا مكان يآوي إليه . 

أطلق نفساً ، و قال :- آه .. يا إلهي ! لم يكن ذلك حلماً ، لا ولا كابوساً ، لقد كان جحيماً ، فكيف كان للعنكبوت أن تتحول بدون شعور من أحد إلى مصاص دماء ، إلى مستوطن ، إلى شيطان أشد فتكاً بالناس من البارود ؟ 

ثم أخذ يصيح : - " نعم ، نعم ، أنا من سرق العنكبوت بيته .. " ، و راح يلهث وراء استرجاع بيته ، إنه يرفض مجرد فكرة التنازل عنه ، و لو قتل دونه .

قادته إرادته إلى مواجهة مع العنكبوت أدرك من خلالها كم نمى مع الوقت عدوه ، لقد تضخم جداً ، و تحول من مجرد عنكبوت إلى تنين ضخم يسد ثقب الأوزون !

*

كانت دقائق قليلة ..
 جهز الفرس و الفأس و الدرع و الرمح ، وكانت له صولة ، و كانت السماء تشاهد ، و رب السماء كان يعجب كما جاء في الحديث النبوي :- " عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه فعلم ما عليه .. فرجع حتى أريق دمه .. فيقول الله عز وجل إلى ملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي ، و شفقة مما عندي حتى أريق دمه " 

- تمت .


السبت، مايو 04، 2013

✿ - وجعي أنت ..



وجعي أنت 

بعدكَ منفى 
ولمستكَ وطنٌ في المنفى ..!

*

ذات غربة 
تسربت إلى قلبي بخفة 
لتُفض على يديكَ بكارة عاطفتي 

و يَشاء 

أن ترحل خلسة 
و أبقى بعدكَ أحمل برحم الحزن 
 وجعي الأشهى  

 و القصيدة 

مضت تَسلاكَ بقضم أظافر ذاكرتي 
و مضت تَنكِزُ أحلامي الغافيات 
إلى أن استفاقت السُنون الماضيات
ترتق ثوب الأمنيات 
وفي كل ريحٍ تنثر بذور العودة عبر مواسم صدري 

- خذِ جهتكِ إلى الوراء 
هاتِ الأمس 
أتركينا معاً 
و أوقفي عقارب الزمنْ 

*

على أرض قصيدتي لا ينمو إلا سُبحاتُ وجهك 
سنابل تعانق نور السماء بذات الشوق الباذخ 

إذا نزل المطر 

على أرضٍ عطشى ترقب هطولكَ 
عشقاً .. و حرباً .. و سلام 

و بين الكتابة و الكلام 
أستر بخواطر الذكرى عورة الشوق 
و أداوي بالحب الكبير ندبة من احتياج و لهفة 
وشمت على وجه الوقت 


متى وجعكَ يخف ؟ 
متى جرحكَ يجف ؟

أما آن لخصامي مع قلبي أن ينتهي ..؟!

لأكتب بكل ما أوتيت من لغتي 
قصيدتي بحرف واحد 
و قد عوفيت منك !

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites