مدخل :
كل شئ يدرك بالدعاء
*سيدي البعيد عن مكاني
الساكن في وجداني
بقعة الارض الفاصلة بيننا
تتمنى لو تبتلعني
أراها ترمقني بعيون قط أسودْ
يتضور جوعاً
تضخمت المسافة .. توحشت
فلا هي تحملني إليك و لا هي تحتويني
و مثل ذو النون في أحشاء الحوت
أتكوع في ركني الأعتم
بالدعاء أتمتم ْ
" اقسمه يارب لي "
" اقسمه يارب لي "
*
في ما مضى
كنت أظن أن الفاصل بيننا
عالماً جغرافي و أن الوصول إليك بحاجة ملحة لِـ (بوصلة و خريطة )
وحاجتي للوصول
جعلتني ارسم الخرطة و اخترع الطريقة
جعلتني ارسم الخرطة و اخترع الطريقة
لكن ..
الخريطة التي كنت أرسمها
الخريطة التي كنت أرسمها
راحت ترسمني
و بين الطرق تبعثرني !
فهل من حل أسلم ْ
يعيد الخريطة خريطة ؟
و هل من حل أسعدْ
يجعل الخريطة كريمة
و الطريقة غير مستحيلة
تجمعنا فوق أرض رحبة
خصبة كأحلامنا ؟
و الطريقة غير مستحيلة
تجمعنا فوق أرض رحبة
خصبة كأحلامنا ؟
*
سافرت إليك بخيالي
طرت بأحلامي
حلقت بأجنحة التمني
و في سفري بترت أطراف جُلّ أحلامي
و في تحليقي فقئت عيون الأماني
تُرى
هل ما زلت تحتفظ بالنسخة الأصلية منها ؟
تُرى
هل سأرها بصورتها الجميلة إذْ ما التقينا ؟
تُرى
هل سنلتقي حقاً ؟
*
بحثتُ طويلاً و مطولاً عن سبيل يوصلني إليك
ربما لن يكون هناك سبيل للوصول
أو القرب حتى !
و هنا تكمن مرارة اليقين
و هنا يصلب حلمي
و هنا تموت طفلتي المدللة
و هنا ينبوع وجعي
*
فجأة
شعرت أني خارج نطاق النص
و بأن وجعي كفر
و حزني كفر
فالمسافة بيننا على خريطة الواقع
كأرض و سماء بحاجة للدعاء و للدعاء
*
*
صرت إذْ ما شدني الشوق إليك
استيقظ حين ينام الناس
أتضرع لله في سكون الليل
أصلي .. أسجد .. أردد و أردد
" ربي قل عليه كُنّ ليكون ! "
و إذْ ما خلوت بالجدران
أذكر نفسي بقوله تعالى :
" أمن يجيب المضظر إذ دعاه و يكشف السوء .. "
و كلي يقين أن الدعاء هو مارد الأحلام
النائم في المصباح الذهبي
و الذي سيآتي لي بك إلى عالمي المهيأ لاستقبالك
و هو همسة الحب الصادقة التي ستبعث فيك روح الاستيقاظ
من على وسائد التمني !
و هو أجنحة التمني و قدرة الطيران إليك
*
لذلك
إن نام الكون .. استيقظت أدعوا الله في ثلث الليل الأخير
لعلي أدرك ساعة الاستجابة
و إن بكت غيمة في السماء
رفعت يديّ إلى أعلى ناح فالدعاء في المطر مستجاب
و إن جُرت حقائب سفري
فالدعاء على سفر مستجاب
و إن كنت على موائد الإفطار
فللصائم دعوة عند الإفطار لا ترد
*
إلى أن تكون لي سأواصل التضرع لله بالدعاء و الصلاة
انتهى ..