الخميس، يونيو 12، 2014

✿ - متعب و حزين أننا كُنّا ..



أعلنت به الإكتفاء 
فجاء الموت من كل اتجاه !

وكأنه ترياقٌ يمشي فوق ظنوني 
وطنوني تلتمس الهوى عُذرا 

كم كنت أرغب ببعضٍ من العناق (لمّا) حيّاني 
لكنها على أرضٍ من سرابٍ كانت اللُقيّا

فاستحالت و لفتني الذكرى 
 كُنّا .. و كُنّا .. و كُنّا 
مُتعبٌ و حزين أننا كُنّا

ولا زلتُ كالأسرى 
حبيسة عيّنيه ، وفي عيّنيه كفن لا يَسلا 

حاشاه في عيّنيه وطن 
و الأوطان عُشّاقُها مَوْتَى !

الجمعة، مايو 30، 2014

✿ - زاد الجياد الماء والملح .



السلام عليكم و الأيام تؤرخ الأعوام
 في زمن مضمخ بالكبرياء و أمكنة تفيض بالأبطال و الأوجاع ؛ زاد الجياد
#مي_وملح



يا دامي العيّنين في دمعك 
نذْر .. وبخور
وحُلماً يحملهُ رحمٌ مملوء بزهر اللوز
و زهر اللوز في الكرمل مقتول !

تأكلني حويات البحر المسعور 
و القوافل تمضي ، وتسير 
تُعرج بالديار الحزينة 
وتحط في قلبي المفتون 
تلملم شظايا وطنٍ مبتور
تناثر حقلاًمن القمح
وتدفق في دمي نهراً من عشق ، ونور

الطريق إلى صدرك " شروقٌ عاصف "
يمر بأبواب المسجد الأقصة
يرفض أن يمنح الشمس طَلْقَ الولادة
معلناً فجر الإبادة 

بين العذاب و بين الغضب 
نما في الوطن جرحْ
وشب غابة دفئ ، و لظى 

قرب وجهك من وجهي لترى ..
أطفال الإنتفاضة
يربطون بطن الوطن بالحجارة 
فالبندقية .. خبزٌ وملحْ
وقوت الجياد في مَوْكِب النصر 
 "الماء و الملح "
سلاحاً فريد 
تقاتل به أيادي مكبلة بالحديد
معلنة فجر الفِدى 

عواصف يولد منها الصباح في النقب 
فيسيل الندى ، ويزحف كالليل
 يدند لأغوار البرتقال في حيفا ، و الشجرْ
لحناً شريد
و ينسل لون البحر 
يفرش الحقول بقصائد مشحونة بالخطر 
توزع على الجموع 
 ضلوعي حراباً 
و تستبدل تذاكر السفرْ 
 بالحجرْ

تدعوا للجهاد
في وقتٍ تناسل فيه البغاة 
و بيعت فيه البلادْ
بدعوى المفاوضات لاسترداد البلاد !

وهل يعقل 
بالسلام و الكلام يعود ما أخذ بالدم و البارود ؟؟!

*

يا دامي العيّنين ما انتهيت 
ولكن دعني أهاجر عن ناطرك قبل أن تغرق بدموع الأسف عيّناي 

الجمعة، مايو 23، 2014

✿ - البادي لكَ فرح ..



استعمر الفؤاد حُزنٌ باذخ 
و تغلغل في الأوصال وجعٌ مُترف
دونما جهدْ !

أسواري التي كانت أعتى من سور عكا "في وجه نابليون "
هوتْ 

في مكان لا مكان فيه 
الشوارع و البيوت .. تكلمتْ 
و النابض سكتْ !

صَدّقْ .. الدموع الخرساء بات لها صوتْ
و حكتْ .. حكاية 
يكسرها الغرام ، و دمعة الفرقى 
و قصائدْ .. من " الحنين " أنهكت !

البادي لكَ فَرَحْ 
كالغيث .. كالفجر .. الإشراق .. كالسُحب 
و الفضاء لا يتسع لهموم على ضلوع الصدر إتكتْ 

الأربعاء، مايو 14، 2014

✿ - ماذا جرى .. من ضن رسائل الحنين



ماذا جرى ؟
شئً في قلبكَ كان لي ، و اختفى 
أعلن هروبه من حياتي ، و اكتفى 

و قد كنت المُرتَكى 
الذي أفديه بروحي ، و الرؤى 

لو أنكَ ترى !
حلّ الخريف هُنا ، و قتلْ
قتلَ ريحان الدُنا 
و الحزن من القلب دَنا 

*

ماذا جرى ؟
حلماً كان لنا 
على عروشه هوى 

فَـ حلَّ الجفا

هل تُراكَ
 تعود أم أنكَ باعدت الخُطى ؟

أو رُبما 

رُحتَ تجلبُ الورود " للقائنا "
و لأن الخريف بيننا
تأخر موسم الورود ، و المسا 

*

ماذا جرى ؟
الوسواس الخناس وحيٌّ بيننا 
يغرس في القلب الكدرَ
و يتعب الروح في النوى 

 أناجيك فَيردُ الصَدى 
من تناجي لا يسمع النِدا 

حتماً نسى 
و ذكراكِ طواها الردى 

*

ماذا جرى ؟
شئً في قلبكَ كان لي ، و اختفى 
أعلن هروبه من حياتي ، و اكتفى 

فَما كل هذا الجفا ، و إلى متى ؟

*انتهى !

الجمعة، أبريل 04، 2014

✿ - عن شعوري في يوم ميلادي الخامس و العشرين ..


السلام عليكم و الأيـام تُؤرخ الأعوام
رداً على الجميلة دعاء مُحيسين كتبت هذه التدوينة

:



دعاء :- " دائماً ما أسألُ الناسَ في أيّام ميلاده كيف تشعرون؟
و لكن غالياً لا أحَد يخبرني .. ما شعور بلوغ الخامسة و العشرين ؟" 



ها هو عام جديد أطل عليّ ..
فَـ قبل 25 دورة للأرض حول الشمس ، و تحديداً في مثل هذا الليلة الربيعية - الرابعة من شهر نيسان - وضعتني الأقدار بسكينة بين يديّ أمي التي كانت تخوض معركتها الأولى مع المخاض  الأبنة البكر .. و الفرحة البكر المتجددة . 

في كل عام وفي مثل هذا اليوم كانت تقلب كفي بفرح - لا نظير له - ثم تبدء بـِعَدّ الأشياء الجميلة التي ستحدث لي مستقبلاً . من هُنا دعيني أحدثكِ عن شعوري .. بــِ هذه المناسبة التي تتكرر للمرة -الخامسة و العشرين- في عمري . الشعور عادي جداًفَهذا اليوم لا يختلف عن باقي الأيام . و لكن ما يَحثني لأن أظِهر البـِشْرَ و السرور ، آحلاماً ندية زرعتها والدتي في طفلتها (فكرةً )كغيمة مستقبلها غيث ، و إلا يا حبيبة ما من داعٍ للإبتهاج بمجئ هذا اليوم ، و هو علامة لدنو أجلي ،و اقتراب ملك الموت مني قليلاً لقبض روحي ..

السنة الماصية في ذات اليوم حدثتني نفسي و حدثتها ؛ متسائلة :- "ماذا جنيت ، و ماذا قدمت للعرض بين يدّي ربي جلّ و علا .. ؟! "

إن مرور عام و انقضاءه من عمر المرء آذان بدنو أجله ، وليست مناسبة للاحتفال ؛ لذلك تتجاذبني مشاعر الخوف من الله ، و يخالجني الحزن على ما اقترفت يداي من ذنوب ، و نفسي تذكرني بقول الحسن البصري :- " يا ابن أدم أنت أيام إذا ذهبت ذهب بعضك " 

*إن لم تكن الوقفة (الجادة،الفاصلة) في مثل هذه المناسبة متى تكون ؟

بيني و بين عمري الآتي مسافة طين ووشاية ، و صلاوات متتالية تتلوها دواخلي :
اللهم إجعل أعمارنا مديدة على طاعتك ‘ و ثبت قلوبنا سُبحانكَ إلى أن نلقاك بقلوبٍ سليمة من سيء الأقوال و الأعمال ؛ و أسألك اللهم وجوهٌ مسفرة ضاحكة مستبشرة .

و إن كنتِ تسألين عن الأرقام فهي بالنسبة لي ليست في الحسبان ، لأني على يقين أن طفولتي قادرة أنّ تعيش لألف عام .

الأربعاء، مارس 12، 2014

✿ - أخر رسائلي ..

لِـ أننا فِي الضِفّة الغَربيّة لا نَحْتَكِم عَلَى البَحرَ، وَ لأنني لَم أعثَر بَعد عَلى قَوَارِير الكَتْمَان الأبَدِي إلى الآنْ قَرَرتُ أن أدَون رَسَائلي هُنَا ، وَ ألقِي بِهَا فِي هَذَا البَحر الإلكتْرُنِي حُرُوفَاً كِيبُوردِيّة لَعَلَهَا تَصِل يَومَاً إلى مَوَانِئَهَا !

** 



نَّصْ الرِسَالَة :
في صدري مضغة ، وما في صدري ذبل ..
زهر القرنفل ذبل ..
حرف الألف مات خجل ..
و الحلم سافر إلى زحل ..

# كم تمنيت أن أسرد حكاية ، ولكني فقدت شهيتي عن الكلام بعد أن رُبِطت لزمان بالحجارة بطون الحنين ! /،،





جَارِي الإرسَال


السبت، يناير 18، 2014

✿ - أحبك بنصف قلب | قصة قصيرة .


ذات لقاء ..
بينما كان حديثنا يعيدنا إلى مواقع فقدناها ، ابتسمت ابتسامة خفيفة ، وقالت بانسحاق : " في زمان ما تحديتك أن جثث موتى الحب في القلب لا تتحلل . فقلت لي ' يوماً ستلاقين من ينتشل هذه الجثث و يلقي بها خارجاً و يسكن هو ، أو على الأقل سيكون هناك من سيدخل قلبكِ ويكون باستطاعته حصر تلك الجثث في ركن ويبني لهم مقبرة تضم رفاتهم ، و يسكن هو في الجزء المتبقي . تتحدثين الأن بلسان الوجع ليس إلا و الوقت مُسكن الأوجاع ! ' الوقت مضى و الوجع سَكن ،و لكن ليتك كنت الذي كان بوسعه أن ينتشل جثث الموتى من خافقي لا الذي شيد لهم القبور لتبقى نصباً تذكارية في شعابه تفوح منها رائحة الموت المقيته . لستُ بخير كما يبدو فأنا اتنفس برئة واحدة ،و أحب بنصف قلب ، و أحلم بنصف عقل ، نصف مني للحياة ، و نصف وهبته للوجع و الخيبات . أودّ أن أحبك بقلبي كله ، أودّ أن يكتمل نصف هذا الجنون المعربد بي . الحب كهل لم يعش شبابه أبداً ، أودّ أنّ أعيش طيشه و شبابه . " 

وما أن لمعت أحداقها مضت راكضة بأقصى سرعة تستطيعها ، ثم أرتمت تحت سنديانة تنتصب كقدر جائر ، قالت وهي تلهث : " كلما شعرت أن هذا اللعين قلبي يوشك أن يقفز حيث يثور بلارجعة باردة لا أجد حل إلا الركض و الركض حتى تنفذ طاقتي فلا يعد باستطاعتي التفكير بشئ غير التعب ، و لكن حتى و أنا منهكة القوى لدي رغبة ملحة أن أحرق العالم .. و أقف وقفة نيرون و أعزف على القيثارة ألحاناً مستوحاة من لهب النار ! " 

تمنيت آلا تهدء ثورتها ، و آلا تسكت أبداً ،و لكنها فجأة سكنت كما بدأت فجأة . ولم يكن لدي ما أقوله ، فخيم صمت دبق إلى أن حط عصفور على غصن السنديانة و راح يغرد لحناً عذب ، جذبها لتشاطره الغناء فراحت تغني : " أنت و أنا .. يا ريت نطير عَ جوانح عصافير نطير عَ مطارح ما فيها حدا خلف المدى .. ما في حدا خلف أخر صوت من أخر صدى ما في حدا و الشمس تحملنا و تغزلنا حرير .. ياريت فينا ننسرق عَ جناح شي ورقة عم بيطيرها الهوا سوا سوا سوا خصلة سما زرقة .. "

نظرت إلى وجهها الحزين و عينيها الذاهلتين لبرهة ، ثم قاطعت غناءها سائلاً : " هل نتزوج ؟ " عندها رفعت عينيها إليّ ، كانت نظراتها ترسل القشعريرة في بدني ، و كان في عينيها شيئاً لم أره من قبل ،هذا الشئ سمّرني إلى وجهها كأنني آراها لأول مرة ، و أقع في حبها للمرة الأولى . قالت و صوتها يرتد بداخلها فأسمع صداه كما لو أنها كيان مجوف : " ما الذي تعرفه أنت عن الزواج ، عن الحياة ، عن الحب ، عن كل شئ ؟ لعلك الآن تتخذ قراراً مصيري في ساعة اضطراب عقلي ! " 

صمتت قليلاً ثم أردفت بنبرة حادة : " من اخترع الكلام ؟ لقد أوصل الانسان إلى الحماقة ، و الحماقة تفسد كل شئ . أريد أن تفهم رغم أن الفهم مصيبة ! "

- يا عزيزتي تملئنا المآسي لأن صدورنا مغلقة عليها ، ولا بد أن نجري لها عملية جراحية تشق صدورنا لتنفتح على الحياة أكثر ، و تتسع للحب . أنتي تحبينني بنصف قلب اليوم و البقية تأتي بلا شك ، تزوجيني و أنا راضٍ بنصف القلب هذا ، و النصف المتبقي بكل تأكيد فراخنا ستشيد فيه قصور محبتها فوق الرفات التي تشتكين منها ! 

ابتست و هي تلقي نظرها على مد الأفق ، و قالت : " ماذا فعلت بي الآن أشعر بالحزن المستعمر بي يحمل نكهة حنان دافئ ! " 

فجأة التقت عيناي بيعينيها ، و لمحت بوادر سؤال حائر أجبت عليه دون أن أسمعه :

- ستكون الحياة أجمل ، دعينا نقامر من أجل حياة جديدة لا تصلب فيها قلوبنا .. صدقيني التجربة مغرية  و الثمن لا شئ ، اليوم نحمل موتى الحب في اعماقنا ، و غداً ننجب ما نستمر من أجله رغم المعاناة ، أو نموت .

- ما معنى هذا ؟

- اقبلي عرض الزواج ، إن ثماره ستكون الثورة التي تقتلع كل شئ راسخ في الركن المعتم في قلوبنا ، و تعيد خلقه من جديد .


ضحكت ، و كانت ضحكتها أروع من ألحان العالم قبل أن يلفنا الصمت ،ثمة كلمات لا نستطيع التفوه بها أحياناً ترقد في الصدور ملفوفة بهالة عظيمة من الكبرياء ، هي تقبل بذلك العرض ، هذا هو السر الذي افشته ضحكتها الصاخبة قبل قليل ، إذاً عليّ أن أبادر . قلت و أنا متردد و أشعر بشئ من الخجل : " متى موعد لقائي بوالديكِ ؟ " 

قالت بانشراح : " في أيّ وقت .. أحبك بنصف قلب و البقية تأتي ! " 

غمرتها بنظرة حنان و لهي ، و تمنيت بكل عمري أن أضمها إلى صدري ، شئ ما يقتلعني من جذوري لأحلق كفراشات الربيع ، ما أحلاها حبيبتي أجمل من شمس نيسان . 

- أحبكِ بعمري كله ! 



انتهت 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites