الجمعة، سبتمبر 30، 2011

✿ - عاد محمولا على الأكتاف / قصة قصيرة ؛




 السلام عليكم
السلام على الحاضرين الغائبين . . الشهداء العاشقين
على الدماء تخصب وجه فلسطين ؛






قصة اليوم / إهْدَآءْ خَآصْ إلَىَ العُمّآل الفِلَسْطِنِيّن فِيّ إسْرَئِيّل ؛

الذين تجاهلهم الرئيس محمود عباس ( أبو مازن ) و لم يعطي بالا ً لـِ معاناتهم و مصيرهم لا قبل و لا بعد دولة 194 ؛




بطل قصة اليوم اسمهُ محمد ، ابن لعائلة  متوسطة الحال ، كما هو الحال للسواد الأعظم من العائلات الفلسطينية ، بصعوبة استطاع أن يكمل دراستهُ الجامعة ، و بالكاد أوصلتهُ شهادتهُ في زمن الواسطة إلى العمل في إحدى الوزارات ، و جلس على مقعد بمكتب مهمل لا يسأل فيه أحد ؛ و بعد أن تيسرت أمورهُ ، و إستقر في عمله ، تقدم لـِ خطبة إبنة عمه .

مرت الأيام متلاحقة ، و إقترب موعد زفافه ، و قيبل الزفاف بعدة شهور ، و بينما هو في زحمة السعادة تأمرت عليه وظيفتهُ الحكومة ، التي تتفنن لوائحها في إذلال أصحابها ، و فصل من عمله لمجرد أن إثنين من إخوانه ينتمون لفصيل معين !

كان كل ليلة كعادته يتأبط قلة حيلته و ضعفه ، و يقصد سجادة الصلاة يصلي ركعتي الحاجة ، و يقضي وقتاً ليس بالقصير متأملاً متفرساً شارد الذهن ، يفكر في أمره عساهُ يهتدي إلى مخرج .
غير أن شعوراً إنتابهُ تلك الليلة ، و لم يعرف ما دافعهُ ، و ما السر ورائهُ ، و لم يخرجهُ من حيرته إلا همسات صوتها تداعب أذنيه :- ’’محمد . . محمد . . قد جئت . . قد جئت !! ‘‘

نظر إليها ببرودة كعادته محاولاً إلتقاط بعضٍ من دهولٍ ارتسم على محياها ، و بــِ ابتسامة مصطنعة 
قال :- ’’ غداً إن شاء الله ، أنا ذاهب للعمل داخل إسرائيل . . أنا ذاهب لأجلكِ . . لأجلنا . . فلا تخافي . . ما هي إلا بضع أيام و أعود بإذن الله . . إنتظريني ! ‘‘

مع ساعات الفجر الأولى وقفت دون علم منه خلف زجاج شباك غرفتها ترقب خرجهُ من المنزل ، و تلك الإلتفاتة الأخيرة منهُ لـِ شباك غرفتها ، و التي كسرت خط سيره المستقيم لـِ تضطرب في نفسها أمواج الخوف و القلق ، و مضى هو بعيداً بعيداً ، و هي لا تزال ترقبهُ حتى استحال إلى نقطة صغيرة على مدى البصر .

مرت الساعات و الأيام و الأسبوع الأول و عبارة ’’ الهاتف الذي تحاول الإتصال به مغلقاً حالياً . . ‘‘ ترن في آذانها كل لحظة و تقتل ما تبقى في نفسها من أمل ، و حين عاد كما وعد عاد محمولاً على الأكتاف ، و أقترب رفيقه الذي خرج معه يحمل لها خاتم الخطوبة ، و رسالة شفوية .
’’ سامحيني لأني لم أوفي الوعد معكِ . . فقضاء الله نفذ ! ‘‘

و ما تزال يداها إلى الأن ممدودة إلى حدود الوطن تنتظر انقضاء الأيــام ليعود إليها كما وعد !


كان رجلاً غير الرجال 
و مضى في الأفق غير الرجال 
لكنهُ اليوم شهيد على أكتاف حزننا 
تنهض روحهُ من جديد 
لعلها تستحي الأيــام و تورق السنين نصراً !



- النهاية
حنين نضال (حنين أدم )

الأربعاء، سبتمبر 28، 2011

✿ - الخريف الفج // انتفاضة الأقصى و حكاية الفناء الفلسطيني ؛




 السلام عليكم
السلام على الحاضرين الغائبين . . الشهداء العاشقين
على الدماء تخصب وجه فلسطين ؛




{.. أخر جراحات أيلول .. إنتفاضة الأقصى  ..}





مدخل :- 

’’ كلما خيل لنا أن صورة فلسطين إنتقلت من مكانتها المقدسة إلى سياق العادي . . فاجأتنا بقدرتها الفذة على إيقاظ معناها الخالد ببعديه الروحي و الزمني . . من نعاس تاريخي عابر ؛ ‘‘ محمود درويش
 





في مثل هذا الخريف لـِ عام 2000 ؛ إقتحم شارون و جنوده المسجد الأقصى ، فقام المصلين و أهلنا في القدس الشريف و كل فلسطين بالتصدي لهذا الشارون ، و من معه من إقتحام المسجد الأقصى ، إلا أنه و معه آلاف الجنود المدججين بالسلاح و العتاد إقتحموا المسجد و دنسوه بأقدامهم و رجسهم ؛ و عندها إنطلقت الشرارة و تفجرت الإنتفاضة ، و جاء المحتل محملا ً بالموت و الرصاص و الدبابات ، بعد أن أزهرت فلسطين بشباب لا يمكن نسيانهم على مر السنين .

فكان إقتحام شارون للمسجد الأقصى بمثابة غيوم الخريف ، التي أرعدت حملات إبادة و هدم للبيوت و جرف للمزارع و الأسواق ، شملت تدمير مخيمات بأكملها و تحويلها إلى انقاض كما حدث في جنين عام 2002 ؛ رعاها و نفذها مجرمو الحرب في القيادة الإسرائيلية بهدف معلن و هو تحويل الشعب الفلسطيني إلى شعب مدجن مهاد و متأقلم يمنحهم تسليما فلسطينيا ًبيهودية دولة إسرائيل ، بهدف تهويد الرواية و تاريخها بعد تهويد الأرض . 

و الأحداث الجارية في المشهد الفلسطيني في هذه الأيام بعد مرور 11 عام على هذا الخريف الفج نخرج بإنطباع وحيد ، بالقول أن حكاية الفناء الفلسطيني نجحت و نجح من خططوا لها بعد القضاء على القضية من خلال عمليات الإغتيال التي إجتاحت فلسطين أدمياً بالقضاء على أبرز رجالات المقاومة و جغرافيا ً بتمزيق البلاد و إقامت الحواجز و عزل المدن عن بعضها ، و تدمير المشهد الفلسطيني تدميرا ً شاملا ً و في مقدمته البنى التحتية الفلسطينة ؛ و تتحدث بعض المصادر و الجهات الفلسطينية و تقول :- ’’  إن هذه الإنتفاضة دمرتنا و دمرت كل ما بنيناه و ما بني قبلنا ‘‘ .

و هناك من رفع الراية البيضاء  و نالوا منه تسليماً فلسطينياً بيهودية الأرض !

عباس :- ’’ دعونا نبني سياسات التعاون بين دولتين شقيقتين هما فلسطين و إسرائيل ‘‘


عباس :-’ لا نستهدف اسرائيل أو نزع شرعيتها لكننا نريد فقط نزع الشرعية عن الأستيطان و نريد شرعية لشعبنا . . و أقول بسم شعب فلسطين أننا نمد أيدينا للحكومة و الشعب في إسرائيل من أجل السلام و أقول لهم دعوننا نبني مستقبلا ً لأطفالنا بين دولتين متجارتين بدلاً من إلغاء الأخر . .‘‘


و بعد أن قبلوا بفلسطين دولة على 22% من أرضها و عاصمتها القدس الشرقية ، إنتقلت من مكانتها المقدسة إلى سياق العادي ؛ فهل ستفاجئنا يوما ً بقدرتها الفذة على إيقاظ معناها الخالد ببعديه الروحي و الزماني من نعاس تاريخي عابر  . . ؟ 

إلى حينها نستودعها من لا تضيع و دائعه . . لكِ الله يا فلسطيننا 





- النهاية 

حنين نضال ( حنين أدم )




السبت، سبتمبر 24، 2011

✿ - أحلام يقضة / نصل حرف ساخر ؛





 




الزمان :-  البارحة ؛





المشهد ؛

بدء الأمر و نحن نشاهد قنوات التلفاز في المقهى ، و هي تنقل خطاب أبو مازن ( محمود عباس ) في الأمم المتحدة ؛ و بعد إنتهاء خطاب أبو مازن ، تعالت الأصوات داخل المقهى حتى صارت مشادات كلامية بين المؤييدين لدولة أيلول و خطاب عباس ، و المعارضين ؛ فآثرت أنا و أصدقائي المغادرة بسلامة ، و لأننا من شعب يهوى الأحلام و يعيش الحياة حلم يقضة بعد خطاب أبو مازن و لد في كل واحد منهم حلم .


(1)

غزة و الضفة وطن واحد ؛

محمد :- ’’ آه و مالو . . و يصير عنا دولة ؛ و ليش ما يصير عنا دولة . . ما حدا أحسن من حدى هو إلي عندهم دولة أحسن منا بشو ؟ لَكْ يا جماعة بيكفي إنو غزة و الضفة رح يصيروا وطن و احد ! 
يعني إذا صار عنا دولة رح أنزل عَ الخليل ، و من الخليل أطلع عَ غزة طوالي ، و أعدي عن معبر إيرز من غير تصريح ؛ و أخطب ماجدة ، و نتزوج ، و آخذها شهر عسل عَ مصر مهو أكيد رح يفكو الحصار و يفتحوا مطار غزة ! و الله رح تيجيلنا أيام و نعيش زي بقية الخلق ‘‘


الجميع بصوت رجل واحد :مين ماجدة ؟ ‘‘


محمد :- ’’ البنت الغزوية إلي بحبها ! ‘‘


مرة أخرى الجميع بصوت رجل واحد :- ’’ وين هاي عرفتاها ؟ ‘‘ 


محمد :- ’’ عَ الـ facebook ‘‘


أردف محمد بنبرة رجاء سائلا ً :- ’’ هَـآ يا جماعة مين معو في تلفونوا رصيد ؟ ‘‘


رجائي :- ’’ دير بالك صح تلفوني فتورة بس دقايق محدودة 200 دقيقة بالشهر دير بالك بدي يقضوني لأخر الشهر ‘‘


ــ ألو ماجدة ؛ يسعدلي مساكي يا روح الروح . . إسمعي شو بدي أقوللكي ، خبري أهلك إني جاي عَ غزة منشان أخطبك ! كلو أسبوع و رح تصير غزة و الضفة يا حبيبة قلبي وطن واحد ، و لا رح يظل إيرز و لا حصار . . . لَكْ إبشري و حياة إمي إلا أخدك شهر عسل عَ مصر يلعن أبو إلي أحسن منك مدال بدهم يفتحو مطار غزة ، يسعدلي إياك شو وجهك حلو  . . خلينا عَ موعدنا الأسبوع الجاي سلام .




(2)

لا مخيمات بعد اليوم  ؛

سامر :- ’’يعني على ذمة أبو مازن رح يرجعونا عَ بلادنا و قرانا لما تقوم الدولة ؛ بالكم رح نرتاح من قرف المخيمات إلي عاملة زي علب الكبريت ، و أكيد أكيد رح يجي دعم لدولة الجديدة ، دعم خيرات الله ، أعتقد إنهم مش رح يبخلوا علينا و زي تعويض بسيط رح يبنولنا عَ أراضينا إلي بدنا نرجع عليها بيوت بدل بيوتنا إلي هدموها الصهاينة لما إحتلوا قرانا ، أو بدل بيوتنا إلي رح نتركها هون !
ولا أقلكم لا يبنولنا بيوت بننصب خيام يعني إحنا كاينيين ساكنين في قصور و هسا بدنا نتشرط !
بيكفي ترجعلنا أراضينا بنزرعها و بنفلحها و بنعيش . . . علم و تعلمنا شهدات و أخذنا و وظايف مستحيل نتوظف منزرع و نفلح . . . ‘‘
 رجائي يا حبيب هات التلفون لأشوف؛
ــ ألوووو مرحبا يابا ؛ قولي أبوك قبل ميهاجر و يطلع من البلاد كم دنم كان عندوا ؟ 


(3)

 باصات العودة ؛ 

 سامي :- ’’ يعني يا جماعة لما يعلن أبو مازن الدولة رح يرجعوا اللاجئين ؟ رح يرجع خالي إلي بمخيم اليرموك ، و خالتي إلي بعين الحلوة ، و إبن عمي إلي بمخيم جرش ؟ ‘‘

أعطوني التلفون بسرعة ؛

ــ ألوووو رائد ؛ حبيبي يا أبو مالك كيف حالك و حال المرة و الولاد ؟ شو بدي أقلك . . آه جهزلي حالك و جهز الشناتي و استنى باصات العودة ع الحدود ، بعد اليوم ما عاد تندب حظك كرمال لم الشمل إلي راح عليك ؛ كلها أسبوع و رح يصيرنا دولة قول إن شاء الله ، بلغ جيرانك و الناس من عندك خلص رح ترجعوا بإذن الله . . . سلم سلم يلا سلام . 


(4)

الحرية للأسرى  ؛ 

منتصر :- ’’ بما إنو رح يرجعوا اللاجئين و تتلغي المخيمات عن وجه الأرض و يصيرلنا دولة متل ما تفضلتوا و قلتوا ، رح يلاقوا حل للأسرى أكيد ، و رح يفكوا أسرهم !
( يا دامي العينين و الكفين إن الليل زائل . . لا غرفة التعذيب باقية و لا زرد السلاسل ) ‘‘

 إذا ما فيها غلبة رجائي يا كبير أعطيني التلفون دقيقة ؛

ــ آلووو ياما ؛ إبشري  إبشري أخوي نعمان خلال أسبوع رح يكون بالبيت ، خلص رح يطلع بعد 10 سنين سجن ، و لا تظلي هاكلة هم الـ 27 عشرين مؤبد إلي علي هانت هانت يا أم نعمان ، رح تكحلي عنيكي بشوفتوا هو و كل إلي معاه . . . ما رح يظل و لا أسير واحد جوا السجن بعد الدولة ، أصلا مش رح يظل في سجون من الأساس . . يلا سلام . 


(5)

الحدود مع الأردن  ؛ 
علاء :- ’’ فهموني يعني هسا لما يصيرلنا دولة رح تكون حدودنا مع الأردن تحت سيطرتنا إحنا لحالنا ؟؟ و إسرائيل ما رح ترجع حدا عن الحدود بحجة المنع الأمني ؟؟ ‘‘



رجائي :- ’’ أه يا حيلت أمك ما سمعتهم  دواشونا بدولة أحادية الجانب و لسا بتسأل ! ‘‘ 



علاء  :- طيب هات التلفون لأقلك ؛ ‘‘

ــ آلو يا خال أبو أدم ؛ بدك تزور الرسول ( عليه الصلاة و السلام ) ؟ طيب يلا حضر جواز سفرك و إشتري ثوب الإحرام و أحجز بأقرب رحلة عمرة ، ما في حاجة اسمها منع أمني و لا إقامة جبرية ، خلص صارلنا دولة أحادية الجانب و حدودنا إلنا لحالنا ، رح تروح عمرة بإذن الله بدون أي مشاكل . . يلا عيش بس لا تنسانا من الهدايا . 


(6)

التفكير الإقتصادي  ؛ 
منتصر :- ’’ رجائي مال وجهك أصفر ؛ ما يكون زعلان ع رصيدك . . . لا تخاف و لا تحملنا جميلة ، رح نعوضك ، إلك علينا بعد ما يعلنو الدولة و ينسحبو الصهاينة من المعسكرات و الأبراج إلا أنا و الشباب إلملك كل الحديد و الرصاص و لناخدلك الأشياك إلى حوليهم و كلو نبيعوا خردة و من هون لإسبوع بنسدلك فتورتك ، بس لا تتلون تصفر و تخضر ! ‘‘ 


(7)

النهاية  ؛

ـــ ألوووو ؛ عفوا ً لم يتبقى لديك رصيد كافي لإتمام المكالمة . . يرجى إضافة رصيد جديد إلى حسابك . 

رجائي :- ’’ يا خسارة كنت بدي أحكي مع أبو مازن أسألوا إذا في منو هـَ الحكي ! يا خوفي يكون خلص رصيدي عَ فشوش . ‘‘






ـــ نَصْلُ حَرْفٍ سَآخِر ؛ عندما نسخر من همومنا نكون في قمة ألمنا ؛


حنين نضال ( حنين أدم )




الجمعة، سبتمبر 23، 2011

✿ - الخطاب البطولي للقائد التاريخي (عباس ) . . يستحق التصفيق الحار ؛






 مساء النذالة و المذلة و الخيانة ؛


،،



 
 
عباس : دعونا نبني سياسات التعاون بين دولتين شقيقتين هما فلسطين واسرائيل 
  سقف الحضور بحرارة !
 
عباس: لا نستهدف عزل اسرائيل او نزع شرعيتها لكننا نريد فقط نزع الشرعية عن الاستيطان ونريد شرعية لشعبنا... واقول بسم شعب فلسطين اننا نمد ايادينا للحكومة والشعب في اسرائيل من اجل السلام واقول لهم دعونا نبني مستقبلا لاطفالنا وعلاقة تعاون ندية بين دولتين متجاورتين بدلا من الغاء الاخر
ازداد التصقيف . . !
باسم شعب فلسطين؟؟
يا اخي فلسطين ليست لنا و لا لك ؛ 
فلسطين ، وقف اسلامي من حق مليار مسلم
فمن من هاؤلاء المليار فوضك لتسام عن حقهم في فلسطين ؟
 
عجبي ممن يخون الامانة و واجبه الوطني و يؤدي دور الوطنية بجدارة 
و في النهاية يصفق له بجدارة 
 
نتنياهو :- انا لم اتي هنا لاحصل على التصفيق منكم 
يا عمي هيك القائد بكون
رغم العداء المتأصل في اعماقي بيني و بينك الا أني لا استطيع إلا أن أسفق لك
 

اللهم احمي بلادنا و تاريخنا و قضيتنا و أعد الحياة في بنادقنا و الحجر إلى أيادي أطفالنا و الانتفاضة الى شوارعنا لعلى الكرامة إلينا تعود
 
مخرج :- 
أخشى ما أخشى أن تصبح الخيانة وجة نظر إطمئن يا أبو إياد في قبرك الخيانة أصبحت بطولة تستحق التصفيق بحرارة !
 

تصبحون على كرامة


الأربعاء، سبتمبر 21، 2011

✿ - إستحقاق أيلول بـرعاية منظمة التدمير الفلسطينية ؛








  منذ نعومة أظافرنا ، و نحن نتابع القضية الفلسطينية ، فهي همنا و شاغلنا الأول ؛ شربنا لبن الثورة ، و تكونت لدينا القناعة بأن فلسطين هي الأرض التي نحيا و نموت في سبيلها ، و لأجلها نذرنا أروحنا و أبناءنا لتبقى خالدة في الوجدان ؛ جيلاً بعد جيل حملنا الراية و البندقية ، و سرنا على درب من سبقونا في حلم تحريريها، و رفع الراية الفلسطينة فوق القدس ، و إعلان الدولة من النهر إلى النهر بمبدء الثورة و النضال هكذا هتفنا يوما ً لمنظمة التحرير الفلسطينية و حركة فتح التي كانت و لا تزال تهيمن على قضينا .
و سرعانما إختلفت القضية ، و تغيرت أهدافها بعد عمليات الإغتيالات الصهيونية لأبرز أسود القضية التي يستحيل ترويضها و مفاوضتها على ثوابتها و حقها و قضيتها ؛ أمثال ( أبو جهاد الوزير و أبو إياد و أبو علي إياد و محمد يوسف النجار و سعد صايل و كمال عدوان و ماجد أبو شرخ و هايل عبد الحميد ( أبو الهول ) و غيرهم الكثير )   و أصبح كل الماضي من أمجاد و مواثيق و عهود و وعود ماضي و للماضي ؛ أما سجلات الحاضر فلها العابثون باسم السلام ، ممن يمتهنون حروبنا و ويلاتنا من أجل دخول معترك الخلود على حساب قضيتنا و تاريخنا و ثورتنا ؛
فأي دولة يستجدي نجم أسلو الأول محمود عباس و أي مقعد في الأمم المتحدة ؛ يجعلنا نترك أرضنا ، و نعترف بالأحتلال و بحقه في الوجود على ترابنا ، و نلغي حق الملايين في حلم العودة  الذين لا زالوا يحتفضون بمفاتيح بيوتهم ، و نصبح حراس أمن لحماية مستعمرات جاثمة على صدورنا ، و نحارب من يحارب عدونا ، و نسمح بتهويد قدسنا أمام أعيوننا ، و نتناسى أسرى تعج بهم سجون و زنازين الاحتلال قضوا فيها زهرات أعمارهم لأجلنا  ؟ 
لا و الله يا نجم أيلول و كل أيلول ما هذا بسلام بل إستسلام و خنوع و خيانة لقضيتنا و ثورتنا ، و قد قالها أبو إياد يوما ً :- " أخشى ما أخشى أن تصبح الخيانة وجة نظر ّ " و هذا ما نرى منك اليوم !
 فيا حضرت العباس السراب الذي تلهث ورائه تحت مسمى الدولة محظ أوهام لن يقدم قيد أنملة ، ولن تعيد فلسطين الى أصحابها الذين يحلمون بالعودة ؛ و محاولاتك تعيدنا الى نقطة الصفر ، بينما الأرض تضيع و تسحب من تحد أقدامنا .
فلا بقية القدس ، و لا عاد الأسرى لعائلاتهم ، و ما زالت الحواجز و الحصار و الجدار فماذا قدمت ؟
ما أخذ بالقوة لا يسترد بالقانون إنما بالقوة ، فعود انت و منظمة التحرير إلى صوابكم و ميثاقكم الذي به اشتعلت شرارتكم الاولى  حيث المقاومة و التحرير لا المفاوضات و الاستسلاام و الخنوع ؛ لعلكم تصلحون ما أفسدته سياساتكم ، و عبثية مفاوضاتكم ،  فما زال هناك أبواب نمتلك مفاتيح عودتها حتى و إن غيروا أقفالها ، و إلا الأرض التي لا يدوم عليها ظالم لا مكان فيها لمن تخاذل عن تلبية واجب الدفاع عن الوطن و مقاومة المحتل ، أو من خان و باع .
أقول قولي هذا و أنا أعلم و على يقين أنك لو طلبت دولة على المرخ أو القمر لن يعطوك إياها  ؛ فلسطين لهم أرض بلا شعب ، و أمثالك غير موجودين أو أصغر من أن يروهم ، لعل البندقية تسمعهم صوتك جرب و لن تخسر !

- النهاية 
حنين نضال [ حنين أدم ]
 




الاثنين، سبتمبر 19، 2011

✿ - كل شبر بنذر // قصة قصيرة جدا


 
 
 السلام عليكم
السلام على الحاضرين الغائبين . . الشهداء العاشقين
على الدماء تخصب وجه فلسطين ؛




 
   شهد النكبة الأولى و عمره أقل من سنة ، هاجر مع أهله من قريته قضاء حيفا الى الضفة الغربية ، و أصبح لاجئا قبل أن يتعلم المشي ، فخطى أول خطواته تحت خيمة باردة سرعانما تحولت إلى بيت يرثه عن والده ؛ و امتهن المشي على الاقدام امام حمار اعرج ، يبيع الخضار الموسمية التي يزرعها في حاكورته الصغيرة ، من أجل إطعام أفراد عائلته المكونة من أربع بنات جميلات ، يحبهن و يغرف عليهن بالحنان ، و هن بالمقابل يجدن مهنة كسب حبه ، يستقبلنه بالعناق و يحطن به من كل جانب بكل حب و حنان ، فيزول عنه شقاء نهاره ، و زوجة صابرة حليمة شاطرته منذ الساعة الاولى لها معه عناء النهار و دعوات الليل .

و رغم أنه كان إنسان مؤمنا ، و راضيا بما قسمه الله له إلا أنه كان لا يخفي مدى رغبته أن يكون له ولدا يكون امتداده في الحياة ، يفتخر به امام الناس ، و يكون عونا له على مشاق الحياة و نوائب الدهر ، يريحه في كبرته ؛ و تحقق الحلم بعد انتظار دام عشر أعوام .
" يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحي لم نجعل له من قبل سميا . . "
فقام ليله شاكرا الله فضل عطيته ، و أكمل حياته يجوب الشوارع و هو يقتاد حماره المحمل بالخضار ، ليظلل على عائلته و يقيهم الحاجة ، و يوفر لهم في أخر النهار لقمة عيش شريفة هنية تسكت جوعهم لليوم التالي مع القليل القليل من القروش البيضاء ، لتمكن أبناءه بناتا و ولد من استكمال تعليمهم ، و كان يُصـِر عليهم ان يستكملوا دراستهم رغم ضيق الحال ، لأنه مقتنع أن التعليم هو المخرج الوحيد لأمثالهم ممن طردوا من بلادهم عراة ، لا تقبل بأحدهم الدنيا إلا إذا فرض ذاته بذراعه و علمه .
و ظل يتابع إبنه و هو يكبر أمامه سنه تتلو سنه و كل شبر بنذر لله  بعين الترقب ، و يستعجل الأيام حتى يشب و يراه يحمل أعلى الشهادات ، و قد وصل إلى أعلى المراتب ، فيريحه من شقاءه ، بينما القدر كان أسرع من تخيلاته و أحلامه و فرد شراعه بالموت .

بعد ساعة واحدة من عودت الى بيته بعد ساعات من المشي ، و استجداء لقمة العيش ، اخترقت آذانه أصوات تكبيرات أتية من الخارج ، و صوت مأذنة مسجد المخيم الكبير فحالت بينه و بين قيلولته الأية القرأنية التي تسبق دائماً خبر تشييع شهيد .
" و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ... "
و حين أخرج رأسه من الشباك ليحسن الاستماع الى الصوت القادم من مأذنة المسجد ، كانت التكبيرات تقترب من بيته فتغطي على صوت المأذنه ، بلا وعي هرول الى زوجته يسألها عن ابنه ، فإذ بهم يدخلون عليه به محمولاً على الكفوف مخصباً بدمه ، و قد إخترقت رصاصة قناص صهيوني حاقد صدره عندما كان عائداً من مدرسته يحمل بيده شهادة تقدير لتفوقه ، لتفجر قلبه البرئ الذي لم يكمل ربيعه الثاني عشر بعد ، فاستقبل الوالد المسكين ولدهُ الوحيد بالشهادتين ، و هو يصيح بصوت أقرب إلى النحيب :- 
" حنّي على الغالي يا أم الشهيد 
طاير بيحوم عَ بواب الجنة 
هاهيلو و بعرسو غنّي 
مليون مبارك عريس الزين 
كل شبر بنذر و سنة ع سنة 
شب الزريف بحسنو جِنّي
اطنعشر سنة صارلو مستني 
تايسقي بدمو أرض الزيتونا "


- النهاية 
حنين نضال [ حنين ادم ]

الجمعة، سبتمبر 16، 2011

✿ - وقفات في أجندة الوطن



السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته ..

وقفات في اجندة الوطن
من ايلول الاسود ( 1970 م ) مرورا بـ ايلول صبرا و شاتلال ( 1982 ) و أيلول أسلو (1994)  الى ايول الدولة (2011 م )



مدخل :- 

قبل 63 دورة للأرض حول الشمس 
كتبت على صفحات الدنيا سطور لا تمحى 

قبل 63 عام ولدت حقوق ضائعة و ظلم أهوج
و خيمة لم تعرف يوما  انها ستصبح دارا و حيا و دكانا و مدرسة 

و ولدت تحتها عيونا لا تعرف شكل الوطن أو معناه
و ولدت دولة صهيون و رَفَعَ عليه رايتهُ

و ابتسم ابتسامة المنتصر في وجه إخوة لا يحسنون إلا الخذلان
من ام و اب غير شرعيين

و ولدت شرعيتها من إنعدام شرعية من أنجبوها
و ولدت قضية شعب تحت خيمةباردة

لام و اب شرعيين
لكنها لم تجد مكانا لها الا بين اللقطاء






..





بعد النكسة العسكرية العربية عام 1967 ، و احتلال اسرائيل كل من قطاع غزة ، و الضفة الغربية ، و سيناء المصرية ، و الجولان السورية ؛ تحول الملايين من فلسطينيين الى لاجئين .
بعد ذلك أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية الكفاح المسلح على اسرائيل ، و تم تنظيم خلايا فدائية ، و جاءت معركة الكرمة  عام 1968 حيث أعادة للعرب كرامتهم المستباحة منذ عام 1948 .

و قبل أن ينعتوا أنفسهم بالمنتصرين أسرع الملك حسين ، بعد أن نسب الكرامة لذاته و جيشه لأن يكافئ الفدائيين على طريقته ، فاهداهم أيلول الاسود ؛ مجزرة أسفرت عن أكثر من خمسة و عشرين ألف فلسطيني بين قتيل و جريح و سجين ، كان من بينهم أربع أسود أشاوس و هم أبو اياد و صلاح خلف و أبو اللطيف و فاروق قدومي ، و خرج بعدها الفلسطينيون الى اللبنان ، و عاد الفدائيين يجابهون المحتل من الحدود اللبنانية ، فتدخل الجيش السوري لوقف العمليات الفدائية الفلسطينية في عام 1976 ، إذ أن لبنان في تلك الفترة كان تحت الوصاية السورية ، بعد أن اسكت السفاح حافظ الاسد البنادق السورية منذ عام 1973 ، بعد حرب اكتوبر  ، الحرب العربية الاسرائيلية الرابعة ، التي شنتها كل من مصر و سوريا بدعم عربي عسكري مباشر  ، و سياسي و اقتصادي على اسرائيل ، التي ربحت فيها مصر جولة العبور ، و خسيروا الحرب كلها ، و صورها لنا ملحمة بطولية تشبه البطولات التي نشاهدها في الأفلام .

مهلا . . ارجو ألا يفهم كلامي أني أنكر بطولات ، و تضحيات جنود و ضباط الجيش المصري في تلك الحرب .

 أعترف أن أبناء مصر العربية من جنود و ضباط سطروا ملحمة تاريخية عندما نجحوا في عبور قناة السويس إلى الجانب الشرقي ، و اقتحام خط بارليف بكل بسالو و شجاعة ، و افتخر بذلك الفعل من أبناء قوميتي ، كما و تمكنت القوات السورية من الدوخول في عمق هضبة الجولان ، إلا أن الجيش الاسرائيلي انتعش في نهاية الحرب ، و طرد السوريين من هضبة الجولان ، و على الجبهة المصرية حاصرت قوات العدو الصهيوني 45000 جنديا مصريا يعرفون باسم الجيش الثالث ، و عزلتهم و قطعت عنهم خطوط الامداد و التمويل بل و أن مدينة السويس أيضا كانت معزولة عن القاهرة ، و هكذا بقيت مدينة السويس و الجيش الثالث تحت رحمة العدو الصهيوني ثلاثة شهور الى أن تم فض هذه الميمعة العربية الاسرائيلية و الانسحاب في يناير عام 1974 ، و انتهت الحرب بجولة مصرية خاسرة كادت فيها قوات موشية ديان و غولدامانير بقيادة شارون أن تحتل السويس و الاسماعيلية  بعد أن حققت تقدما عسكريا مهما في بداية الحرب ، و تحول انجاز العبور في الاسبوع الاول في الحرب الى تدهور عسكري تاريخي بقيادة انور السادات  ،

في هذا ستجد سطور الرفيق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب اكتوبر عام 1973 رحمه الله في مذكراته التي نشرها عام 1976 خير شهيد .

و بعد أن اسكت الاسد البنادق السورية في نهاية حرب أكتوبر  ؛ اعادها من سباتها ليشرعها بوجه الفلسطينيين ، حيث حاصرت قواته المعاقل الفلسطينية ، و اللبناية المتحالفة معها ، و قطعت عنها خطوط الامدادات .

و في الوقت ذاته كان بعض ميليشيات مسيحيو لبنان الموارنة منقسمة ، منها حزب الكتائب ، و مليشيا النمور التابعة لحزب الوطنيين الاحرار ، و مليشيا جيش تحرير زغرتا ، و مليشيا حراس الارز ، و هذه الميليشيات انطلقت للهجوم على مخيم تل الزغتر ، و حاصروه لمدة 52 يوما بمنتهى القسوة بمساعدة قوات سورية ، مما جعل الأهالي داخل المخيم كما يقال يأكلون الكلاب خوفا من الموت جوعا ، ثم قامت ميليشا النمور بقيادة داني كميل شمعون باقتحام المخيم في 13 اغسطس 1976 ، و قاموا  بذبح ثلاثة آلاف فلسطيني بالسكاكين .

بعدها جاءت الضربة من مصر حين وقع انور السادات معاهدة السلام كامب ديفد مع اسرائيل عام 1979 .

لتعود من بعدها عدسات الكميرات و اقلام التاريخ الى لبنان لتشهد على مذبحة بايادي الانغرالية اللبنانية المتمثلة بالقوات اللبنانية الجناح العسكري لحزب الكتائب اللبناني ، و حركة امل الشيعية في حينها ، و الجيش الاسرائيلي مذبحة صبرا و شاتيلا  عام 1982 ، حيث قاام الجيش الاسرائيلي و جيش لبنان الجنوبي بمحاصرة مخيمي صبرا و شاتيلا ، و تم انزال 350 مسلح من حزب القوات اللبنانية بذريعة البحث عن 1500 فدائي فلسطيني ،، و في تلك الفترة كان الفدائيين الفلسطينيين خاج المخيمين في جبهات القتال ، و لم يكن في المخيم سوى الاطفال و النساء و الشيوخ ، و قام مسلحي القوات اللبنانية بقتل النساء و الاطفال و الشيوخ بدم بارد ، و قدر عدد القتلى بنحو 3500 قتيل ، و كانت معظم الجثث في شوار المخيم ، و من ثم دخلت الجرافات الاسرائيلية و قامت بجرف المخيم و هدم المنازل ، و انتهت المجزرة بخروج منظمة التحرير و الفدائيين الفلسطينيين من لبنان الى تونس التي شهدت حينها حدثا مهما اذ استقبلت زعيم منظمة التحرير الفلسطينية التي تم الاعتراف بها عام 1974 في الرباط الممثل الشرعي الوحيد لشعب الفلسطيني ياسر عرفات ، و جميع الذين كانوا معه في بيروت بعد الدور الدبلوماسي الذي لعبته تونس عربيا في بيروت بعد انتقال مقر الجامعة العربية من القاهرة الى تونس عقب اتفاقية كامب ديفد  ، و دول عربية اخرى . بعدها تم تطهير المخيمات اللبنانية من الفدائيين في حرب المخيمات ما بين عامي 1985 و 1988 .

بينما ظل الموساد الاسرائيلي يلاحق الفدائيين و قيادات منظمة التحرير ، و اغتال كل من لم يكن بالامكان ترويضه منه ، حيث اغتال اثنين من اكبر قيادات المنظمة و هم خليل الوزير ( ابو جهاد ) و صلاح خلف ( ابو اياد ) .

و في عام 1987 انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الاولى أو انتفاضة الحجارة ، كشكل من اشكال الاحتجاج العفوي الشعبي على الوضع العام المزري بالمخيمات ، و على انتشار البطالة ، و اهانة الشعور القومي و القمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينين ، و انتهت نهائيا مع توقيع اتفاقية أوسلو بين اسرائيل و منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 في مدينة واشنطن الامريكية ، كان نتاجها السلطة الفلسطينية التي أنشأت بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني في دورته المنعقدة في 10 اكتوبر 1993 في تونس ، كخطوة أولى في مشوار الألف ميل باتجاه الدولة الفلسطينية التي تم إعلان استقلالها في 15 نوفمبر 1988 على جزء من الارض الفلسطينية المحتلة خلال انعقاد دورة الانتفاضة التاسعة عشر في الجزائر ، و قد كتب وثيقة الاستقلال الشاعر الفلسطيني محمود درويش ، و قراها ياسر عرفات .

و في عام 1994 دخلت السلطة الفلسطينية  الى الاراضي الفلسطينية ، و في العام نفسه وقعت الاردن معاهدة السلام الثالثة بعد كامب ديفد و اوسلو مع اسرائيل معاهدة وادي عربة
و انتخب ياسر عرفات رئيسا لمنطقة الحكم الذاتي ( مناطق السلطة الفلسطينية ) عام 1996 ، و في العام نفسه غيرت منظمة التحرير الفلسطيني بصورة رسمية الجمل و العبارات الموجودة في ميثاقها الداعي الى القضاء على دولة اسرائيل ، و تعهد عرفات لمحاربة الارهاب ، حيث تم رسميا في 14 ديسمبر 1998 شطب 12 بندا من اصل 30 و تغيير جزئي في 16 بند في تصويت المجلس الوطني الفلسطيني بأغلبية المقاعد في الجلسة التي حضرها الرئيس الامريكي انذاك بيل كلينتون في غزة .

و بينما الشعب الفلسطيني في زحمة من أمره جاءه نذير الحرب ينذر بعواقب ليس السلام من بين بنودها ، انها الانتفاضة الثانية انتفاضة الاقصى  . حين اقتحم شارون و جنوده المسجد الاقصى ، فقام المصلين و اهلنا في القدس الشريف و كل فلسطين بالتصدي لهذا الشارون ، و من معه و منعهم من اقتحام المسجد الاقصى ، إلا أن شارون و من معه الالاق من الجنود المدججين بالسلاح ، و العتاد اقتحموا المسجد ، و عندها انطلقت الشرارة و تفجرت الانتفاضة .

جاء المحتل محملا بالموت و الرصاص و الدبابات بعد ان أزهرت فلسطين بشباب لا يمكن نسانهم على مر السنين . و من افضع جرائمه في هذه الانتفاضة مجزرة جنين عام 2002 ، من ضمن حملة اجتياح شاملة للضفة الغربية ، و استمرت 10 ايام اعقبت عملية تفجير في فندق في مدينة أريحا ، و قد هدفت عملية الاجتياح القضاء على المجموعات الفلسطينية المسلحة التي كانت تقاوم الاحتلال ، و كانت جنين و بلدة نابلس القديمة مسرحا لاشراس المعارك التي دارت خلال الاحتجاج ، حيث قامت مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين بمقاومة القوات الاسرائيلية حتى أخر رمق و الاستشهاد ، مما دفع قوات الاحتلال لاجتياح مخيم جنين و الفتك بالفدائيين الفلسطينيين و اعتقال معظمهم ، و قامت بعمليات تنكيل و قتل مروعة بحق سكان المخيم من المدنيين العزل .

و في ذات العام تم اقرار اقامة جدار الفصل العنصري في ابريل من عام 2002 خلال جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر ( الكابنيت ) ، و تم البدء بتنفيذه في شهر حزيران من نفس العام بعد أن تسلم شارون الحكومة الاسرائيلية ، اقرارا من اسرائيل عن عدم تنازلها عن شبر واحد من ما تملك من الارض اكانت اراضي 1948 او اراضي 1967 بل تسعى لزيادتها .

و في صيف 2007 كفئ الانقسام الفلسطيني القدر على رؤوس الشعب ، و الذي تعود جذوره الى أواخر الانتفاضة الاولى و تحديدا مع نشأت حركة المقاومة الاسلامية حماس في ظل بيئة فصائلية يسارية و علمانية . و بعد فوز حماس في انتخابات تشريعية تم تنظيمها في مطلع عام 2006 بالاغلبية ، و رفض  الاجهزة الامنية التعاطي مع حكومة حماس ، مما دفع وزير الخارجية الشهيد سعيد صيام لتشكيل قوة قوة مساندة تعرف بــ القوة التنفيذية ، لكن حركة فتح شنت عليها حملة واسعة وصلت لحد الاصطدام مع الاجهزة الامنية الاخرى ، و ذلك بالتزامن مع حملة اغتيالات في غزة ، و اعتقالات اسرائيلية للنواب في الضفة ، و نشبت اشتباكات مسلحة بين مسلحي حماس و فتح و الاجهزة التابعة لهما ، و فرضت حماس سيطرتها على غزة ، و فتح على الضفة ، و ضاعت بين فتح و حماس فلسطين و قضيتها .

و في عام 2008 عادت الحرب لتفرد شراعها على غزة بعد انتهاء تهدئة دامت 6 شهور كان قد تم التوصل اليها بين حركة المقاومة الاسلامية من جهة و اسرائيل من جهة اخرى برعاية مصرية بعد عام من الحصار الذي فرضته اسرائيل على قطاع غزة ، حيث تم اختراق التهدئة من قبل الجانب الاسرائيلي ، و عدم التزامها باستحقاقاته من التهدئة من حيث رفع الحصار عن غزة ، و بالتالي عدم قبول حماس لتمديد التهدئة .


و قبل انتهاء التهدئة في 4 نوفمبر 2008 قامت اسرائيل بخرق جديد لاتفاقية التهدئة ، و ذلك بقيامها بغارة على قطاع غزة نتج عنها قتل ستة اعضاء مسلحين من حماس ، و مع انتهاء التهدئة يوم الجمعة 19 ديسمبر 2008 قامت عناصر تابعة لحركتي حماس و الجهاد الاسلامي في غزة باطلاق اكثر من 130 صاروخا و قذيفة هاون على مناطق جنوب اسرائيل ، و  ردت اسرائيل على ذلك بعملية صهيونية دموية يوم السبت 27 ديسمبر عام 2008 ، و كان اليوم الاول من الهجوم الاسرائيلي على غزة الاكثر دموية من حيث عدد الضحايا الفلسطينيين في يوم واحد منذ عام 1948 ، و اسفرت العملية الصهيونية عن استشهاد الالف ونصف الالف منذ بداية الهجوم على غزة و حتى اعلان اسرائيل عن وقف اطلاق النار .


و بعد كل حرب و مجزرة تأتينا مغنية ممن يغنون علينا خلعت زينتها ، و ارتدت ثوبا من وقار بجسد رنان تتراقص على اوتار ويلات شعبنا ، و كأنهم يضمدون جراحاتنا بحناجر قوية و اجسادا متمايلة لا تراها إلا و تتذكر جسدا ممشوقا و كلمات معسولة و جسد تراوغه احلامك كما يراوغ العصفور صيادا ، تسمعها بفم مغلق ، و ذاكرة مزدحمة بالخيبات بنكة لذيذه .

و ختاما اختتمت جراحنا بخروج العابثين ممن يمتهنون حروبنا و ويلاتنا ، من اجل دخول معترك الخلود على حساب الاخرين ، في زمن حاصرنا بكل انواع الاحباط الساسي و القهر و الفقر ، ليقرعوا ناقوس الدولة ، و اللهث وراء مقعد الامم المتحدة ، متناسين وطن دون حدود 1967 ، و شعبا لنا هناك ، و اسرى في السجون ، و لاجئين بلا وطن و بلا هوية هائمين في بقاء الارض طولا و عرضا ، و جراحات و ويلات و نكبات ، و آلاف الثكالى ؛

 هنالك مثل فلسطيني يقول :- ( الي ما بيجي مع العروس عمروا ما بيلحقها ) يعني لو كنتم تعولون على دولة معترف بها لرفع القضية الفلسطينة اعلموا ان الدولة الفسطينة لو تم الاعتراف بها على حدود 1967 و هذا طبيعة الحال لن يحدث ابدا لن تزيد بعد ذلك شبر بل سيستكفون بها على هذا . و يسكتون البنادق الى ما شاء الله ، لكن حلنا الحقيقي ليس بمقعد في الامم المتحدة بل بالسلاح فما اخذ بالقوة لا يسترد بالقانون إنما بالقوة ، و ان شاء الله بقوتنا و ارادتنا و اسلامنا سنرفع علمنا على كل شبر منها و نبتسم ابتسامة المنتصر و نعلنها دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف .

اللهم امنحنا عونك و قوة من عندك تطحن ابن صهيون و اعوانه 


مخرج :-

إن التاريخ لا يعدو أن يكون سجلا للجرائم و الحماقة و خيبة الامل .. أدورد جين

عفوا هذه هلوسات و الجرح خطير . . منذ ايلول 1970 و حتى ايلول 2011 لا زال الجرح نازف




- النهاية
حنين نضال [ حنين ادم ]




Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites