السلام عليكم
السلام على الحاضرين الغائبين . . الشهداء العاشقين
على الدماء تخصب وجه فلسطين ؛
{.. أخر جراحات أيلول .. إنتفاضة الأقصى ..}
مدخل :-
’’ كلما خيل لنا أن صورة فلسطين إنتقلت من مكانتها المقدسة إلى سياق العادي . . فاجأتنا بقدرتها الفذة على إيقاظ معناها الخالد ببعديه الروحي و الزمني . . من نعاس تاريخي عابر ؛ ‘‘ محمود درويش
في مثل هذا الخريف لـِ عام 2000 ؛ إقتحم شارون و جنوده المسجد الأقصى ، فقام المصلين و أهلنا في القدس الشريف و كل فلسطين بالتصدي لهذا الشارون ، و من معه من إقتحام المسجد الأقصى ، إلا أنه و معه آلاف الجنود المدججين بالسلاح و العتاد إقتحموا المسجد و دنسوه بأقدامهم و رجسهم ؛ و عندها إنطلقت الشرارة و تفجرت الإنتفاضة ، و جاء المحتل محملا ً بالموت و الرصاص و الدبابات ، بعد أن أزهرت فلسطين بشباب لا يمكن نسيانهم على مر السنين .
فكان إقتحام شارون للمسجد الأقصى بمثابة غيوم الخريف ، التي أرعدت حملات إبادة و هدم للبيوت و جرف للمزارع و الأسواق ، شملت تدمير مخيمات بأكملها و تحويلها إلى انقاض كما حدث في جنين عام 2002 ؛ رعاها و نفذها مجرمو الحرب في القيادة الإسرائيلية بهدف معلن و هو تحويل الشعب الفلسطيني إلى شعب مدجن مهاد و متأقلم يمنحهم تسليما فلسطينيا ًبيهودية دولة إسرائيل ، بهدف تهويد الرواية و تاريخها بعد تهويد الأرض .
و الأحداث الجارية في المشهد الفلسطيني في هذه الأيام بعد مرور 11 عام على هذا الخريف الفج نخرج بإنطباع وحيد ، بالقول أن حكاية الفناء الفلسطيني نجحت و نجح من خططوا لها بعد القضاء على القضية من خلال عمليات الإغتيال التي إجتاحت فلسطين أدمياً بالقضاء على أبرز رجالات المقاومة و جغرافيا ً بتمزيق البلاد و إقامت الحواجز و عزل المدن عن بعضها ، و تدمير المشهد الفلسطيني تدميرا ً شاملا ً و في مقدمته البنى التحتية الفلسطينة ؛ و تتحدث بعض المصادر و الجهات الفلسطينية و تقول :- ’’ إن هذه الإنتفاضة دمرتنا و دمرت كل ما بنيناه و ما بني قبلنا ‘‘ .
و هناك من رفع الراية البيضاء و نالوا منه تسليماً فلسطينياً بيهودية الأرض !
عباس :- ’’ دعونا نبني سياسات التعاون بين دولتين شقيقتين هما فلسطين و إسرائيل ‘‘
عباس :- ’’ لا نستهدف اسرائيل أو نزع شرعيتها لكننا نريد فقط نزع الشرعية عن الأستيطان و نريد شرعية لشعبنا . . و أقول بسم شعب فلسطين أننا نمد أيدينا للحكومة و الشعب في إسرائيل من أجل السلام و أقول لهم دعوننا نبني مستقبلا ً لأطفالنا بين دولتين متجارتين بدلاً من إلغاء الأخر . .‘‘
و بعد أن قبلوا بفلسطين دولة على 22% من أرضها و عاصمتها القدس الشرقية ، إنتقلت من مكانتها المقدسة إلى سياق العادي ؛ فهل ستفاجئنا يوما ً بقدرتها الفذة على إيقاظ معناها الخالد ببعديه الروحي و الزماني من نعاس تاريخي عابر . . ؟
إلى حينها نستودعها من لا تضيع و دائعه . . لكِ الله يا فلسطيننا
- النهاية
حنين نضال ( حنين أدم )
Posted in: الهولوكوست الفلسطيني,أيلول2011 2011,كلام في السياسة