الجمعة، سبتمبر 16، 2011

✿ - وقفات في أجندة الوطن



السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته ..

وقفات في اجندة الوطن
من ايلول الاسود ( 1970 م ) مرورا بـ ايلول صبرا و شاتلال ( 1982 ) و أيلول أسلو (1994)  الى ايول الدولة (2011 م )



مدخل :- 

قبل 63 دورة للأرض حول الشمس 
كتبت على صفحات الدنيا سطور لا تمحى 

قبل 63 عام ولدت حقوق ضائعة و ظلم أهوج
و خيمة لم تعرف يوما  انها ستصبح دارا و حيا و دكانا و مدرسة 

و ولدت تحتها عيونا لا تعرف شكل الوطن أو معناه
و ولدت دولة صهيون و رَفَعَ عليه رايتهُ

و ابتسم ابتسامة المنتصر في وجه إخوة لا يحسنون إلا الخذلان
من ام و اب غير شرعيين

و ولدت شرعيتها من إنعدام شرعية من أنجبوها
و ولدت قضية شعب تحت خيمةباردة

لام و اب شرعيين
لكنها لم تجد مكانا لها الا بين اللقطاء






..





بعد النكسة العسكرية العربية عام 1967 ، و احتلال اسرائيل كل من قطاع غزة ، و الضفة الغربية ، و سيناء المصرية ، و الجولان السورية ؛ تحول الملايين من فلسطينيين الى لاجئين .
بعد ذلك أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية الكفاح المسلح على اسرائيل ، و تم تنظيم خلايا فدائية ، و جاءت معركة الكرمة  عام 1968 حيث أعادة للعرب كرامتهم المستباحة منذ عام 1948 .

و قبل أن ينعتوا أنفسهم بالمنتصرين أسرع الملك حسين ، بعد أن نسب الكرامة لذاته و جيشه لأن يكافئ الفدائيين على طريقته ، فاهداهم أيلول الاسود ؛ مجزرة أسفرت عن أكثر من خمسة و عشرين ألف فلسطيني بين قتيل و جريح و سجين ، كان من بينهم أربع أسود أشاوس و هم أبو اياد و صلاح خلف و أبو اللطيف و فاروق قدومي ، و خرج بعدها الفلسطينيون الى اللبنان ، و عاد الفدائيين يجابهون المحتل من الحدود اللبنانية ، فتدخل الجيش السوري لوقف العمليات الفدائية الفلسطينية في عام 1976 ، إذ أن لبنان في تلك الفترة كان تحت الوصاية السورية ، بعد أن اسكت السفاح حافظ الاسد البنادق السورية منذ عام 1973 ، بعد حرب اكتوبر  ، الحرب العربية الاسرائيلية الرابعة ، التي شنتها كل من مصر و سوريا بدعم عربي عسكري مباشر  ، و سياسي و اقتصادي على اسرائيل ، التي ربحت فيها مصر جولة العبور ، و خسيروا الحرب كلها ، و صورها لنا ملحمة بطولية تشبه البطولات التي نشاهدها في الأفلام .

مهلا . . ارجو ألا يفهم كلامي أني أنكر بطولات ، و تضحيات جنود و ضباط الجيش المصري في تلك الحرب .

 أعترف أن أبناء مصر العربية من جنود و ضباط سطروا ملحمة تاريخية عندما نجحوا في عبور قناة السويس إلى الجانب الشرقي ، و اقتحام خط بارليف بكل بسالو و شجاعة ، و افتخر بذلك الفعل من أبناء قوميتي ، كما و تمكنت القوات السورية من الدوخول في عمق هضبة الجولان ، إلا أن الجيش الاسرائيلي انتعش في نهاية الحرب ، و طرد السوريين من هضبة الجولان ، و على الجبهة المصرية حاصرت قوات العدو الصهيوني 45000 جنديا مصريا يعرفون باسم الجيش الثالث ، و عزلتهم و قطعت عنهم خطوط الامداد و التمويل بل و أن مدينة السويس أيضا كانت معزولة عن القاهرة ، و هكذا بقيت مدينة السويس و الجيش الثالث تحت رحمة العدو الصهيوني ثلاثة شهور الى أن تم فض هذه الميمعة العربية الاسرائيلية و الانسحاب في يناير عام 1974 ، و انتهت الحرب بجولة مصرية خاسرة كادت فيها قوات موشية ديان و غولدامانير بقيادة شارون أن تحتل السويس و الاسماعيلية  بعد أن حققت تقدما عسكريا مهما في بداية الحرب ، و تحول انجاز العبور في الاسبوع الاول في الحرب الى تدهور عسكري تاريخي بقيادة انور السادات  ،

في هذا ستجد سطور الرفيق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب اكتوبر عام 1973 رحمه الله في مذكراته التي نشرها عام 1976 خير شهيد .

و بعد أن اسكت الاسد البنادق السورية في نهاية حرب أكتوبر  ؛ اعادها من سباتها ليشرعها بوجه الفلسطينيين ، حيث حاصرت قواته المعاقل الفلسطينية ، و اللبناية المتحالفة معها ، و قطعت عنها خطوط الامدادات .

و في الوقت ذاته كان بعض ميليشيات مسيحيو لبنان الموارنة منقسمة ، منها حزب الكتائب ، و مليشيا النمور التابعة لحزب الوطنيين الاحرار ، و مليشيا جيش تحرير زغرتا ، و مليشيا حراس الارز ، و هذه الميليشيات انطلقت للهجوم على مخيم تل الزغتر ، و حاصروه لمدة 52 يوما بمنتهى القسوة بمساعدة قوات سورية ، مما جعل الأهالي داخل المخيم كما يقال يأكلون الكلاب خوفا من الموت جوعا ، ثم قامت ميليشا النمور بقيادة داني كميل شمعون باقتحام المخيم في 13 اغسطس 1976 ، و قاموا  بذبح ثلاثة آلاف فلسطيني بالسكاكين .

بعدها جاءت الضربة من مصر حين وقع انور السادات معاهدة السلام كامب ديفد مع اسرائيل عام 1979 .

لتعود من بعدها عدسات الكميرات و اقلام التاريخ الى لبنان لتشهد على مذبحة بايادي الانغرالية اللبنانية المتمثلة بالقوات اللبنانية الجناح العسكري لحزب الكتائب اللبناني ، و حركة امل الشيعية في حينها ، و الجيش الاسرائيلي مذبحة صبرا و شاتيلا  عام 1982 ، حيث قاام الجيش الاسرائيلي و جيش لبنان الجنوبي بمحاصرة مخيمي صبرا و شاتيلا ، و تم انزال 350 مسلح من حزب القوات اللبنانية بذريعة البحث عن 1500 فدائي فلسطيني ،، و في تلك الفترة كان الفدائيين الفلسطينيين خاج المخيمين في جبهات القتال ، و لم يكن في المخيم سوى الاطفال و النساء و الشيوخ ، و قام مسلحي القوات اللبنانية بقتل النساء و الاطفال و الشيوخ بدم بارد ، و قدر عدد القتلى بنحو 3500 قتيل ، و كانت معظم الجثث في شوار المخيم ، و من ثم دخلت الجرافات الاسرائيلية و قامت بجرف المخيم و هدم المنازل ، و انتهت المجزرة بخروج منظمة التحرير و الفدائيين الفلسطينيين من لبنان الى تونس التي شهدت حينها حدثا مهما اذ استقبلت زعيم منظمة التحرير الفلسطينية التي تم الاعتراف بها عام 1974 في الرباط الممثل الشرعي الوحيد لشعب الفلسطيني ياسر عرفات ، و جميع الذين كانوا معه في بيروت بعد الدور الدبلوماسي الذي لعبته تونس عربيا في بيروت بعد انتقال مقر الجامعة العربية من القاهرة الى تونس عقب اتفاقية كامب ديفد  ، و دول عربية اخرى . بعدها تم تطهير المخيمات اللبنانية من الفدائيين في حرب المخيمات ما بين عامي 1985 و 1988 .

بينما ظل الموساد الاسرائيلي يلاحق الفدائيين و قيادات منظمة التحرير ، و اغتال كل من لم يكن بالامكان ترويضه منه ، حيث اغتال اثنين من اكبر قيادات المنظمة و هم خليل الوزير ( ابو جهاد ) و صلاح خلف ( ابو اياد ) .

و في عام 1987 انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الاولى أو انتفاضة الحجارة ، كشكل من اشكال الاحتجاج العفوي الشعبي على الوضع العام المزري بالمخيمات ، و على انتشار البطالة ، و اهانة الشعور القومي و القمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينين ، و انتهت نهائيا مع توقيع اتفاقية أوسلو بين اسرائيل و منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 في مدينة واشنطن الامريكية ، كان نتاجها السلطة الفلسطينية التي أنشأت بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني في دورته المنعقدة في 10 اكتوبر 1993 في تونس ، كخطوة أولى في مشوار الألف ميل باتجاه الدولة الفلسطينية التي تم إعلان استقلالها في 15 نوفمبر 1988 على جزء من الارض الفلسطينية المحتلة خلال انعقاد دورة الانتفاضة التاسعة عشر في الجزائر ، و قد كتب وثيقة الاستقلال الشاعر الفلسطيني محمود درويش ، و قراها ياسر عرفات .

و في عام 1994 دخلت السلطة الفلسطينية  الى الاراضي الفلسطينية ، و في العام نفسه وقعت الاردن معاهدة السلام الثالثة بعد كامب ديفد و اوسلو مع اسرائيل معاهدة وادي عربة
و انتخب ياسر عرفات رئيسا لمنطقة الحكم الذاتي ( مناطق السلطة الفلسطينية ) عام 1996 ، و في العام نفسه غيرت منظمة التحرير الفلسطيني بصورة رسمية الجمل و العبارات الموجودة في ميثاقها الداعي الى القضاء على دولة اسرائيل ، و تعهد عرفات لمحاربة الارهاب ، حيث تم رسميا في 14 ديسمبر 1998 شطب 12 بندا من اصل 30 و تغيير جزئي في 16 بند في تصويت المجلس الوطني الفلسطيني بأغلبية المقاعد في الجلسة التي حضرها الرئيس الامريكي انذاك بيل كلينتون في غزة .

و بينما الشعب الفلسطيني في زحمة من أمره جاءه نذير الحرب ينذر بعواقب ليس السلام من بين بنودها ، انها الانتفاضة الثانية انتفاضة الاقصى  . حين اقتحم شارون و جنوده المسجد الاقصى ، فقام المصلين و اهلنا في القدس الشريف و كل فلسطين بالتصدي لهذا الشارون ، و من معه و منعهم من اقتحام المسجد الاقصى ، إلا أن شارون و من معه الالاق من الجنود المدججين بالسلاح ، و العتاد اقتحموا المسجد ، و عندها انطلقت الشرارة و تفجرت الانتفاضة .

جاء المحتل محملا بالموت و الرصاص و الدبابات بعد ان أزهرت فلسطين بشباب لا يمكن نسانهم على مر السنين . و من افضع جرائمه في هذه الانتفاضة مجزرة جنين عام 2002 ، من ضمن حملة اجتياح شاملة للضفة الغربية ، و استمرت 10 ايام اعقبت عملية تفجير في فندق في مدينة أريحا ، و قد هدفت عملية الاجتياح القضاء على المجموعات الفلسطينية المسلحة التي كانت تقاوم الاحتلال ، و كانت جنين و بلدة نابلس القديمة مسرحا لاشراس المعارك التي دارت خلال الاحتجاج ، حيث قامت مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين بمقاومة القوات الاسرائيلية حتى أخر رمق و الاستشهاد ، مما دفع قوات الاحتلال لاجتياح مخيم جنين و الفتك بالفدائيين الفلسطينيين و اعتقال معظمهم ، و قامت بعمليات تنكيل و قتل مروعة بحق سكان المخيم من المدنيين العزل .

و في ذات العام تم اقرار اقامة جدار الفصل العنصري في ابريل من عام 2002 خلال جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر ( الكابنيت ) ، و تم البدء بتنفيذه في شهر حزيران من نفس العام بعد أن تسلم شارون الحكومة الاسرائيلية ، اقرارا من اسرائيل عن عدم تنازلها عن شبر واحد من ما تملك من الارض اكانت اراضي 1948 او اراضي 1967 بل تسعى لزيادتها .

و في صيف 2007 كفئ الانقسام الفلسطيني القدر على رؤوس الشعب ، و الذي تعود جذوره الى أواخر الانتفاضة الاولى و تحديدا مع نشأت حركة المقاومة الاسلامية حماس في ظل بيئة فصائلية يسارية و علمانية . و بعد فوز حماس في انتخابات تشريعية تم تنظيمها في مطلع عام 2006 بالاغلبية ، و رفض  الاجهزة الامنية التعاطي مع حكومة حماس ، مما دفع وزير الخارجية الشهيد سعيد صيام لتشكيل قوة قوة مساندة تعرف بــ القوة التنفيذية ، لكن حركة فتح شنت عليها حملة واسعة وصلت لحد الاصطدام مع الاجهزة الامنية الاخرى ، و ذلك بالتزامن مع حملة اغتيالات في غزة ، و اعتقالات اسرائيلية للنواب في الضفة ، و نشبت اشتباكات مسلحة بين مسلحي حماس و فتح و الاجهزة التابعة لهما ، و فرضت حماس سيطرتها على غزة ، و فتح على الضفة ، و ضاعت بين فتح و حماس فلسطين و قضيتها .

و في عام 2008 عادت الحرب لتفرد شراعها على غزة بعد انتهاء تهدئة دامت 6 شهور كان قد تم التوصل اليها بين حركة المقاومة الاسلامية من جهة و اسرائيل من جهة اخرى برعاية مصرية بعد عام من الحصار الذي فرضته اسرائيل على قطاع غزة ، حيث تم اختراق التهدئة من قبل الجانب الاسرائيلي ، و عدم التزامها باستحقاقاته من التهدئة من حيث رفع الحصار عن غزة ، و بالتالي عدم قبول حماس لتمديد التهدئة .


و قبل انتهاء التهدئة في 4 نوفمبر 2008 قامت اسرائيل بخرق جديد لاتفاقية التهدئة ، و ذلك بقيامها بغارة على قطاع غزة نتج عنها قتل ستة اعضاء مسلحين من حماس ، و مع انتهاء التهدئة يوم الجمعة 19 ديسمبر 2008 قامت عناصر تابعة لحركتي حماس و الجهاد الاسلامي في غزة باطلاق اكثر من 130 صاروخا و قذيفة هاون على مناطق جنوب اسرائيل ، و  ردت اسرائيل على ذلك بعملية صهيونية دموية يوم السبت 27 ديسمبر عام 2008 ، و كان اليوم الاول من الهجوم الاسرائيلي على غزة الاكثر دموية من حيث عدد الضحايا الفلسطينيين في يوم واحد منذ عام 1948 ، و اسفرت العملية الصهيونية عن استشهاد الالف ونصف الالف منذ بداية الهجوم على غزة و حتى اعلان اسرائيل عن وقف اطلاق النار .


و بعد كل حرب و مجزرة تأتينا مغنية ممن يغنون علينا خلعت زينتها ، و ارتدت ثوبا من وقار بجسد رنان تتراقص على اوتار ويلات شعبنا ، و كأنهم يضمدون جراحاتنا بحناجر قوية و اجسادا متمايلة لا تراها إلا و تتذكر جسدا ممشوقا و كلمات معسولة و جسد تراوغه احلامك كما يراوغ العصفور صيادا ، تسمعها بفم مغلق ، و ذاكرة مزدحمة بالخيبات بنكة لذيذه .

و ختاما اختتمت جراحنا بخروج العابثين ممن يمتهنون حروبنا و ويلاتنا ، من اجل دخول معترك الخلود على حساب الاخرين ، في زمن حاصرنا بكل انواع الاحباط الساسي و القهر و الفقر ، ليقرعوا ناقوس الدولة ، و اللهث وراء مقعد الامم المتحدة ، متناسين وطن دون حدود 1967 ، و شعبا لنا هناك ، و اسرى في السجون ، و لاجئين بلا وطن و بلا هوية هائمين في بقاء الارض طولا و عرضا ، و جراحات و ويلات و نكبات ، و آلاف الثكالى ؛

 هنالك مثل فلسطيني يقول :- ( الي ما بيجي مع العروس عمروا ما بيلحقها ) يعني لو كنتم تعولون على دولة معترف بها لرفع القضية الفلسطينة اعلموا ان الدولة الفسطينة لو تم الاعتراف بها على حدود 1967 و هذا طبيعة الحال لن يحدث ابدا لن تزيد بعد ذلك شبر بل سيستكفون بها على هذا . و يسكتون البنادق الى ما شاء الله ، لكن حلنا الحقيقي ليس بمقعد في الامم المتحدة بل بالسلاح فما اخذ بالقوة لا يسترد بالقانون إنما بالقوة ، و ان شاء الله بقوتنا و ارادتنا و اسلامنا سنرفع علمنا على كل شبر منها و نبتسم ابتسامة المنتصر و نعلنها دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف .

اللهم امنحنا عونك و قوة من عندك تطحن ابن صهيون و اعوانه 


مخرج :-

إن التاريخ لا يعدو أن يكون سجلا للجرائم و الحماقة و خيبة الامل .. أدورد جين

عفوا هذه هلوسات و الجرح خطير . . منذ ايلول 1970 و حتى ايلول 2011 لا زال الجرح نازف




- النهاية
حنين نضال [ حنين ادم ]




Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites