الاثنين، أكتوبر 31، 2011

✿ - ناداهم فلبوه . . لبيك أللهم لبيك / ليتني معهم ؛




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته



دعوة عامة لـ إحتفالية عظيمة تم تحديد موعدها منذ أكثر من  1400 عام . .  
الداعي هنا هو الله جل جلاله . . و ما أعظمه من داع ٍ ،، 
و بطاقة الدعوة   ’’ لا إله إلا الله ‘‘    . . 
و كل من إمتلك بطاقة الدعوة ما بين متمن تهفو نفسه شوقاً لـ تلبية الدعوة ، و بين من عزم على الحج و شد الرحال ملبي . . مسلمين ! 
ناداهم الله فــ لبوا النداء بــ أفئدة مؤمنة موحدة على إختلاف أجناسهم و تعدد ألوانهم و اختلاف قبائلهم و أنسابهم وحدوا الملبس فلا فرقت الأمير عن الفقر  و لا المتعلم عن الجاهل  Free Smiley Courtesy of www.millan.net


إلهنا ما أعدلك . . . مليك كل من ملك 
لبيك قد لبيت لك . . .  أن الحمد لك        
و الملك لا شريك لك . . . ما خاب عبد سألك
أنت له حيث سلك . . . لو لاك يارب هلك 
لبيك إن الحمد لك . . . و الملك لا شريك لك 
كل نبي و ملك . . . و كل أهل لك 

و كل عبد سألك . . . سبح أو لبى لك 
لبيك إن الحمد لك . . . و الملك لا شريك لك 

اعمل و بادر أجلك . . . و احتم بخير عملك 
لبيك إن الحمد لك . . . و الملك لا شريك لك 
                                                            أبو النواس 



تعلم يا الله شوقي و تعلم عذري . . . فــ اكتبها لي حجة عاجلة غير أجلة و إجعلني ممن 
 ( حج لله فلم يرفث ، و لم يفسق ، رجع كـ يوم ولدته أمه ) 

و إن لم تكتب لي الحج . . فــ أكتبني ممن بقي لك و إجعلني لك في كلا الحالتين . . 
و أعني على صوم الأيام العشر حتى يوم عرفة و لا تحرمني من جودك و كرمك يا الله  Free Smiley Courtesy of www.millan.net      
و أنا أثق في كرمك ربي كلما مر في ذهني قول رسولنا عليه أفضل الصلاة و السلام . .
عن أنس رضي الله عنه قال :- رجعنا من غزوة تبوك مع الرسول عليه الصلاة و السلام فقال :- 
" أن قوماً خلفنا بالمدينة ما كان لنا شعباً و لا وادياً إلا و هم معنا ، حبسهم عذرهم "



فـ يارب أكتب لي و لكل من يقرأ حرفي حجة ميسرة عاجلة غير أجلة و لا تحرمنا من خير ما عندك بــ شر ما عندنا



و إجعلنا يا الله أنا و كل إخواني المسلمين نختتم حجتنا في المسجد الأقصى يا الله و قد زال الإحتلال عن أرض فلسطين . . عن الرسول عليه الصلاة و السلام :-
" لا تشد الرحال إلا لـ ثلاث مساجد المسجد الحرام ، و مسجدي هذا ، و المسجد الأقصى "


و كل عام و انتم إلى الله أقرب . .  كل عام و انتم بخير تصاميم للحج عيديات للتصميم خروف العيد للتصميم اطفال

 



السبت، أكتوبر 29، 2011

✿ - 29 تشرين الأول 1956 / كفر قاسم الجرح الفتي ؛




بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
السلام على الحاضرين الغائبين على الصابرين المرابطين
السلام على الشهداء العاشقين على الدماء تخصب وجه فلسطين ؛


29 تشرين الأول 1956 م . . اليوم الأول للعدوان الثلاثي على مصر ؛ ذلك اليوم كان يوماً عادياً على قرية
   كفر قاسم   و أهلها حتى الساعة 4:30 مساءاً  ، دون أن يكون لدى أحد من أهل القرية أدنى توقع لما سيحدث في نهاية يومهم الأسود ! 

 في الساعة 4:30  استدعى رقيب من حرس الحدود مختار القرية " وديع أحمـد صرصور " و أبلغه بقرار منع التجول الذي فرضه الجيش الاسرائيلي على القرى العربية داخل اسرائيل المتاخمة للحدود الأردنية التي من ضمنها قرية كفر قاسم ، و طلب منه إبلاغ الأهالي ، و أبلغه المختار أن هناك حوالي 400 شخصاً يعملون خارج القرية و لم يعودوا بعد ، وعده الرقيب أن يدع العائدون يمرون على مسؤلية الحكومة !

دخل القرية مجموعة من وحدة حرس الحدود بقيادة الملازم " جبرائيل دهان " حيث وزع المجموعة إلى أربع زمر ، و  في  الساعة 5:00 مساءاً  بدأت المذبحة في الطرف الغربي من القرية حيث رابطت زمرة العريف " شلوم عوفر " فسقط 43 شهيداً و في الطرف الشمالي سقط 3 شهداء و داخل القرية سقط شهيداً ، بعضهم وجد في ذلك المكان محض الصدفة ، و السواد الأعظم منهم كانوا عمال عائدون من عملهم في المحاجر و الحقول ، و لا يعلمون شيئاً عن منع التجول ، كان الجنود يوقفوهم في طوابير من ثمة ينهال عليهم الرصاص القادم من كل حدب و صوب من بنادق الجنود الذين أمرهم قائد زمرتهم قائلاً " تكسور أتام تعني بالعربية أحصدوهم ! " هذه هي لغتهم التي لا يعرفون غيرهم!







 " الحكاية من أفواه من عاشوها . .  " 







 قصيدة مغني الدم . .
                                                     محمود درويش ؛

مغنّيك، على الزيتون، خمسون وتر

و مغنيك أسير كان للريح، و عبدا للمطر

و مغنيك الذي تاب عن نوم تسلّى بالسهر

سيسمي طلعة الورد، كما شئت، شرر

سيسمّي غابة الزيتون في ، ميلاد سحر

و سيبكي، هكذا اعتاد

إذا مرّ نسيم فوق خمسين وتر

آه يا خمسين لحنا دمويا

كيف صارت لركة الدمّ نجوما و شجر؟

الذي مات هو القاتل يا قيثارتي

و مغنيك انتصر!

إفتحي الأبواب يا قريتنا

إفتحيها للرياح الأربع

ودعي خمسين جرحا يتوهّج

كفر قاسم

قرية تحلم بالقمح ،و أزهار البنفسج

و بأعراس الحمائم


أحصدوهم دفعة واحدة

أحصدوهم

............

.......حصدوهم ...

............

آه يا سنبلة القمح على صدر الحقول

و مغنيك يقول:

ليتني أعرف سر الشجره

ليتني أدفن كل الكلمات الميته

ليت لي قوة صمت المقبرة

يا يدا تعزف، يا للعار! خمسين وتر

ليتني أكتب بالمنجل تاريخي

و بالفأس حياتي،

وجناح القبره

............

كفر قاسم

إنني عدت من الموت لأحيا، لأغني

فدعيني أستعر صوتي من جرح توهّج

و أعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج

إنني مندوب جرح لا يساوم

علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي

و أمشي..

ثم أمشي ..

و أقاوم!


55 عام ولا زال الجرح نازف و لا زال الجرح فتي !
55 عام و ذاكرة فلسطين لم تخنها تذكر . . تستذكر . . تتذكر ! 


الخميس، أكتوبر 27، 2011

✿ - ســر غسلتــهُ الأمطــار / قصة قصيرة ؛




رجاء فتاة جميلة مرحة لدرجة الشقاوة ، الضحكة لا تفارقها ، توزع السعادة و تنثر بذورها أينما وجدت ، و مع ذلك لو تأملتها كنت ستشعر أنها تخفي وراء ضحكاتها حزن كبير !

و عندما كنت أسألها عن سر ذلك الحزن الغامر في عينيها كانت ترد بإبتسامة عريضة :- " كل واحد منا في حياته سر يخفيه عن أقرب الناس إليه من ضمن أشياء لا يمكن البوح بها ، مصيرها الكتمان حتى نموت !"
و بطريقتها و حنكتها تقفل الموضوع ، و بسلاسة لسانها تدخلك بموضوع أخر ينسيك أنك سألتها سؤال لم تجب عنه ؛ و مرت السنين و تحولت الزمالة إلى صداقة سرعنما تحولت لحب ، كنا نسعد بقضاء كل الوقت في الكلام و الكلام فقط ، تصارحنا كل شئ و لم يعد بيننا أسرار إلا سر الحزن بيعينيها الظاهر للعيان ، و الذي تختبئ منه خلف المزاح و الضحك .

و في إحدى الأيام رن هاتفي النقال في ساعة متأخرة ، و حين نظرت إليه و جدتها هي رجاء ؛ فهذا هو رقمها بعينه !
فتحت الهاتف على عجل و استقبلت مكالمتها بحفاوة ، و قبل أن أتفوه بحرف وصلتني شهقاتها و بكائها و هي تقول :- " أتسمح أن أشاطرك وجع السنين و السر الذي تصر علي أن تعرفه ! "

حاولت جاهداً تهدئتها ، لكنها كانت منهارة تماماً ، أخذت وقت طويل حتى استطعت أن أهدئ من روعها ، و كم تمنيت لو أكون بجوارها ، و أمسح دمعتها ، لو أنها بين ذراعي أطبطب عليها فتزول آلامها ، و أنتزع الهم من أعماقها و أزرعه في أعماقي ؛ 

و بعد أن هدئت قليلا بدأت تتحدث عن ذلك السر الذي لم أتوقع للحظة أنه قد يحدث في عالمي و مع شخص أعرفه ؛  وجدتها تضيف معاناة جديدة لمشهد طالما شاهدته في أفلام السينما ، و على الرغم من أنها لم تقل إلا القليل القليل إلا أني تلك الليلة لم استطع النوم ، رحت أتخيلها في ذلك المشهد ، و أحاول تكذيب ما سمعت منها ، حتى أخيرا أتى الصبح دون أن يغمض لي جفن !

كانت كعادتها تجلس أمام مكتبها في صدر الغرفة التي جمعت مكتبينا منذ حوالي العامين ، لاحت لي حين نظرت من شق الباب كملاك هبط من السماء ، كانت مغمضة العينين ملقية برأسها إإلى الوراء مستسلمة لأوجاعها ، أو لعلها تقتنص غفوة سريعة قبل زحمة العمل ، فتحت الباب بهدوء و تنحنحت " إحم . .  إحم . . إحم "  
جفلت متلعثمة في حياء ، و اعتدلت !

و بعد انتهاء العمل جلسنا في الحديقة المجاورة لمبني الوزارة التي نعمل فيها ، حيث سقطت أمطار خفيفة امتزجت مع عبرات رجاء غاسلة جروح السنين المتقرحة ، كانت ترتجف كالعصافير فوق شجرة الكافور التي بللت قطرات الأمطار أجنحتها ، و تحتضن وشاح والدتها الذي طالما جادلتها عليه أنه رجالي و لا يليق بها ان تلبسه متأملة في ثيابي الخفيفة التي لا تقي جسمي النحيل من لسعات الهواء البارد الأتية إلينا من كل حدب و صوب ، و قدمته إلي ، و هي تمسح قطرات المطر عنه ، و قالت :- " ما هذه الثياب التي لا تسمن و لا تغني من جوع ، خذه و زمر نفسك و دعه يقيك زمهرير وقتنا في هذا البرد . . صحيح هو لوالدتي رحمها الله لكنه رجالي :) ! "

و سرعانما بدأت تتحدث و دمعاتها تسابق كلماتها :- " توفيت والدتي و أنا لا أزال في عامي الرابع ، بعدها انتقلت لأعيش مع والدي في بيته الذي لم تقبلني به زوجته لثانية منذ أن وطئته قدمايّ ، و من وقتها و أنا أشعر أن الفوضى عوان حياتي ، و كل ليلة لا أنام قبل أن أقلب و أقلب و أقلب صورة أمي ، لا أنام قبل أن أشتم رائحتها العالقة بدميتي و ثيابي ، افتح يديّ مرارا و تكرارا أتحسس تفاصيل وجهها ، و حنان عناقها ، أتحسس قبلاتها على وجهي في كل مكان . 

لم أحتك بزوجة أبي و لا أبناءها ، و لم أشعر أتجاههم بحب قوي كعلاقة الأخوة الطبيعية ، و هم لم يبدوا أي إهتمام بي منذ قدومي إلى بيتهم !!
حاولت أكثر من مرة التقرب إليهم ، و لم أنجح كنت أشعر بكرههم لي ؛ في البداية لم أكن أعلم سر هذه الكراهية التي كانت تتزايد مع الأيام ، و التي سرعانما بدأت تترجمها تصرفات أمهم التي كانت تنعكس عليهم ، فقد كانت تعاملني معاملة زوجة الأب التي تجردت من المشاعر و الأحاسيس ، لمجرد أن أمي حب والدي القديم ، و ماضيه الذي يشكل هاجسا لها ، و أنا إبنة هذا الماضي و الحب القديم ، و قربي من والدي جعل مني عدوها اللدود بدون منافس ، على الرغم أن والدي لم يكن يميزني بشئ عنها أو عن أبناءها !! " 

تشردقت بعبراتها ، و كادت روحها تفيض من جسدها ؛ أسعفتها بشربة ماء ، استعادت أنفاسها المجهشة من البكاء و أكملت :- " مع مرور السنين أصبحت الحياة بكل تفاصيلها عادية ، و تعودت على مضايقة زوجة أبي ، و دعواتها عليّ التي ما كانت تكف عنها طوال اليوم ، و كلامها الجارح الذي كان غالبا ما ينتهي بمد يدها عليّ و الإهانة بالبصق و الضرب على الوجه ، و تحريضها إخوتي عليّ أيام الإمتحانات ، و مصادرة حاجياتي التي تؤنس وحدتي متل الكتب و المجلات ، و التي لم تكن تعيدها إليّ إلا بعد التوسل ، و الرجاء ، و تقبيل الأيادي !! "

قاطعتها قائلا :- " و هل هذه الاشياء تستحق التوسل و الرجاء!

ردت عليّ قائلة :- " كنت أقضي وقتي وحيدة ، و خصوصا ايام الاجازة و العطلة الصيفية ، لا يشاركني أحد في دنيتي سوى الكتب و الروايات التي كنت أختلسها من مكتبة والدي الزاخرة ؛ أتعلم . . عندما نبقى وحيدين تهاجما الافكار من كل حدب و صوب !! بقائي بين جدران غرفتي الباردة كان يجعلني أبكي و أبكي و أبكي كلما تذكرت وحدتي الفضيعة ، و تلك الأشياء إلى حدِ ما كانت تُسْلِيّنِي ! "

سألتها عن موقف والدها من ذلك فقالت :- " أبي ليس من الرجال الذين يمكثون في منازلهم كثيرا لا يعود إلى البيت إلا في ساعات المساء ، و يكون منهك ! " 

و حين سألتها لماذا لم تخبرهُ عن تصرفات زوجته قالت :- " فعلتها مرة و حينها غضب أبي من زوجته ، و حدث شجار شديد بسببي بينهما ، بقي أبي بعدهُ عدت أيام لا يحدث زوجتهُ ؛ و ردت فعلها عادت عليّ بأن زاد حقدها أكثر و أكثر ، و فيما بعد علمت أن أبي يتشاجر مع الجميع كلما رأني وحيدة ، و يطلب منهم إدخالي في حياتهم ، و لو إقتصر الأمر على تحية المساء و الصباح ، و ذلك أضعف الإيمان ! "

و بكلمات تغرقها الدموع المتقاطرة مع زخات المطر حكت الشطر الأكثر مأساوية ، و سر الحزن الحقيقي في عينها الذي ما كان سببه وفات والدتها ، و لا زوجة ابيها قاسية القلب !

" ذات مرة استيقظت على صراخ زوجة أبي فقد تأخرت في نومي ، و عندما عدت من المدرسة بعد يوم مدرسي مرهق ، و بارد جدا فالمطر في ذلك اليوم لم يتوقف عن الهطول ؛ وثب في الهواء ذئبا بشريا ، و هو يتقدم نحوي شاهرا سكينهُ المسنونة في الهواء ، إنقض عليّ دون أن يكون لي حيلة أو قوة ، كعصفور جريح وقع فريسة نسر جائع ، حالفا بشرف أمه أن يفصل رأسي عن جسمي إذا نطقت بحرف ، و هو يقتادني من قدماي المكشوفتين على الرصيف المقابل لمنزل والدي ، ذابحا عذريتي بدم بارد ، و انا أرثيها في صمت في لحظة خلت فيها الشوارع من الأدميين ، حيث أطلق قهقهاتهُ المسعورة فوق صدري المكشوف ، و في اشتهاء متلذذ إلتهم ما تبقى مني ، و أنا أطلق صرخات إستغاثة خرساء في استعطاف ، و تساقطت الأمطار غزيرة تغسل قطرات دم وردية تقيأتها بكارتي !!

متكئة صورة أمي في لحدها هممت كاتمة أنفاسي الأخيرة أبحث عن حقيبتي المدرسية في إتجاه البيت مهرولة من دون توقف ، دفعت باب غرفتي مكسوة الروح في عجل قبل أن يراني أحد لأوئد ذلك اليوم في بئر أسراري " 

نظرت إليها لألتقط دمعة ميزتها عن قطرات المطر التي تبلل وجهها الملائكي بتعجب ، كيف لقلب انسانة رقيقة أن يحمل كل هذا بصمت ؟ 



- يتبع
حنين نضال ( حنين أدم )



السبت، أكتوبر 22، 2011

✿ - وخزة ابرة / لــ سلسلة معطف من قيود ؛




بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتهُ 

                   


الجزء السابق هنـــا
ظلت سنين طويلة تحتفظ بذلك المعطف ، تتوسده في ليل الصيف ، و تتلحفه في ليل الشتاء ، دون أن تكف بكاء زوجها في جوف الليل ، و وسط النهار ، حتى انحنى ظهرها و ضمر جسمها رغم أنها تقضي أيامها بين أحفاذها في بيت ابنتها !

و في يومِ ما رأت فيما يرى النائم أنها في صحراءِ قفراء جرداء ، و بغتة و ما بين لحظة و أخرى لاح لها نفراً تشكل من لا شئ كلمح البصر ، كان يسير نحوها ، و كلما اقترب منها استطاعت أن تقرء ملامحهُ أكثر ، كان زوجها بشحمه و لحمه ، و قد تغيرت ملامحه و هيئته فعاد شاباً ملتحي بلحية تفيض وقاراً و جمال نورٌ على نور ، كان يشير بيديه نحوها محاولاً محادثتها يحرك بشفاهه دون أن يصلها منه شئ ، و حين يئس من التواصل معها إختفى كما ظهر ، و كأن الأرض انشقت و ابتلعته !

استيقظت من نومها جافلة نافضة البدن و يديها ممدودة بإتجاه السماء ، كأنها تحاول ايقافه !

استعاذت بالله من الشيطان الرجيم ، ثم عادت تستجدي النوم حتى يتجدد الحلم ، و بينما هي تتقلب في فراشها تجتر نشوة ذلك الحلم تجمعت في مخيلتها أحداث حكاية كانت قد حكتها لها أمها في صغرها " إذا جاء الميت في المنام فقد جاء ليصطحب معهُ نفراً . . . ! "

و منذ ساعة ذلك الحلم ظل يشغل بالها ذلك القادم من عالم الأموات ، عساهُ يأتي ، و يقترب ليضع نهاية لعمر غرق بعدهُ بالأسى و لوعة الفراق .

و بعد مرور شهر بالتمام على ذلك الحلم استيقظت على صوت أذان الفجر حيث سمعت للأذان صوتاً مختلف على الرغم من أنها تسمعهُ منذ أكثر من عشرين عام بصوت نفس الشخص ، لكنهُ هذه المرة كان صوتاً قادماً من بعيد ، من جوف الأرض ، من فوق السموات ، و كأنه يرفع لها خصيصا ً ، دب في عروقها الشباب ، فقامت على عجل و توضأت فأحسنت الوضوء ، و صلت فجرها حاضراً و أدتها حقها من الخشوع ، و حال انتهاءها من صلاتها و التسبيح عادت لسريرها حيث كان ذلك المعطف مكوماً مكان الوسادة فقد كانت تتوسده  منذ بداية الصيف ، و كعادتها في كل صيف ، و هي لا تزال تتمتم بالشهادتين و الإستغفار  نفضتهُ في الهواء ، و ضمتهُ ألى صدرها تنتشي فيه أحضان زوجها ، لتعود إلى عينيها صورته في ذلك الحلم ، و على حين غرة إيقظتها من شرودها وخزة إبرة عالقة في المعطف في صدرها ناحية القلب ، و خلال يومين تقرح الجرح لكونها مريضة بالسكري ، و أصبح غرغرينة ، صالت أبنتها  التي لم تكف عيونها للحظة عن ذرف الدموع ،  و تلاوة الدعوات في وقت السحر و جوف الليل ، و زوجها بها بين الأطباء ، لكن الله شاء و قدرهُ غالب ، انتشرت الغرغرينة في سائر جسدها ، و ظلت تتقلب على جمر الألم حتى فاضت روحها، فذهبت النضارة عن وجه ابنتها التي كانت لها الأم و الأب ، و انطفئ بريق عيونها حتى استسلمت للأمر الواقع ، و في لحظة حزن عارم دخلت ألى غرفة والدتها و أخذت بالمعطف و ألقت به من الشباك . 


- النهاية 
حنين نضال ( حنين أدم )




الجمعة، أكتوبر 21، 2011

✿ - طل الأسمر زريف الطول بلسان أمهات الأحرار ؛

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
السلام على الحاضرين الغائبين على الصابرين المرابطين خلف القضبان
السلام على أحرار فلسطين و أمهاتهم 
السلام على الشهداء العاشقين على الدماء تخصب وجه فلسطين ؛







بــ لسان أمهات الأحرار الأبطال و فرحتهم العارمة و بــ اللهجة الفلسطينية أقوال :- 


طل الأسمر زريف الطول 
يأهل الله بـ المية رشوني صحوني هو أنا بحلم و لا بعلم !


طل الأسمر زريف الطول 
يأهل الله بـ المية رشوني صحوني هو أنا بحلم و لا بعلم!
طل الأسمر زريف الطول طل  
يلي رابي بدلال أمو و أبو 
عشرين عام عن نظر عيني أبعدو شعر الراس شاب و الظهر إنحنى عَ فرقاه 
معقول بعد عشرين عام تتكحل عيني برؤيا !

طل الأسمر زريف الطول طل  
ويا طول الليالي يلي قمتها أدعي لـَ الله ترجع لحضني يما 
 بلكي أنا و أنتَ أيامنا تعود و نغني سوى تحت الزيتونا عتابا و نصيح ميجنا !

طل الأسمر زريف الطول طل  
بعد طول غياب طل 
 علي يا أبو يوسف الصوت و غني عتابا و عَ الأوف و على الدحية 
وحط السيف قبال سيف و الحق بيرجع لـ صحابو 
هو الزمن طال و لا قصر هَيّ القيد إنكسر و فتح باب السجن 
و رجع الزريف لـ حضن أمو و الكرم 
و إيد بـ إيد و العون من الله 
في موسم الزيتون حصدنا العزة و النصر و إنجمع شملنا و الحمد لله
و رجع الغالي الحلو الدلوع بعد غياب ملى القلب أحزان !

طل الأسمر زريف الطول طل  
بشكله المقبول و مبسم حلو و معسول . . و عسى الله يخليه 
كلو حلى و أخلاق و القلب له خفاق 
 من يوم وافيته بالهوى إبتليته 
قلته يا زين لا تيجي ألحين 
كسر القيد و قال خدامين !

طل الأسمر زريف الطول طل  
رافع راية نصر و شايل جرح وطن و لمعة بعينه حالفة ما تلين 
و أنا إلي نذرته لـ فلسطين لأجل أقصانا نار عَ العِدى و عمره جنين  
و يا هيك إتكون رجالك يا فلسطين يا ما بتكون 
تعانق ترابك ركوع لـ الله و تجدد عهد العزة 
و أنت يا وطن ما بتستاهل غير أحرارنا ! 



الجمعة، أكتوبر 14، 2011

✿ - أطياف تبحث عن وطن / قصة قصيرة ؛





بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
السلام على الحاضرين الغائبين على الصابرين المرابطين خلف القضبان
السلام على الشهداء العاشقين على الدماء تخصب وجه فلسطين ؛




قصة اليوم / إهداء خاص إلى أسرانا البواسل الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية ضد سجانهم و قيدهم لليوم الرابع عشر على التوالي من أجل مطالبهم العادية التي نصت عليها التشريعات الدولية و القانونية ؛ في زمن مضمخ بالكبرياء و أمكنة تفيض بالأبطال و الأوجاع ؛

 




كان جالساً في الزنزانة الإنفرادية الباردة التي لا يربطها بالعالم الخاريخ سوى فتحة صغيرة في أعلى إحدى جدرانها الأربعة مفترشاً الأرض في لحظة إختناق شارد الذهن في طائر متغلغل في غمار السماء في ساعة غروب لا يعكر هدوءها  سوى قطرات الماء المتقاطرة من الصنبورة التي لا تكف عن إجهاض القطرات في السطل أسفلها .


و بينما لا يزال بصرهُ معلقاً في إتجاه الطائر المحلق في كبد السماء داهم شرودهُ صدى صوت قادم من بعيد " يا دامي العينين و الكفين أن الليل زائل لا غرفة التوقيف باقة و لا زرد السلاسل * "

للوهلة الأولى خُيل لهُ أن شئ من الجنون خالط عقلهُ ، و أخذت التوجسات القاتلة تتصاعد و تتنامى بسرعة و كاد قلبهُ يخرج من بين أضلعه ؛ و سرعانما أخذ يكبح جماح هواجسه " تصبري يا نفس ربما هذا الصدى يخفي سر جميل و خير كثير ! "

لملم شتاتهُ و استعان بجدار الزنزانة و هم واقفاُ عن أرضها ، و إتجه ناحية القبلة نافضاً عن روحه غبار سنين الأسر العشرين ، و أطلقها سرب حمام حلق فوق ربوع الوطن قبل أن يرحل إلى عالم الغيب و الشهادة . حيث انتفض الحمام في الهواء الشفيف ، و تشكل من نور .

سار بين الشوارع و الأزقة بينما قدماه تقودانهُ كيفما تشاء الشوارع المتقاطعة عازما ً البحث عن زهر الأقحوان في أرض كانت بالأمس له وطن و هوية و عنوان ، و دموعهُ تروي ظمئ أرض لا تعرف الوسن تنعى وطن توارى خلف جدار اسمنتي كما توارت شمس نهاره خلف الشفق .


و يوماً بعد يوم و سنة بعد سنة ، و بين الجبال و الهضاب و الوديان و السهول و الصحراء و الغور و الساحل ، مازال يسير باتجاه غير معلوم يستجدي وطن خدشتهُ أظافر الجدار بعد أن ألقى به الإستيطان في بحر لجي يغشاه موج من فوقه سحابٌ من سديم ، تاركاً وراءهُ سنين من الهم و الأسى و شعارات و قوافي مدح هجائي يرثي التاريخ المتنصل من نشوة الإنتصار الكاذب الذي واسى به نفسه طيلة سنوات الإعتقال ؛ 

و حين مل السير جلس القرفصاء على أعتاب قلعة محصنة بأشواك العمالة و الخيانة بعيدة عن العالم.

رتب على كتفه رجلاً عجوز يتكئ على عصاة بعد أن سرق الزمان شبابهُ فإنحنى ظهرهُ و حفر على وجنتيه تجاعيد عمر غرق بالتعب و الأسى سائلاً إياهُ أن كان يبحث عن شئ !

أجابهُ بكلماتٍ مبللة بالدموع " أبحث عن وطن أشد إليه الرحيل يلملم شتاتي و كفن يضمد جراح السنين لم يلوث نقاءهُ أحد "

نظر إليه الرجل العجوز بعين الشفقة و لم يتمالك نفسهُ من السخرية و قال :- "انتظر زوال الحصار و الحواجز و رحيل عباس و ستجد لك وطن بهذا الإتجاه " مشيراً إلى حدود فلسطين التاريخية !

تكوع العجوز بجواره ملقياً عصاهُ على الأرض ، و تنهد و هو يحاول إيقاف عصاهُ من التدحرج سانداً إياها بحجر صغير ثم قال :- " الوطن لم يعد نفس الوطن . . أصبح مختلفاً عما ألفناهُ في كتب الجغرافيا و حكايات التاريخ !  إختاروا حدوداً جديدة لوطن جديد مدنهُ ليست كتلك التي في ذاكرتنا "

 و في الأفق إلتقت أرواحهما و توارت أجسادهم تحت تراب أرض لم يرضوا بها وطن !





- النهاية 
حنين نضال ( حنين أدم )






الاثنين، أكتوبر 10، 2011

✿ - بلاد العرب أوطاني ؛


 
 
نعم أنا عربي بـــ الفطره دون سابق اصرار و ترصد 
 
ولدت في دولة عربية صبغتني بــــ قوميتها

من أب  و أم يعشقون العرب و العروبة

التي تركوها لي ضمن نصيبي من الميراثي


 ثوبا ً ملكيا ً أتوشحهُ  مجدا ً 

وجدتهُ مع الأيام متمزقا ً 

و قصرا ً بني على أنقاذ بيت شعر

حين طرقتُ بابهُ وجدتهُ مغلقا ً 

و كلمات نشيد ٍ أحفظه من طفولتي

كنت  أردده مصدقا ً محتواه


{ ,, بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ

ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ

فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا

لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ ،،}
 

وحين كبرت في بلاد العُربِ 

وجدت كل شئ يفرقها

و أدركت أن عروبتي

جذور همومي المتعفنة في جُبن ِ أوردتي و شراييني 

و أكبر من كل همومي و شعوبها خرساء ذلا ًو قهرا ً

في تونس ضجرت جوعي و فقري 

و كل القيود التي فرضت على تعاليم ديني

أشعلت في جسمي النار

و صرخت . . .  صرخة يا نيام استيقظوا 
 
مثلنا من غير ثورة لن يعتقا


و مصر من بعدي ،،

 سماءها صغرت و شبابها أسودٌ تأهبت

تسترجع مجد ضباطها الأحرار

ضد الحكومة بـــ ثورت الغضب انتفضت

من ذا يصدق!!


و للمرة الأول ، أدركت أنهم لم يخطئوا حين علموني 

بلاد العرب أطاني ...
 
وطن كبير 

يمتد من أقصى إلى أقصى

تبلغ مساحته 16 مليون كم

يتكون من 22 ولاية عربية


لغة الضاد تجمعها  


من محيطها لــ خليجها وطن واحد 


تجنسنا عروبتنا

لا حدود ولا حواجز تباعدنا

و لا الأعراق ولا الأديان تفرقنا


اخوانا ً معلنين قيام دولتنا ’’ العربية ’’ متحدة 

فلا القدس محتلة

ولا سبتا عن مغربنا منفية 
 
 ’’ الحلم العربي ’’  

الحلم الباهت

الذي ينقلب في كل مرة إلى كابوس 

يحملنا لـــ يحولنا الى نعاج تساق

الى المجازر خانعة مطأطأة الرأس 
 
من الماضي الى يومنا 

الكرامة تعلو يوما ً و تنسابُ يوما ً

و لا يزال حلمنا منتظر حتى و إن تحول الى كوابيس !


الخميس، أكتوبر 06، 2011

✿ - لـِ سلسلة مِعْطَفّ مِنْ القَيّودٍ / الرحلة 25 ؛




بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم
السلام على الحاضرين الغائبين . . الشهداء العاشقين
على الدماء تخصب وجه فلسطين ؛




{ نشيد الزفاف ،،} 
                                                                                                      لـِ  سلسلة معطف من القيود  ؛






   لمتابعة الجزء السابق من هنا  ؛


زهرة الأسم و الرسم ، خفيفة الظل توزع الإبتسامات ، و تنثر بذور السعادة في القلوب أينما حلت أو رحلت ، سلسة اللسان ، إجتماعية ، تمتلك الحكمة ، و تتمتع ببصيرة و رؤية ناجمة عن خلاصة العقل لا الطيش ، جادة في تعاملاتها ، و لا تعرف اللف أو الدوران ، لها في الجمال باعٌ طويل يرسم على وجه من ينظر إليها دهشة يتلعثم معها لسانهُ لبهائها و روعتها ، و مع ذلك لا يزيغ عنها بصرها مهما أحاطتها الأضواء الباهرة ، و تقيم حدود الله في كل تعاملاتها .
 
كانت زميلتهُ في العمل ، تجلس على المكتب المقابل لهُ 8 ساعات طيلة خمس أيــام في الأسبوع ؛ حيث تبادلا  الحوار في كل شئ ، المشاكل الأسرية ، و الأحوال الساسية ، و الأوضاع  المادية حتى الأسرار و الحب أيضاً و ما يُحْدِثُهُ في القلوب حتى تنزف شوقاً و رغبة في الحبيب ، إلا أنهُ لم يحدث أن باح لها عن مهية مشاعره إتجاهها أو أي كلمة حب ، و ذات مرة إتصل على هاتفها النقال من على مكتبهُ المقابــل لها و هو ينظر إليها عيناً بعين ، صارحها بحبه لها و هيامهُ فيها ، في البداية أصابها العضال من وَهل صدمتها بما سمعت منه ، و ألجم الذهول لسانها ، لكنها في ذات الوقت حمدت الله في سرها أن وفر عليها مشقة التحايل في طريقها لإعلان حبها لهُ ، ابتسمت في وجهه ابتسامة رضى و لم تنطق بكلمة  .

توالت عليهم الأيــام ، و مرت متلاحقة و إتفاقا على الزواج ،  كان يصر ألا تغيب عن عينه للحظة ، لا يفارقها أبداً ، كيف لا و هي الحلم الذي يراودهُ ، و يرنو أمامه على قدمين بخفة ، و رشاقة متنكراً في صورة زهرة يفوح منها الأريج العطري الذي يسحر الألباب و يذهب العقل من الرؤوس إلى حيث لا رجعة . 

و في إحدى الأيــام التشرينية الباردة بعد إنتهاء عملهما و قفا ينتظرا قدوم الحافلة التي تقل كل منها إلى بيته ، و على حين غرة إرتعدت غيمات السماء ، و تدفقت أول قطرات بواكر الشتاء ، و حال أحس بها ترتجف من البرد خلع معطفهُ و وضعهُ على كتفيها رغم أنهُ كان يحس بنفس لسعات البرد التي يرتجف منها جسدها ، و بإبتسامة حب و حنان تدارك علامات التعجب التي رسمت على تقاسيم وجهها الملائكي ، و قال :- ’’ طالما أن زهرتي بجانبي تمنحينني الدفء ، فلاحاجة لي للمعاطف ! ‘‘

ضمت معطفهُ إلى جسمها و هي تقول :- ’’ إرفع عيناكَ نحو السماء و إسمح أن تهطل فيها قطرة ماء و إدعوا الله لأن الدعاء ساعة المطر مستجاب ! ‘‘ 

قطعت كلامها و سألته بتعجب :- ’’ ماذا تقول ؟ ‘‘ 

قال :- ’’ أنــا لم أقل شئ . . ! ‘‘

قالت :- ’’ ألم تقل منذ قليل الجنة يا زهرة تناديكي ؟ ‘‘ 

دارت عيانها في محجريهما عدة مرات ، و ربتت بأطراف أصابعها على ذراعه مرتين برفق و حنان ، و في نفس المكان الذي كانت فيه اللمسة الأولى كانت الأخيرة ، و خرجت روحها كالنور من جسدها المطروح على الأرض الغارق بماء المطر ، و الدم الأحمر ، و تلاشت في الضباب ، طاح عليها و لمها إلى صدره و هو ينوح على جسدٍ بلا روح ، و إستعدت الملائكة لتزوف عروسه في السماء لا فوق الأرض . . و كان زفاف . . و كان عرس . . و كانت شهادة !
في لحظة إسوداد قلب ، و شتاءٍ عاصف خرج من بيتهُ قاصداً المقابر يبحث في ذلك المكان عن زهرته ،  و أهاتهُ تدوي في أرجاء المكان و دموعه تهطل للكون تشكي الفراق و لوعة الإشتياق ، يتحدث مع نفسه مخاطباً زهرتهُ التي إختفت من دنياهُ جسداً و روح ، يخاطبها و ما من مجيب ، فلا حياة لمن يناجي !


فــإذ بريحٍ عاتية تهب تكاد تقتلع القبور من جذورها تحمل معطفاً طار من على إحدى القبور ، و تلفحهُ كما تتلحف السماء الغيوم ، تقرفص و إقترب من قبرها أكثر و أكثر ، و صرخ صرخة غضبٍ إرتعدت لها غيمات السماء أكثر ، و صمت لبرهةٍ حزينة تنسكب من دموع ٍ ظمأى ، و بين السكون ، و بين الدموع ، و خلف العيون ، و داخل الفؤاد ستبقى زهرة حلمهُ الراقد تحت ركام القبر .
خرج من المقبرة عبر دروب الضياع و وحشة الليل المسكون باللوعة و الأسى يتبعثر في إحتراق ، ينعي مأساتهُ ، و الريح من خلفه يعزف كلمات الشوق على وتر المطر المنهمر ، و السنين تئن  جراح ٍ في الصمت تسيل ، و على حدود اللامكان خلع ذلك المعطف الملطخ بدماء الغائبين الحاضرين ، الشهداء العاشقين ، حيث ضاعت الأحلام و الإبتسامة في ضباب الموت ، و خلع إحساسهُ بالبرد و الدفء كما خلعهُ أول مرة حين خلع معطفهُ و وضعهُ على أكتاف زهرة .


و على دموع اليأس جفت الصرخة ، و استلهمت آذانهُ نشيد الرفاف :- 

’’ في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء

فليعد للدين مجده و لترق منا الدماء 

في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء ‘‘



- النهاية 


---------أهداء خاص----------



اليــوم 6/أكتوبر يعني مناسبتان جميلتان  

الأولى :- طبعا افتخار العبور و لا أنسا أن أقول كل عام و انتي بخير يا مصر ؛

الثانية :-  أشرق النور في مثل هذا اليوم .. بولادة شخص ( عزيز ) على قلبي أنا شخصيا
 صديقتي الغالية ريما  ؛


Free Smiley Courtesy of www.millan.net  


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites