بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
السلام على الحاضرين الغائبين على الصابرين المرابطين
السلام على الشهداء العاشقين على الدماء تخصب وجه فلسطين ؛
29 تشرين الأول 1956 م . . اليوم الأول للعدوان الثلاثي على مصر ؛ ذلك اليوم كان يوماً عادياً على قرية
كفر قاسم و أهلها حتى الساعة 4:30 مساءاً ، دون أن يكون لدى أحد من أهل القرية أدنى توقع لما سيحدث في نهاية يومهم الأسود !
في الساعة 4:30 استدعى رقيب من حرس الحدود مختار القرية " وديع أحمـد صرصور " و أبلغه بقرار منع التجول الذي فرضه الجيش الاسرائيلي على القرى العربية داخل اسرائيل المتاخمة للحدود الأردنية التي من ضمنها قرية كفر قاسم ، و طلب منه إبلاغ الأهالي ، و أبلغه المختار أن هناك حوالي 400 شخصاً يعملون خارج القرية و لم يعودوا بعد ، وعده الرقيب أن يدع العائدون يمرون على مسؤلية الحكومة !
دخل القرية مجموعة من وحدة حرس الحدود بقيادة الملازم " جبرائيل دهان " حيث وزع المجموعة إلى أربع زمر ، و في الساعة 5:00 مساءاً بدأت المذبحة في الطرف الغربي من القرية حيث رابطت زمرة العريف " شلوم عوفر " فسقط 43 شهيداً و في الطرف الشمالي سقط 3 شهداء و داخل القرية سقط شهيداً ، بعضهم وجد في ذلك المكان محض الصدفة ، و السواد الأعظم منهم كانوا عمال عائدون من عملهم في المحاجر و الحقول ، و لا يعلمون شيئاً عن منع التجول ، كان الجنود يوقفوهم في طوابير من ثمة ينهال عليهم الرصاص القادم من كل حدب و صوب من بنادق الجنود الذين أمرهم قائد زمرتهم قائلاً " تكسور أتام تعني بالعربية أحصدوهم ! " هذه هي لغتهم التي لا يعرفون غيرهم!
" الحكاية من أفواه من عاشوها . . "
قصيدة مغني الدم . .
محمود درويش ؛
محمود درويش ؛
مغنّيك، على الزيتون، خمسون وتر
و مغنيك أسير كان للريح، و عبدا للمطر
و مغنيك الذي تاب عن نوم تسلّى بالسهر
سيسمي طلعة الورد، كما شئت، شرر
سيسمّي غابة الزيتون في ، ميلاد سحر
و سيبكي، هكذا اعتاد
إذا مرّ نسيم فوق خمسين وتر
آه يا خمسين لحنا دمويا
كيف صارت لركة الدمّ نجوما و شجر؟
الذي مات هو القاتل يا قيثارتي
و مغنيك انتصر!
إفتحي الأبواب يا قريتنا
إفتحيها للرياح الأربع
ودعي خمسين جرحا يتوهّج
كفر قاسم
قرية تحلم بالقمح ،و أزهار البنفسج
و بأعراس الحمائم
أحصدوهم دفعة واحدة
أحصدوهم
............
.......حصدوهم ...
............
آه يا سنبلة القمح على صدر الحقول
و مغنيك يقول:
ليتني أعرف سر الشجره
ليتني أدفن كل الكلمات الميته
ليت لي قوة صمت المقبرة
يا يدا تعزف، يا للعار! خمسين وتر
ليتني أكتب بالمنجل تاريخي
و بالفأس حياتي،
وجناح القبره
............
كفر قاسم
إنني عدت من الموت لأحيا، لأغني
فدعيني أستعر صوتي من جرح توهّج
و أعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج
إنني مندوب جرح لا يساوم
علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي
و أمشي..
ثم أمشي ..
و أقاوم!
55 عام ولا زال الجرح نازف و لا زال الجرح فتي !
55 عام و ذاكرة فلسطين لم تخنها تذكر . . تستذكر . . تتذكر !