السبت، أكتوبر 29، 2011

✿ - 29 تشرين الأول 1956 / كفر قاسم الجرح الفتي ؛




بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
السلام على الحاضرين الغائبين على الصابرين المرابطين
السلام على الشهداء العاشقين على الدماء تخصب وجه فلسطين ؛


29 تشرين الأول 1956 م . . اليوم الأول للعدوان الثلاثي على مصر ؛ ذلك اليوم كان يوماً عادياً على قرية
   كفر قاسم   و أهلها حتى الساعة 4:30 مساءاً  ، دون أن يكون لدى أحد من أهل القرية أدنى توقع لما سيحدث في نهاية يومهم الأسود ! 

 في الساعة 4:30  استدعى رقيب من حرس الحدود مختار القرية " وديع أحمـد صرصور " و أبلغه بقرار منع التجول الذي فرضه الجيش الاسرائيلي على القرى العربية داخل اسرائيل المتاخمة للحدود الأردنية التي من ضمنها قرية كفر قاسم ، و طلب منه إبلاغ الأهالي ، و أبلغه المختار أن هناك حوالي 400 شخصاً يعملون خارج القرية و لم يعودوا بعد ، وعده الرقيب أن يدع العائدون يمرون على مسؤلية الحكومة !

دخل القرية مجموعة من وحدة حرس الحدود بقيادة الملازم " جبرائيل دهان " حيث وزع المجموعة إلى أربع زمر ، و  في  الساعة 5:00 مساءاً  بدأت المذبحة في الطرف الغربي من القرية حيث رابطت زمرة العريف " شلوم عوفر " فسقط 43 شهيداً و في الطرف الشمالي سقط 3 شهداء و داخل القرية سقط شهيداً ، بعضهم وجد في ذلك المكان محض الصدفة ، و السواد الأعظم منهم كانوا عمال عائدون من عملهم في المحاجر و الحقول ، و لا يعلمون شيئاً عن منع التجول ، كان الجنود يوقفوهم في طوابير من ثمة ينهال عليهم الرصاص القادم من كل حدب و صوب من بنادق الجنود الذين أمرهم قائد زمرتهم قائلاً " تكسور أتام تعني بالعربية أحصدوهم ! " هذه هي لغتهم التي لا يعرفون غيرهم!







 " الحكاية من أفواه من عاشوها . .  " 







 قصيدة مغني الدم . .
                                                     محمود درويش ؛

مغنّيك، على الزيتون، خمسون وتر

و مغنيك أسير كان للريح، و عبدا للمطر

و مغنيك الذي تاب عن نوم تسلّى بالسهر

سيسمي طلعة الورد، كما شئت، شرر

سيسمّي غابة الزيتون في ، ميلاد سحر

و سيبكي، هكذا اعتاد

إذا مرّ نسيم فوق خمسين وتر

آه يا خمسين لحنا دمويا

كيف صارت لركة الدمّ نجوما و شجر؟

الذي مات هو القاتل يا قيثارتي

و مغنيك انتصر!

إفتحي الأبواب يا قريتنا

إفتحيها للرياح الأربع

ودعي خمسين جرحا يتوهّج

كفر قاسم

قرية تحلم بالقمح ،و أزهار البنفسج

و بأعراس الحمائم


أحصدوهم دفعة واحدة

أحصدوهم

............

.......حصدوهم ...

............

آه يا سنبلة القمح على صدر الحقول

و مغنيك يقول:

ليتني أعرف سر الشجره

ليتني أدفن كل الكلمات الميته

ليت لي قوة صمت المقبرة

يا يدا تعزف، يا للعار! خمسين وتر

ليتني أكتب بالمنجل تاريخي

و بالفأس حياتي،

وجناح القبره

............

كفر قاسم

إنني عدت من الموت لأحيا، لأغني

فدعيني أستعر صوتي من جرح توهّج

و أعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج

إنني مندوب جرح لا يساوم

علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي

و أمشي..

ثم أمشي ..

و أقاوم!


55 عام ولا زال الجرح نازف و لا زال الجرح فتي !
55 عام و ذاكرة فلسطين لم تخنها تذكر . . تستذكر . . تتذكر ! 


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites