الجمعة، أغسطس 24، 2012

✿ - ارتحال | أرواح صعدت الى السماء ..





سأظل أتذكر تلك النظرة التي ما لبثت حتى تأخذ شكل الرضا ، هذا الرضا الذي الذي أفصحت عنه دون كلام .

قالت :- "ما نحن - البشر - إلا عابرو سبيل . يظل بقاءنا في هذه الحياة أصغر  الأماني فيها ، و فكرة بقاءنا ليوم زيادة معجزة نرتجيها ؛ لقلقٍ أن ابتعادنا سيؤذي من لا نحب إذاءهم " .

ثمّ ابسمت باحساس يتصاعد بالرجاء ، قائلة :- "جديرٌ ببعض الفرح .. على الأقل فرح وجودي معكَ الآن ، أليس كذلك ؟! "

سألتها بايماءة تعجب و استنكار : "هل أنتِ بخير ؟" 
ثم كررت سؤالي بصوتٍ مسموع ، و أنا أرفع وجهي ملسوعاً ، و عرفت أني لم أكن مصغياً لصوت الهمس الكسير الذي ظل يلح على سمعي :- "يوماً سأغادر طيفاً نورانياً محملاً على أجنحة الطيور المهاجرة إلى الأرض اليباب ، و سأبقى إذ ما غادرتُ سطراً في كتاب يقرئك التعويذات كل ليلة لتسمر الحياة من بعدي دون ارتياب !" .

ثم تلاشى صوتها ، و بدا لي و كأنه تبخر مع سريان الهواء الصباحي الذي غزى كتمة الغرفة في لحظات آتياً من الشباك مرتحلاً من الباب ، و اختفت من عالمي كأنها لم تكن في صباحٍ خريفي هادئ ، كعادة الأشياء و اللحظات الجميلة في حياتنا ترحل منسلة بلا عودة لتبقى محظ ذكريات تبث فينا الوجع بذات القدار من الفرح الذي منحتنا إياه حينها !

أخيراً قد تكون ميتتها الصامتة المنكسرة حلماً فظيعاً له قوة حضور الواقع ، أو واقعاً فظيعاً كحلمٍ استحال إلى كابوس ، لكنها ماتت ، و كلنا لها " كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام " ؛ اليوم هي و غداً أحدنا ، فَ قطار الرحلة يلفظ بعضنا سارقاً منا بعضنا في رحلة مجهولة البداية و النهاية !


- النهاية

السبت، أغسطس 18، 2012

✿ - من العايدين يارب ؛


بسم الله الرحمن الرحيم 
  السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته . .  


أنتهز مناسبة حلول عيد الفطر المبارك لــ أتمنى لكل قراء مدونتي أحرف الحنين 
الخير العميم و الصحة العارمة . . 


 و أسأل الله العلي العظيم    . . " أن يعيده عليكم و على الامة الاسلامية بخير "
و تقبل الله منا و منكم صيامنا و قيامنا و صالح أعمالنا و غفر الله لنا و لكم بها ذنوبنا . .



حنين نضال

الثلاثاء، أغسطس 14، 2012

إلى حبيبي الغائب ..





أكتب لك الأن : هـلّا اختصرت الغياب و عدت ؟! 

غيابكَ مريب !
و أنا أعيش برعبٍ بدونكَ  هذه الأيـام ..


أصحو باكراً أفتح الستائر، يتسلل الشعور بالفقد بخفة ، تسّرب موجع ، قاتل في زوايا الغرفة الباردة ، يأتيني غيابك بفطوري على طبق من أشواقي ، يطعمني بيديه ، 
يسألني :"كيف أنتيِ ؟ "
أهرب من السؤال راكضة مع الخيوط المنبعثة من رائحة احتراقي ، وهي تراقص ولادة دمعة متعسرة في الشرفات المطلة على سَهوك .

- ألا يشعرك بالغيرة غيابك و هو يندس بوداعة في فراشي ليباشر خيانتك معي ؟!

يضاجعني كل ليلة ، و أنـام في حضنه بدثيرة التمني كالذبيحة تاركةً له العنان ليمر على كل تفاصيلي ، فيدس يده في صدري يتحسس مفاتن الاشتياق على جسدي ، هو غرامه الذي استلبس بعدكَ عالمي و أشيائي ، مذاقهُ الحلو في أكواب قهوتي السادة ، شتاء الوسادة بالأحلام ، و الوسواس الشيطاني الذي يشاطرني أرقي " لم يعد يحبكِ ! "


- أوّاهـ ليتك هُنا ذاب الجوى و بعد أنعدم الهوى !

 باستطاعتي التظاهر أن لا شئ يحدث حقاً ، و الضحك طويلاً على نفسي ، لكن الحقيقة أن غيابكَ من فرط ما غبت  صار حبيبي و رفيقي و ونيسي ، يخطفني منكَ كلما ابتعدت ، أمنحهُ يدي ليراقصني على وقع الحنين ، و يغنيلي " أنا في انتظارك " 


- لأن غيابكَ يقتلني أكتب لكَ الأن :" اخشى عليّ من غيابك ! "

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites