أكتب لك الأن : هـلّا اختصرت الغياب و عدت ؟!
غيابكَ مريب !
و أنا أعيش برعبٍ بدونكَ هذه الأيـام ..
أصحو باكراً أفتح الستائر، يتسلل الشعور بالفقد بخفة ، تسّرب موجع ، قاتل في زوايا الغرفة الباردة ، يأتيني غيابك بفطوري على طبق من أشواقي ، يطعمني بيديه ،
يسألني :"كيف أنتيِ ؟ "
أهرب من السؤال راكضة مع الخيوط المنبعثة من رائحة احتراقي ، وهي تراقص ولادة دمعة متعسرة في الشرفات المطلة على سَهوك .
- ألا يشعرك بالغيرة غيابك و هو يندس بوداعة في فراشي ليباشر خيانتك معي ؟!
يضاجعني كل ليلة ، و أنـام في حضنه بدثيرة التمني كالذبيحة تاركةً له العنان ليمر على كل تفاصيلي ، فيدس يده في صدري يتحسس مفاتن الاشتياق على جسدي ، هو غرامه الذي استلبس بعدكَ عالمي و أشيائي ، مذاقهُ الحلو في أكواب قهوتي السادة ، شتاء الوسادة بالأحلام ، و الوسواس الشيطاني الذي يشاطرني أرقي " لم يعد يحبكِ ! "
- أوّاهـ ليتك هُنا ذاب الجوى و بعد أنعدم الهوى !
باستطاعتي التظاهر أن لا شئ يحدث حقاً ، و الضحك طويلاً على نفسي ، لكن الحقيقة أن غيابكَ من فرط ما غبت صار حبيبي و رفيقي و ونيسي ، يخطفني منكَ كلما ابتعدت ، أمنحهُ يدي ليراقصني على وقع الحنين ، و يغنيلي " أنا في انتظارك "
- لأن غيابكَ يقتلني أكتب لكَ الأن :" اخشى عليّ من غيابك ! "