الأربعاء، فبراير 20، 2013

✿ - هداية | قصة قصيرة .




مدخل
إنَّ القلوب و إن كانت من صفا جلمودٍ برحمة الله تلين ..


\


كان أخر عهدي بالحيّ الذي قضيت فيه صبايَّ و شيئاً من شبابي فجراً لا أنساه ..

كنَّا في أواخر آذار .. في وقتٍ يتوازى فيه الشتاء مع الصيف ، و تتلفع فيه طبيعة المكان الجبلية الربيع ،فيشب جمال الطبيعة و سحرها . حقيقةً لم يكن ذلك الجمال يغريني حينها أو ينفذ إلى قلبي ، رغم فرط حبي له . فقد كُنْتُ ذاهلاً عن كلِّ شيء ، و ما كان شيء يغويني ؛ و كأنني نصف مغيب أو نصف سكران . حرقة فراق والديّ لا تزال آخذةً بعقلي ، و نارها تَشبُّ في فؤادي ، و لم يكفى ذهني مذ أوّوا تحت التراب عن استحضار صورتهما في اللحد .

بعد وافتهما – رحمهما الله – ورثتُ عنهما ديون علاجهما ، و بيت هزيل أنفَ الزمان من منظره فلم يكتسحه مع ما اكتسحه من ثروة أبي ، فما كان مني إلا أنّ بعته لأسدد تلك الديون العظيمة – و إلا من أين لي بالمال ؟! – ، و غدوتُ في دنيايّ شريداً و وحيد كل شيء من حولي كاسف متخاذل ، و الخواطر في رأسي تدور و كأنها تجري في ساقية لا نهاية لها ، فتنتهي من حيث بدأت شوقاً لمن رقد تحت التراب من الأحبابْ ، و في الفؤاد يصدح صدى انتحابْ !

بقيّ معي مبلغاً زهيد من ثمن ذلك البيت استأجرت به غرفة تؤويني ، و لبثت أتنقل في بيوت أقربائي و أصدقاء والدي أعطي لأبنائهم دروس خصوصية في كل شيء حتى الموسيقى و تلاوة القرآن و تجويده ، و احترفت التعليم ، و لما استأنفت دراستي و حصلت على شهادة جامعية رحت أبحث عن وظيفة لعل الحياة تكشف لي عن نابها مبتسمة أخيراً ، فكانت كل وظيفة أقرع بابها لا تقبل بواسطة أقل من وزير ، حتى كأنما زر كهرباء عظيم يديره القدر فيملأ الكون من حولي سكوناً و ظلام .

يحدث أحياناً مرة في العمر أن تجد من يحبك و يحنوا عليك كأخ أصغر ، و تحبه و تُجله كوالد ، يهتم لشؤونك ، يسأل عنك و يفتقدك إن غبت . مثل العم إبراهيم (أحد أصدقاء والدي) . وفي مرة ذهبت لزيارته و إذ بزيارته أحد معارفه ، وكنت أنفض إليه دخيلتي ، و أكشف له سريرتي فتوسط لي عند ضيفه أن يقدم لي وظيفة في إحدى شريكاته ، فوافق و طلب مني أن أعلم ابنته اللغة العربية فهي لأم أمريكية و لم تتعلم لغتنا ، وافقت من دون تردد فهو صاحب فضل عليا الآن ، و من هنا بدأت حكايتي ..
قابلته في اليوم التالي في ساعة غروب ، فأدخلني على ابنته ، و إذا هي أمامي فتاة ناهد في نحو الثامنة عشر  ، قصيرة الثوب ، عارية الساق ، قد رفعت رجلاً على رجل راعني منظرها ، فلم أستطع إلا الإبانة عما في نفسي ، أخبرته أني كنت أحسبها طفلة صغير و أني لا أعطي الدروس إلا لصغار السن ، و عليه أن يبحث لابنته عن شخص متخصص ، أو يسجلها في أحد المعاهد التي تعلم اللغة العربية للأجانب ، و هو  أفضل لها ، فما زال بي يداورني و يقنعني لما أخبره به العم إبراهيم عني من عظم أخلاق ، و أنه إن كان لابنته معلم مثلي فذلك أسلم لها من أنّ يدخل عليها فاسق خبيث ، و إن قبولي تعليم ابنته لغة القرآن الكريم قربة إلى الله .. فقبلت !

عرفني بها و عرفها بي و انصرف ، و بدأ الدرس على استحياء مني ، إذ أني لم أجالس في حياتي امرأة غير أمي ، و لم أكلمها ، و ثبت على ذلك حتى أصبحت شاباً و أكملت الدراسة ، و فارقت الجامعة ..

مضى الدرس في سلام  ، فلم أتجاوزه و لم أقل فوقه كلمة زيادة ؛ إذ أني – ولست أكذبكم القول – ما عرفت للحرام درباً و الحلال سلوك دربه ، و لا أنا ذو وقاحة و جرأة كهذه الجرأة التي نراها اليوم ، فأنا و معاذ الله من كلمة " أنـا " من أمتن الناس خلقاً ، و أقومهم سيرة ، و أتقاهم لله في سر و في علن ، و أحسب أني كذلك  فما شوهدّت يوماً قد واقفا في طريق ، أو ماشياً إلى لهو ، فقد نشأت في الحلقة و قلبي معلقاً بالمساجد ..

تتابعت الدروس .. و كنت غاضاً لبصري ما استطعت ، محافظاً على وقاري و اتزاني ، فما كنت أنظر إليها إلا عابساً ، لعلي أداري ما يثيره سفورها في نفسي ، و هي على أعصابي كشفرة السيف الحاد .

 كانت إذ ما نظرت إليها – و قليلاً ما كنت أنظر – قرأت في عينيها رسالة لي متنها حديث ولادة و ابن زيدون :

أمكن عاشقي من صحن خدي * * * و أمنح قبلتي من يشتهيها

صريحة تستخرج الصبوة من قرار النفس المكين فتظهر جلية بعد أن قيدتها قيود الخلق المتين ، و غطاها الهمّ الدفين ، فما أحببت أن أوغل معها و كنت أزداد عبوساً و إعراضاً ، فلا يردها عبوسي و لا يثنيها إعراضي . أسرعت ورائي مرة وهي تنادي : " one moment sir " ، ولها في صوتها رنّة كأنها أجراس الفضة في مواكب الحلم ، فإذا حاولت أن تضغط على نفسك و لا تعطي لها اهتماماً لم تشعر إلا و أنت قد عدت إليها ..

وقفت لها و أقبلت تحف بها الشياطين ، فجعلت تدنو مني حتى أصبح وجهي يحس بلسع أنفاسها ، و العيون تغزل كلاماً يفيض بالعاطفة التي تلين أمتن الرجال دون أنّ تتحرك الشفاه ، وكنت بشراً اجتمعت في نفسه صبوة العشق ، و الجمال الفاتن .. وحماقة والد جاء بي إليها ، و غفل عني و عنها .

 ألقت في محيايّ غمزة من مقلتيها و شفعتها بابتسامة من فيها ، شعرت حين إذ بسمها يسري في بدني ، فكبر رأسي ، و استنفرت آخر قوى الفضيلة في نفسي ، و هربت منها مسرعاً إلى الشارع ، و صدري يطوي على مثل البارود المحبوس في قنبلة ، و أنا ألعن كل أب قرْن فرط في صون ابنته حتى صارت كالغصن الذاوي أو الثوب المخرق في زمن مثّكل في مكارم الأخلاق ، و كيف يغار على عرضه من أعمى بصره بريق الحضارة الأمريكية فصاهرها ظناً منه أنّ كل ما يأتي إلينا من رجس تلك الحضارة خير و أعظم أجر ، فذهبت بالأعراض و الأديان و الأبدان ، و أمسى حالنا كمثل النعامة يلحقها الصياد فتفر منه حتى إن عجزت عن الفرار دفنت رأسها في الرمال لظنها أنها إن لم ترى الصياد لا يراها !

حرصت على ألا أكمل معها الدروس ، و إن كان في ذلك خسارتي للوظيفة التي منحني إياها والدها بعد طول بحث ، و كبر عناء – و الرزق على الله – و عقدت العزم عقداً مبرماً حتى ولو مت جوعاً ، فالحقيقة لا تخفى على أحد ، الرجل و المرأة حيثما التقيا و أينما اجتمعا يبقيان رجل و امرأة ، و لذلك قال الرسول – عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم - : " ما خلا رجل بامرأة (هكذا ، على الإطلاق ) إلا كان الشيطان ثالثهما " ..

و طلبت من العَمّ إبراهيم أن يخبره بقراري بحجة عمل إضافي باشرت العمل فيه ، فأنا مقبل على حلال يكاد لا يتم ديني إلا بمهر و تكاليف يستحيل دفعهما على مثلي ، فلم يعارض ..

مرت الأيام .. و ذات ليلة من ليالي الشتاء الصعبة ، كنت أجلس في الدار وحيداً ، فإذ بالباب يقرع ، بداية ظننت الصوت بفعل ظروف الطقس ، لكن القرع أخذ يتكرر مراراً و تكراراً ، و لما فتحت و إذا بها تدخل عليّ ، و تغلق الباب من ورائها وهي تنزع معطفها عن منكبيها ، تحدثني تطلب أن أعود عن قراري فأكمل معها الدروس ، و عيناها يطلبان مراد زليخة من يوسف – عليه السلام – ، ولم يكن والدي ( امْرَأ سَوْءٍ ) ، ولم تكن أمي ( بَغيّا ) ، لكني لستُ بطهر مريم البتول ، و لا بورع يوسف الصديق كي لا أهُمّ بها وهي في عقر داري ، و تحت إمرتي ، و الباب مغلق ، و هي تريد ، أحاطني إبليس الهوى ، و دفعتني  موجة الشهوة التي ماجت في نفسي ، و هَمَمْت ..

فإذ بصوت شيخي في الحلقة يرنَّ في أذني كأنه غريق يصرف آخر صرخاته ، يتلو  الآية 32 من سورة يوسف : "قَالَتْ فَذَالِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْته عَنْ نَفْسه فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ"

فأقدمت و ليساني يهذي بـ " إني أخاف الله .. " حتى إذا ضعفت الموجة ، و ماتت كما تموت أمواج البحر وسط اللجّة ، ولم أتردد بل قلت لها بصوتٍ قاطع كالسيف ، خشن كالمبرد : " أخرجي حالاً ، ولا تعودي .. " و فتحت لها الباب و أغلقته وراءها ، ولما خرجت عادت شياطين شهوتي تعبث في نفسي ، فندمت ندماً عظيماً ،و شعرت بإحساس من أضاع كنزاً ، و رحت أعضّ يديّ بأسناني ، و أضرب رأسي بعرض الحائط .. صرت كالمجنون حقاً ، أو كمن ألقي في ماء قبل أنّ يتعلم السباحة فلم أدري كيف السبيل إلى الخلاص من لعنة تلك الفاتنة التي التصقت في بدني و روحي ، فغدوت بدناً من دون روح ، و روح من دون بدن !

عشق العاشق عشقا فانتهى إلى السفل
نزل العشق بقل خلا من الوجل
كان قبل العشق روحا ساميا لما يزيل
سابقا في كل خير أي باب قد دخل
كان قبل العشق بدرا مستنيرا اكتمل
شع في الظلام نورا فاستنار من نزل
* الشيخ د.محمد العريفي

روحت أواسي نفسي بقوله تعالى : ( و السابقون السابقون أولئك المقربون ) ، و أسهر عيون النشوة كي لا تجمعني بها على أرض محرمة ، و أغمض عيوني على تقوى فأتخيل نفسي على الأرائك في جنة الخلد كأخر أطواق النجاة لي من هذه الفتنة ..

أيها العاشق مهلاً إنّ خيراً في المهل
ليس بعد العشق يأس إن العشق فأل
أن بعد العشق طب سر نحوه في عجل
نحو دين و كتاب كل خير قد شمل
* الشيخ د.محمد العريفي


لكنها جعلت تركض خلفي بقلبٍ لاهث ، و كأني سفينة نوح التي خلفتها ، و كنت أتعنت لعلها تتعب من برودة التمثال بي أو تمل ، و لا حياة لمن تنادي ..
فسلكت معها نهجاً جديد ، و اتخذت منها سبيلاً للقرب أكثر من الله عز وجل ، و من أجل إثبات طاعتي لله اتخذت منها امرأة أضاعت بوصلة الكرامة ، فأحببت لها الخير في الدنيا و الفوز بالآخرة ، و كانت رسالة الـ sms الأولى لها مني " في الله " حباً فيه ، و محاولة لإصلاح ما أبلى الدهر .. رحت أنبهها بطريقة أو بأخرى أنّ الحياة أقصر من أنّ تعاش ، و أن الآخرة طوييييييييييلة ، و أرسل الرسالة تلوى الرسالة من أجل إعادتها  إلى رشدها ، و الحفاظ على عفتها و طهارتها ..

و الله يعلم كم كنت أحبها و أشتاق إليها و أحتاجها ، و أني في ليالي فراقها كنت أرى ملك الموت يحوم حولي ، لكني وضعت مخافة الله نصب عينيّ ، فهل من سبيل إليها و الله يحاصرن من كل الجهات ؟!
ولو استطعت أن أختلي بها في أرض لا تدخل في ملك الله للبيت نداءات عينيها و غدوت إلى المضجع الآثم بفرح لا يعكر صفوه انشغالي بالكبيرة التي ساءت سبيلا ، و لن يعرق مسيري إليها مشهد سيري على الصراط المستقيم ومن تحتي ألسنة النار تتلقفني من كل حدب و صوب ، وعلى الدوم كنت أذكر نفسي : " أنا اليوم في بلاء و ابتلاء و إني أخاف الله ، و إني لأرى في وجهها نور الهداية و أن فرطت في صون نفسها من بعد والديها ، و إنها لأمانة قدمها الله لي سأحافظ عليها ما استطعت .. "

ردت أخيراً على إحدى رسائلي التي كنت أقنعها فيها بالحجاب ، و أيقنت حينها أن رسائلي تصلها ، و تقرأها .. قالت :" هل سبق لكَ أنّ أحببت ؟! "

أجبتها بعد برهة : " نعم أحببت و حبيباتي كُثر فمنهم الفلسطينية و الجزائرية و المصرية و غيرهم كثير .. أما الفلسطينية يداعبني على الدوام وجهها الصبوح ، و تملأ مخيلتي عن أخرها جرأتها اللا مسبوقة .. و يا سلام ما أجمل لكنتها يرن صداها في مسمعي تناجي أرضها السليبة ( حبيبة عمري فداكِ روحي ) أنها دلال المغربي ذات العشرين ربيعاً ، بطلة لفلم أكشن حقيقي يفوق الأفلام الامريكية تكتيكاً و قوة ، فهل لكِِ أن تتخيلها فلة أرجة إبان تفتحها تمسك بزمام الكلاشينكوف  بكل ما أوتِيّ الرجال من قوة ؟

و الثانية أجمل من كل أميرات نزار قباني ..
عينان كقنديل و معبد
و الشعر العربي الأسود
كالصيف كشلال الأحزان

إبريق من الماء .. و سجان
و يد تنظم على القرآن
و امرأة في ضوء الصبح
تسترجع في مثل البوح
آيات محزنة الأرنان
من سورة مريم و الفتح

الاسم جميلة بوحيرد
اسم مكتوب بالهب
في أدب بلادي في أدبي ..

و الأخيرة أكبر من أن ينتظم في وصفها البيان يكفيكِ عنها قول المصطفى – عليه السلام –  : " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، و فاطمة بنت محمد ، و مريم بنت عمران ، و آسية "

أردفت في رسالة جديدة : " أهنّ من تحب ؟ "
أجبتها : " نعم هنّ من أحب ! "

فردت على التو بلكنة قطعت مني مضغتي إجلالاً للهادي جل جلاله ، و فرحاً ببشرى الهداية : " اسأل لي الله أن يتوب عني و يغفر لي غفلتي ، و أني الآن أتمناكَ زوجاً صالحاً ، و أعدك أمام الله لن أتزين بعد اليوم لغير الله ( اللهم زينا بزينة الإيمان و التقوى ) و بشراكَ بالحجاب .. "

سبحانكَ ربي ما أكرمك .. هانت برؤيتي إياها مقبلة على العبادة ، تصلي ، و تصوم ، وتعبّ القرآن الكريم كما يعبّ من النبع الصادي الظمآن ، و تحفظه كما يحفظ الشحيح ماله في صندوقه .. كل مصاعبي !

و إذ بوالدها الآخذ بأسباب الحياة الغربية يقدمها لي عروساً مهرها سبيل الهداية ، وكان العقد ، و صارت زوجتي ، لكن الله لم يشئ أن تتم نعمته علي ،فإذ بالموت يعود ليفرد شراعه ، و كم تمنيت و أنا أودعها لو كنت واحداً من أولئك الذين يثبتون على الصهر و تصلبت أعوادهم أمام المصائب ، فأنا لا أجزع من البلايا فحسب و لكن توقعها كفيل بأن يميتني فلا يحييني من بعد موتي ..

أخذت يدها و رحت أنازع الموت عليها ، كأني أريد سحبها من شخص أخر يمسكها من يدها الأخرى و يشدها بقوة ، و إذ بي أزداد جموداً و كأني صببت صباً ، قالت : " عدني أن يكون لك بعدي ألف حبيب و حبيبة في الله ، لم يعرفوا لله درباً تكون أنت لهم بوصلة النجاة .. "

قلت : " لك علي عهد ما حييت يا حبيبة العمر ، أن أطوّف جهات الدنيا الأربع أدعو إلى سبيل ربي بالحكمة و الموعظة الحسنة .. "

فكانت حكايتي مع الدعوة ، و من منا لا يحمل أمانة الدعوى إلى سبيل الله ..

" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " [النحل :125]

- تمت ..
* القصة من نسج خيالي  .

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites