منذ نعومة أظافرنا ، و نحن نتابع القضية الفلسطينية ، فهي همنا و شاغلنا الأول ؛ شربنا لبن الثورة ، و تكونت لدينا القناعة بأن فلسطين هي الأرض التي نحيا و نموت في سبيلها ، و لأجلها نذرنا أروحنا و أبناءنا لتبقى خالدة في الوجدان ؛ جيلاً بعد جيل حملنا الراية و البندقية ، و سرنا على درب من سبقونا في حلم تحريريها، و رفع الراية الفلسطينة فوق القدس ، و إعلان الدولة من النهر إلى النهر بمبدء الثورة و النضال هكذا هتفنا يوما ً لمنظمة التحرير الفلسطينية و حركة فتح التي كانت و لا تزال تهيمن على قضينا .
و سرعانما إختلفت القضية ، و تغيرت أهدافها بعد عمليات الإغتيالات الصهيونية لأبرز أسود القضية التي يستحيل ترويضها و مفاوضتها على ثوابتها و حقها و قضيتها ؛ أمثال ( أبو جهاد الوزير و أبو إياد و أبو علي إياد و محمد يوسف النجار و سعد صايل و كمال عدوان و ماجد أبو شرخ و هايل عبد الحميد ( أبو الهول ) و غيرهم الكثير ) و أصبح كل الماضي من أمجاد و مواثيق و عهود و وعود ماضي و للماضي ؛ أما سجلات الحاضر فلها العابثون باسم السلام ، ممن يمتهنون حروبنا و ويلاتنا من أجل دخول معترك الخلود على حساب قضيتنا و تاريخنا و ثورتنا ؛
فأي دولة يستجدي نجم أسلو الأول محمود عباس و أي مقعد في الأمم المتحدة ؛ يجعلنا نترك أرضنا ، و نعترف بالأحتلال و بحقه في الوجود على ترابنا ، و نلغي حق الملايين في حلم العودة الذين لا زالوا يحتفضون بمفاتيح بيوتهم ، و نصبح حراس أمن لحماية مستعمرات جاثمة على صدورنا ، و نحارب من يحارب عدونا ، و نسمح بتهويد قدسنا أمام أعيوننا ، و نتناسى أسرى تعج بهم سجون و زنازين الاحتلال قضوا فيها زهرات أعمارهم لأجلنا ؟
لا و الله يا نجم أيلول و كل أيلول ما هذا بسلام بل إستسلام و خنوع و خيانة لقضيتنا و ثورتنا ، و قد قالها أبو إياد يوما ً :- " أخشى ما أخشى أن تصبح الخيانة وجة نظر ّ " و هذا ما نرى منك اليوم !
فيا حضرت العباس السراب الذي تلهث ورائه تحت مسمى الدولة محظ أوهام لن يقدم قيد أنملة ، ولن تعيد فلسطين الى أصحابها الذين يحلمون بالعودة ؛ و محاولاتك تعيدنا الى نقطة الصفر ، بينما الأرض تضيع و تسحب من تحد أقدامنا .
فلا بقية القدس ، و لا عاد الأسرى لعائلاتهم ، و ما زالت الحواجز و الحصار و الجدار فماذا قدمت ؟
ما أخذ بالقوة لا يسترد بالقانون إنما بالقوة ، فعود انت و منظمة التحرير إلى صوابكم و ميثاقكم الذي به اشتعلت شرارتكم الاولى حيث المقاومة و التحرير لا المفاوضات و الاستسلاام و الخنوع ؛ لعلكم تصلحون ما أفسدته سياساتكم ، و عبثية مفاوضاتكم ، فما زال هناك أبواب نمتلك مفاتيح عودتها حتى و إن غيروا أقفالها ، و إلا الأرض التي لا يدوم عليها ظالم لا مكان فيها لمن تخاذل عن تلبية واجب الدفاع عن الوطن و مقاومة المحتل ، أو من خان و باع .
أقول قولي هذا و أنا أعلم و على يقين أنك لو طلبت دولة على المرخ أو القمر لن يعطوك إياها ؛ فلسطين لهم أرض بلا شعب ، و أمثالك غير موجودين أو أصغر من أن يروهم ، لعل البندقية تسمعهم صوتك جرب و لن تخسر !
- النهاية
حنين نضال [ حنين أدم ]
Posted in: أيلول2011 2011,فضفضة,كلام في السياسة,همسة عابرة