السبت، أغسطس 13، 2011

✿ - 2- ،، أميرة في الحب و الحرب . . !






  إقرء الجزء  الأول هنا


ظللت أرمقهُ بصمت ٍ و برود ٍ ظاهري ، فيما أشعر بشئ يتحرك في صدري مثل الجمر ، و أنا قابعة ً في ركني من الغرفة انتظرهُ حتى ينطق ، و لا حياة فيه و كأنه أبو الهول يالا الهول . . !!

حدقتُ بعينيه و كأنني أريد اختراقهما وصولا ً إلى دماغه ، لأعرف ما يدور بداخله قبل أن يتفوه بأيّ كلمة . . !!

و على غير عادتي بادرتُ بالحديث مقاطعة ً صمتهُ الرهيب . . " ما هو الموضوع الضروري الذي تحدثت عنه ؟ "

صمٌ . . بكمٌ . . عميان . . لو نطق أبو الهول نطق هو !!

" أرجوك تحدث قل أي شئ ما عدت أحتمل صمتك أكثر "

ولم أره إلا و قد لاج في ضحكةٍ صاخبة لم أفه ما مغزاها . . !!

و بقيت أنظر إليه محاولة ً قرأة كلمات شفاهه و أخيرا ً ، هاهو أبو الهول يحرك شفاههُ ، يتمتم ، ينطق ، يقول :- " هلا أحضرتي لي كوب ماء . . ؟ "

" ماذا كوب ماء . . ؟ "

ظللتُ جاثمة ً في مكاني ، أنظر إليه أتأملُ ملامح وجهه ، اسمع نبرات صوته ، أقرأ كلمات شفاهه . . " يالا سخافة هذا الكائن .. "

" و ماذا عن الموضوع المهم ..؟ هل أفهم أن الموضوع المهم كوب الماء ..؟ "

خرجت من الغرفة لأحضر له كوب الماء ببطئ شديد ، أتعكز الصبر خشية قتل ذلك الكائن السخيف . . !

كشاه ٍ تقاد إلى الذبح عدتُ أحمل كوب الماء ، إختبأت خلف وشاحي الصوفي ، لملمت شتات روحي ، قرعت الباب بهدوء و دخلت ، منحتهُ كوب الماء ، و إستأذنتُ الخروج ، كنت أعاني من إضطراب معوي شديد ، آثرتُ الإعتكاف في دورة المياه أجلكم الله . . !

" أعتقد أن الإضطراب المعوي هو أقل شعور متوقع في مثل هذا الظرف ..! "

و بعد مدة زمنية لا أعلمها ، ناضلتُ فيها لبقاء دمعتي في محجر عيني لملمت شتاتي ، و أخذتُ قراري أن أعود إليه بعدما إستقرت أمعائي من اضطرابها !


حين رأني من شق الباب قام من مكانه ، فتح الباب لي كالأميرات ، ثم أخذ بيدي و جلس على مقعد لا يتسع سوى لشخصين في مكان هو الأبعد عن أي مقعد أخر ، و أشار لي بالجلوس إلى جانبه مباشرة ، كدت أنصهر من خجلي !

استطرد حديثا ً ، بدء يصف لي فتات أحلامه ، بقيتُ على تلك الأريكة أسمعهُ و أدعي الإهتمام ، ظللتُ أنا و ظل هو يداعبُ أطراف أصابعي ، رويدا ً رويدا ً أصبح يتحدث بصوت رجل ٍ عاشق ، نظر إليّ بنظرة طفل خجول و قال :- " أنتي ما تمنيتُ بالأمس " 

ساد الصمت لفترة ، نهضتُ لأحضر له كوب قهوة ( وجوب الضيافة ) 

كان الجو باردا ً كما هو حال جسدي ، و كم كنتُ أحتاجُ لشئ دافئ يتغلغلُ روحي المتجمدة ، أمسكتُ كوب القهوة و أخذتُ أرتشف منهُ ، و استمع إليه و هو يتحدث ُ عن حسناوات حكايات جدته ، و علاقتهن بأميرة أحلامه ، كانت يداي ترتجف ، ظن أنها ترتجف بردا ً ، أخذ كوب القهوة و أبعدهُ عني قليلا ً ، و أمسك بيديّ و ظل يفركهما و هو ينظر بعيني ، متسائلا ً عن سبب الدموع التي تتلألأ بمقلتي ، أشحتُ بنظري إلى الأرض ، و تحججتُ بالإرهاق و قلة النوم . . !!

قررتُ المضي قدما ً في مسرحية الإرهاق و قلة النوم ، أخذت ُ نفسا ً عميقا ً ، ابتسمت ابتسامة بلا لون ، و إستطردتُ حديثا ً :- " كثرت الدراسة تأمرت علية مسببة لي أرقا ً"

 سأل عن أحوال دراستي ، من ثمة أردف سائلا ً :- " ما هي مواصفات الرجل الذي كنتي تتمنين الإرتباط به ؟ " 

أجبته ُ :- " فارسا ً مغوارا ً ،  ناعم الشعر ، حنطي البشرة "

عقب على جوابي قائلا ً :- " ليس المرء بلون بشرته ، أو جمال شعره ، لكن برجولته ، بقدرته على إحتواء الطرف الأخر ، و قلبهُ الكبير الذي يسعها و يطيفُ عليها حبا ً "

نظرتُ إليه و قلت في نفسي :- " سأحرمك من متعة الإنتصار ، و أفاجئك بتجلد مشاعري " ظلت هذه الجملة تترددُ في رأسي ، و كم ودتُ أن أقولها في وجهه !

داهم شرودي قائلا ً :- " لم أعد أرى جمالا ً غير جمالك ، تعلق بكي قلبي ، و فاض بكي حلمي ، و لم يفرط فيكي لساني ، أحاول يوميا ً الإتصال بكي ـ و الكلام معكي ، تعرفيني صوتي و لا تدعيني إلا أن أقول ( آلـــــو ) . . . "

خرجت عن صمتي و تجرأت لأول مرة في حياتي ، قاطعته ُ بصوت ٍ عال ٍ " لم أعد أطيق إحتمالك أكثر إسمع يا هذا أنا لا أحبك ، نعم لا أحبك . . فلا تشغل بالك بحكاية حبي  ، ببساطة طلقني ! "




لا زال للحديث بقية . . . انتظروا الجزء الثالث 

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع !

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites