الاثنين، يونيو 25، 2012

✿ - ليلى و الذئب ..


كانت هناك فتاة صغيرة اسمها ليلى أكبر أحلامها أن تصبح في المستقبل مربية أجيال إقتداءاً بجدتها لأمها . دارت عليها عجلة الزمان دورتها تلك التي لا حيلة لنا في إيقافه ولا قوة ، و تخرجت من الثانوية العامة بتفوق و إقترب الحلم .

 بينها الأن و بينه ثلاث شهورٍ لا غير ، تستعجل الأيام و تطيعها فتقفز فوق أب و تموز و يصل أيلول ، فَأول يوم لها في الجامعة .

و في الجامعة كان هناك ذئباً من بني البشر - شاب من شباب الخلاعة و اللهو - أعجبتهُ فَضمر أكلها ، رما إليها النظرة الأولى فَعلقتها ، و لما كررها بأخرى بلغت منهُ ، طنت به خيراً حتى بدأت أحلام اليقظة تغازل واقعها المرير ، و لم يمر من الوقت الكثير حتى انقلبت الأحلام الى كابوس تعيشه بعينين مفتوحتين .

جردها من ضياءها .. داس على زهورها و غير عبيرها برائحة الإحتراق ، و ختمت حكايتها معهُ كما تختم رواية غرامية تمثلها ليلى و الذئب على مسرح الوجود لتصبح حكاية تربى عليها الأجيال .

أخذ ما يريد و أدار بظهره تاركاً لفريسته ما يضطرم في الفؤاد و يضطرب في الأحشاء ، سراً مذاع تتسع لهُ الصدور و تضيق عليه البطون ، أسهر ليلها و أقض مضجعها ، سالت من عيونها الدموع بحوراً سوداء تتلقفها أمواجها و تترامى بها حتى غشت على بصرها فلم ترى سبيلاً للفرار بنفسها و النجاة بحياتها ، فعمدت إلى الليالي الداجية فلبستها و تلفحت بردائها تقومها و تدعو الله وحده منقذها و مخرجها من مصابها ، باعت جميع ما تملك يدها و ما تشتمل عليها خزانتها من حلي ، و راحت تطوف شوارع المدينة و تقطع طريقها تبحث عن من يخلصها من همها حتى سيق إليها بطبيبٍ طيب ترثى لشقائها و بلائها و ستر عرضها و تبنى جنينها .


- ليلى لا يأكلها الذئب .. ليلى يأكلها صاحب خبرة عظيمة بشعاب القلوب .



النهاية .

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites