بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمتهُ تعالى و بركاته ..
مساء مالح مشبع بذكرى هزيمة مدوية في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي
5 حزيران ضوء أحمر يشتعل كل عام في ذاكرة حُبلى بالهزائم لا تَضَع إلا طرقات وجعٍ مهيب
:
حرب حزيران .. حرب كنا نأمل فيها نحن اللاجئين الفلسطينيين الرجوع لأراضينا التي سحبت من تحت أقدامنا في حرب 48 فحولتنا بدورها من لاجئين إلى نازحين و عَللّه نعود
:
مع هذا لكم في جعبتي لهذا اليوم حكاية قد يحتج بعضكم قائلاً :- " ما لنا و مالك لتقضي مضاجعنا بقصة لا متعة لنا فيها و لا عبرة؟! " وقد لا يكمل بعضكم القرأة حين يكتشف أنها ليست جذابة لكنها حدثت بتخاذل أباءكم و أجدادكم و لازماً عليّ أن أرويها كي لا يُنْسَى أبطالها ..
دعوني في البداية أعرفكم على بطل الحكاية كما يقتضي العرف ، أسمه ليس مهم فقد يكون يوسف أو محمد أو فؤاد أو .... فلتنادوه ياسر إن أحببتم ، ولد في منتصف أيار من العام 1948 و هاجر في نفس اليوم مع أهله من قريتهم إلى ما يسمى بالضفه الغربية و هكذا أصبح لاجئ و تذوق مهانة التشرد منذ لحظته الأولى و عاش على أمل العودة إلى تلك القرية .
حصل على شهادة الثانوية العامة و لم يتجاوز السادسة عشر فأمثاله ممن تذوقوا مرارة اللجوء التعليم سبيلهم الوحيد لفرض الذات . أرسله والده إلى الضفة الشرقية للإلتحاق بمعهد المعلمين بعدها بعامين ، و ما أن وطئت قدمه الضفة الأخرى حتى حدثت النكسة ، و احتلّت الضفة الغربية و انقطع الخيط الواصل بينه و بين أهله في الضفة المحتلة ؛ و أصبح وحيد لا أهل ، و لا وطن ، و استبدل لقبه من لاجئ الى نازح .
اكتوى بنار الهزيمة إذ أنه كَ آلاف اللاجئين كان يأمل بعودته الى قريته.
اندفع آن ذاك لمتابعة ما تتناقله وسائل الاعلام بقلق شديد حول موعد الحرب ، و انتظار ساعة الصفر التي طالما نوه إليها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ، ولما حانت لحظة الصفر ابعدته عن أهله ، و حرمته أن يطئ ثرى وطنه ، و بقي لسنين هائما في غربته ينتظر تحرير الضفة الغربية أولاً ، و العودة إلى قريته ثانياً و هاهي الأعوام تمضي حتى أتمت 45 لا التحرير تم ولا العودة حدثت !
اكتوى بنار الهزيمة إذ أنه كَ آلاف اللاجئين كان يأمل بعودته الى قريته.
اندفع آن ذاك لمتابعة ما تتناقله وسائل الاعلام بقلق شديد حول موعد الحرب ، و انتظار ساعة الصفر التي طالما نوه إليها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ، ولما حانت لحظة الصفر ابعدته عن أهله ، و حرمته أن يطئ ثرى وطنه ، و بقي لسنين هائما في غربته ينتظر تحرير الضفة الغربية أولاً ، و العودة إلى قريته ثانياً و هاهي الأعوام تمضي حتى أتمت 45 لا التحرير تم ولا العودة حدثت !
*
إذا خسرنا الحرب لا غرابة
لأننا ندخلها ..
بكل ما يملك الشرقيُّ من مواهب خطابة
لأننا ندخلها
بمنطق الطبلة و الربابة
السر في مأساتنا
صراخنا أضخم من أصواتنا
و سيوفنا أطول من قاماتنا
خلاصة القضية
توجز في عبارة
لقد لبسنا الحضارة
و الروح جاهلية
بالناي و المزمار
لا يحدث انتصار
كلفنا ارتجالنا
خمسين ألف خيمة جديدة \ نزار قباني