الأربعاء، يونيو 20، 2012

✿ - العودة عبر الفايرُوزمن ..


بسم الله الرحمن الرحيم
السَلامُ عَليّكم و الأيـــام تؤرخ الأعــوام ..

:



صوت فيروز يصدح .. تغني بمخملية بهية المساكن تصلي و نصلي لأجل زهرة المدائن في زمن لا تجدي فيه الصلاة نفعاً .. توضأنـا بدم من من استشهد !

تغني فيروز " عيوننا إليكِ ترحلُ كل يوم " 
فَيمتلئ قلبهُ بالاسى .. الحقية المجلوة انقطع المسير و الف معبر و حاجز على الطريق !

أطل يومه .. فتسرب بسرية تامة الى سيارته أدار المحرك و قبض بيديه على عجلة القيادة بقوة ولكن يبقى السؤال ما الذي يدفع رجل هَرِمْ أن يترك فراشه في ساعة متأخرة من الليل ليقود سيارتهُ و ينتهي ببيت متهالك مهجور لا يصلح إلا أن يكون بيت رعب تسكنه الأشباح ؟؟

نزل من السياره بحذر و هدوء .. عبر البوابة التي تأمرت عليها السنون فأهلكتها و أخرج من جيب معطفه الداخلي ريموت كونترول و ضغط على إحدى زريه ليتحرك إحدى الجدران سامحاً له بالعبور عبر ممر ضيق يؤدي الى سلسلة من الممرات المتشابكة تنتهي بغرفة مكتب !

أخيراً أسدل الستار عن إبتكاره الذي أنفق على إتمامه أزيد من 30 عاماً من عمره عانى فيها الكثير و أنفق الكثير من ماله ووقته و كلفه مجهود مضني .. للوهلة الأولى تقف أمامه مستنكراً هذا التصميم اللولبي لشبكة المواسير الهائلة و الكرة الهوائية المثبة عند فتحة الدخول و لكن هل ستبقى مستنكر ذلك التصميم الغرائبي لو علمت أنه آلة الزمن أم الدهشة ستذهب بكل هذا الإستغراب ؟؟

ها هو يقف الأن أمام الحلم الذي أستغرق تحقيقه جيلاً بعينين مفتوحتين و قد تملكه القلق و التوتر و زد عليهما حيرة ألبرت أينشتاين التي هدتهُ شغف اكتشاف النظرية النسبية التي تتيح السفر عبر الزمن و الانتقال من نقاط مختلفة في الزمن بشكل يماثل الإنتقال خلال المكان بالإضافة إلى إمكانية السفر بين أكوان متوازية .

لكنهُ لا يرغب بالسفر عبر الأكوان لا يهوى المغامرات و ليس شغوفاً لها ولا يريد تضييع الوقت باستدعاء الماضي فالماضي للماضي و التاريخ كتب و انتهى و المستقبل مكانه فيه ميت لا محل له و لا أثر .. لكنه يريد من خلال الزمن زيارة وطنه العصي بعد أن فشلت كل محاولته القتالية و السلمية من عودته أو زيارته زياره عابرة دون أن يرده ذلك الجندي المتغطرس على الحدود .

فهل سيسمح الزمن للفلسطيني أن يعبر الحدود فيدخل أرضه بحرية تامة بدون رهبة المنطقة الحدودية المميته أحياناً ؟؟

صوت فيروز لا زال يترنم مغنياً للقدس .. شجعه على اتمام الأمر في الحال ليسري إليها عبر درب من مروا إلى السماء لعله يمسح دموع طفل المغارة و أمه مريم و بهذا يكون قد ابتكر ممر زمني لأجل من تشردوا !

دخل في الكرة الهوائية و احكم اغلاق الباب و رائه و جلس على الكرسي المتصل معها و بمجرد ضغطه على الزر الأحمر حتى لفت الكرة مع الكرسي في دورة لولبية جنونية السرعة .

فتح عينيه بإرهاق شديد .. أول ما رأى ضباباً تلفت حوله محاولاً نفض الظلام  فإذ بالضباب ينجلي على صورة بهية المساكن صريعة .. أنهر من الدماء تفجرت تروي صخرة العُروج لكن أكثر ما هلهُ مشهد الصعود .. شاهد الأرواح الطازجة تغادر الثرى متسابقة إلى السماء فتحط بخفة متناهية كَثريا تنثر المسك المغموس بعويل الثكالى فينبت العوسج في صدور اليتامى و تشب ساعة الصراخ و الدموع عامين و جيل و إذا صمتت الدنيا تحسب الكل فارق الحياة !

رأى الفلاحين في الحقول بأيديهم مناجل الحصاد تيممت بالدم و استعدت لصلاة و أطفال سرقت منهم الحياة على أطراف الرصيف و حُبلى أجهضت في الزقاق الروح و صرخت واااااااااامنقضاه و تركت وحيدة لعلهُ يلبي النداء أحدُ من الكواكب البعيدة !

أدرك أن الأمر في الواقع يختلف عما يُشاهد في التلفاز فساعة الحصاد لا تتسع لترد صدى انفجار القذيفة !

 تحضيراً للاجابة على الأسئلة التي سيُسألها في مقابلات تلفزيونية و تلافياً للبهرجة الإعلامية التي ستأخذ من وقتكم و أحاديث مجالسكم كثيراً عن المستقبل صوب مسدسه إلى رأسه و ضغط على الزناد .

- النهاية

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites