الأحد، يناير 29، 2012

✿ - |: شَيّخُوخَة إغْتَـآلَهَـآ الأمَـلْ | قصة قصيرة ؛




نجح الفشل من تحقيق ما يرد منه ، و أنساه أحلامه ، و جعله يخاف من التقدم خطوة واحدة ، و تسرب إلى أعماقه ، و جسمه ، و أصبح يسرق من صحته شيئاً فـَ شيئاً بعد أن فرض هيمنته على عقله ، و تفكيره ، و دفن أحلامه ، و قدراته في مقبرة الإحباط .
 
ذات صباح ..
نظر في المرأة كَـ محاولة للبحث عن بقايا زمنٍ أجهض أحلامه ، و لوث رغباته ، و آمال وأدتها الإحباطات ، و أخرى أغرقتها أمواج بحر لوجي مظلم لـِ تنتهي في بطون حيتان الفشل !  

فـَـما شاهد إلا وجهاً ممسوح الملامح هشمته تجاعيد الزمان .. لا يعرف له هوية !
فـَـ فاضت عيناه بــِ قطرات شاحبة فوق وجنتيه التي أصابها التصحر و الجفاف ، فـَ سالت حافرة أخاديدها عليها تجتر حسرة ، و ترتعش بــِ الأسى لـِ ذاكرة الماضي ، و الحاضر الذي يجمع بينهما حضوره المسكون بــِ الوجع القديم ، و الخوف من الآتي !

إستدار مبتعداً عن انعكاس صورته الهرمة مولياً لها ظهراً ..
من ثمة جثم على ركبتيه ، و رفع يديه بــِ اتجاه السماء ، و ارتفع صوته و هو يناجي رب السماء حلماً مخنوق ، و سكينة تمسح عن روحه غبار حسرة ، و أسى ، و كله أمل أن تسقط عليه أمنية تسكنه عبر سماءٍ من الأحلام !

وارتمى فوق أرضية أحزانه مفترشاً قُلقه المضطرب على بساط الاحباط ، و أشباح أحلامه المتكالبة عليه هذا الصباح ترسم  له إبتساماتٍ ساخرةٍ من انجازات كان نصيبها الفشل تراكمت في لحظة على جسده المثقل بــِ الخيبات .

أحس للحظة أنها تعيش فيه ، و عليه أن يعيش فيها من جديد !
فراح يكسر قيود إحباطاته التي سجنته لـِ زمن طويل ناهية خطواته الدؤوبة متسكع بــِ تثاقل في موانئ الفشل لـِ يعود مرة أخرى إلى أحلامه بــِ روح عاد إليها اشباب ، و الأمل بعد أن سكنها العجز و قلة الحيلة سنيناً ، و حولته إلى شريد .. نادماً نافراً من الماضي صاباً جام غضبه عليه !

صمت لـِ برهة ، و كأنه صنم ، أو جسد فارقته الروح و تصلب !
و راح يستعيد قوى ذلك الطائر الجريح الذي هشمته الصقور ، و أتعبه المسير في دروب الترحال بلا أمل الوصول لــِ أحلامه بعدما غادر عشه يوماً لـِ يحقق ذاته ، و أحلاماً رسمتها طفولته حدودها سماء تُظِلُ حضارة بلاده .

هم واقفاً على قدم و ساق ، و راح يرنو ورائها .. يمد يده فـَ تفتح له المغلق ، و يعرف المجهول ، و تتجلى أحلامه أمامه بــِ وضوح على كومة من الجراح ، و ضمدت ما تبقى من أمل ، فـَ إذ بــِ غيمة تمطر له مزيداً من النجاح ، و تزهر أحلامه في جنة التفائل و العمل الجاد ، فـَ قد كان يرى النور مشتعلاً على طوال الطريق رغم الظلام ، و رغم السحاب ، و ألم و حزن قديمين بــِ داخله .



- النهاية 
حنين نضال / حنين أدم

على الهامش .. 

الأمل و النجاح موجودان لكن كل يراهما بطريقته .. نعم كل منا ينظر بطريقته !
قد تتعب أجسادنا و أرواحنا و نحن نحاول تحقيق آمالنا و أحلامنا و ذواتنا .. فــلا مانع من بعض أو كثير من الألم من ناحيتنا .. علينا أن نحاول و نفعل رغم أي شئ و أي ظرف !
ربما ستأخذ شيئاً من الوقت كي تتجلا أمامنا أحلامنا و طموحتنا بثوب النجاح و قد ترتدي لنا ثوباً من الفشل أو الخذلان و الخيبات لكن علينا أن نحاول معها كي تنزع هذا و ترتدي ذاك و إن لم نستطع نحن فـَ أبناؤنا قد يحققون مالم نستطع نحن تحقيقه فقط علينا أن نضغط على أنفسنا لـِ نتغلب على التحديات و العقبات التي تقف في طريق أحلامنا و آمالنا و نفسح لعقولنا مساحة للنسيان و محو ما رسخه الزمان على أرواحنا من ألم ..

- تَـمَـتْ  :7:
10/6/2011

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites