الأربعاء، يناير 07، 2009

الحلقه الاولى من مسلسل - الخوف يأكل الروح ,,



مدخل :


«.•°رفقاً بقلبي أيتها الاقدار...فإن قلبي ضعيف لا يتحمل الاخطار ,,











,,

مرحبا ً ,, أنا لؤلؤه أبو صلاح أو ( لوليتا- Loleta ) كما تسميني والدتي ( دانيّلا - Daniela ) .
أنا -و أعوذ بالله من كلمه أنا- فلسطينيه أبا ً عن جد , ولكن أمي أيطاليا .

حصل أبي ( سمير أبو صلاح ) على منحه دراسيه لدراسه الطب في ايطاليا . كانت امي زميلته في الجامعه , أعجب بها و نشأ بينهما قصه حب طريفه  قررا أن يتوجاها بالزواج , ولكن ابي كان على يقين بأن جدي لن يوافق على زواجه من امي , لذا تزوج أمي دون علم أحد ٍ من أهله , وعاش مع والدتي ثلاث سنين من أجمل سنين عمره كنت أنا ثمره هذه السنين الثلاثه , عاد بعدها أبي الى أرض الوطن يحمل بيده شهادته و في داخلهِ يحمل سر زواجه وابنته ( الي هي أنا ) .


حاول أن يبقي الأمر سرا ً ريثما يهئ الأمور لــ إخبار جدي عن قصه زواجه من أمي وانه أمسى أبا ً , لكن الأمور تعقدت أكثر و أكثر بسرعه رهيبه , أمسى حيالها ما بين جنة جدي و نار فراقنا  .


كان جدي متعصب جدا ً و ذو فكر تقليدي , أجبر أبي من الزوج من احدي بنات عمه , ولم يكن أبي ليجرء على معارضته أو اخباره بقصه زوجه وأبقانا سرا ً في قلبه حتى كاد ينسانا مع مرور السنين .


خوف أبي من جدي وجبروته في ذلك الوقت نهش أرواحنا فرقنا فحالت بيننا و بينه حدود ودول و زمان .
,, 


توفيت أمي أثر نوبه قلبيه وتركتني في عالمي الكبير وحيده بلا أب ولا أم أصارع فاجعة رحيلها ( رحمك الله يا أمي وجعل مثواكِ الجنة ) . 

 أرى غرباء من حولي ذات الشمال وذات اليمين لا أعرفهم ولا يعرفونني يظللون جثمان والدتي الممد في صندوق خشبي أمامي , 

دون أن أدركَ ما يدور حولي اقتربت من جسدها الممد بلا حيله ولا حِراك ألقيت بنفسي في احضانها

وصرخت بــ فجع الفراق :-
استيقظي أمي
انهظي
خذي بيدي ولنعود للبيت سويا ً
لما لا تجيبيني
تحركي
اهمسي
قولي أي شئ
أصرخي في وجهي
وبخيني

اقتربت مني ماري احدى صديقات والدتي المقربات , انتزعتني  بــ قوه من أحضان جثمانها وهي تصرخ في وجهي كفاكِ كفاك ِ أنت تعذبينها , 

وابعدتني عن التابوت , لتودع امي عالمنا وترقد في قبرها تحت التراب .

 صرخت بدهشة ٍ طفولية يخصبها الألم :- 

 (( ماما ... ماذا يفعلون لما يضعون التراب فوق امي ماري )) 

 (( لا  لا  لا ... قولي لهم ماري ألا يفعلو بــ أمي هذا ))

 ((  أعيدو لي أمي . . أود أمي )) 

  ولا أعلم ما الذي حدث بعد ذلك , استيقظت بعد ساعات وجد نفسي  وحيده بلا امي في هذه الدنيا الغريبه ،،

رُحْتُ أنادي والدتي وأناجيها :-

ماما ..عمري .. حبيبتي 
أين أنتي ؟!
أرجوك,,
الي عودي
عودي و لا تتأخري ,,
عودي قبل أن أنام
أود أن ألتحف حنانكِ في أحضانكِ 
مع قبلة على جبيني ماما و أنام 
و قبل أن أنسى يا أمي
أود دفتر رسم كـَـ الشمس أصفر 
و أقلام ,,
 أود فستان !!
و أودكِ أنتي ,, أنتي 
من يمسح دمعتي بعدكِ 
من يلبسني ويطعمني 
ومن الخوف وظلمت الليل يحميني 
 يا اغلا ما عندي 
اين انتي لا ادري !!
أرحلتي عني أم أنهُ الموت فـَجعني ؟!
سلبكِ مني يا شمعة عمري 
لقد انظفئ سراجي بعدكِ و اسودت الدنيا من حولي 
ياليتكِ اخذتيني معكِ عندما رحلتي الى القبر عني 


,,


رحلت أمي لــ تختم رحلة عمرها , مع بدء رحلتي في هذه الحياه 

وبعد مرور اسبوع من وفاة أمي اتصلت ماري بــ مجموعه من الفلسطينيين التي وجدت أرقام هواتفهم مدونه على صفحات أجندة قديمه لــ والدتي 

لــ تتمكن من الاتصال بــ أبي لتخبره عن وفاه أمي وأنه عليه أن يأتي لــ يأخذني أو يتخذ أي اجراءات بشأني لأنها بحكم عملها مظيفه طيران لن تكون قادره أن ترعاني  .


بالنسبه لــ أبي كان خبر وفات أمي التي كاد أن ينساها بعد سبع سنوات من انفصالهما مذهل ,
كما و انه كان هناك أيضا طفلة ( الي هي انا ) لم يترك لها حيزا ً في حياته الجديدة


,,


كم كنت أتألم حينما أرى احدى زميلائي في المدرسة يوصلهُ والدهُ , فقد كنت محرومة من وجود الأب في حياتي ,

كم كنت أحلم أن أجتمع أنا وأمي وأبي في بيت واحد وأن انام وسطهما وان يوصلاني الى المدرسه , و أن اخرج معها و اكل معهما على طاولةٍ واحده ,, أأأأأأأه كم هو شعور مؤلم ,,


في هذا الوقت كان جدي قد مات , واعلان ابي لسر زواجه من أمي و وجودي اي انه لديه ابنه من زوجه ثانية أسهل بعض الشئ ,,


 وفي غضون ايام جهز نفسه لـــ السفر اليّ ليعيدني معه 

بصفته أبي الذي رافق اسمي في أوراق الامتحانات في المدرسه سنين دون أن أراه أو أعرفه 

الى الوطن الذي لم أطئه في حياتي ,,

و أنا منذ ولادتي أعيش في ايطاليا ,, 
مدرستي و زملائي في ايطاليا ,,
بيتي في ايطاليا ,,
و الأهم من ذلك كله قبر أمي و ذكرياتي معها هنا في ايطاليا ,,

فماذا أفعل إذا عدت مع أبي الى وطنه ؟؟


,,


عاد بي أبي بعد سفره اليّ  بــ اسبوعين ,,
 المكان غير المكان , الوجوه غير الوجوه , و اللغه غير اللغه , كل شئ من حولي مختلف , لا أدري ماذا أفعل , 

من وَهْل ِ الصدمات المتتاليه فقدت رغبتي في الحديث , لم أمتلك حينها لغه غير الدمعات .


تظاهر أبي بحنيه القلب  لــ يسهل على عائلته وجودي بينهم وتقبلهم لظهوري الماجئ في حيتهم بعد تكتمه كل تلك السنين عن وجودي و زواجه من امي , 

بينما زوجته ( صباح ) كانت غير راضيه عن وجودي بين أطفالها , فــ أخذت تضايقني بــ أساليب لا تطاق , و ما كان لدي حيلة ولا حل للخلاص من هذا الوضع ,,
كنت أبكي وحدي على فراش نومي , وأعاتب الله في سري  
لماذا أنا ؟؟
ماما ماتت ,, !
ربي ,, أشتقت لــ أمي ,, 
خذني اليها او ارجعها لي ,,
أرجوك يا ربي ,,


,,


في احدى الأيام الشتويه الممطره تذكرت أمي عند هطول المطر ,

 فـــ في احدى المرات كنا أنا وهي عائدين الى المنزل  فهطل المطر ونحن في طريق العوده , 

قالت لي :- ارفعي عيناكي واسمحي أن تهطل فيها قطره ماء , وادعي الله لأن الدعاء ساعة المطر مستجاب . 

 في وقتها دعوت الله أن يشفيها , و ألا يبعدها عني , و اليوم دعوت الله أن يعيدها أو يأخذني إليها , أشتقت إليها كثيرا ً , و أشتقت لبيتنا كثيرا ً .


أمي كانت كل حياتي , و فجئه فقدت ذلك الصدر الحنون , و تلك اليد التي تسمح على راسي , و ذلك الوجه المنير الذي كنت أراه كل صباح , وفقدت بيتي وفراشي وأقلامي وثيابي  حتى مدرستي و رفاقي فقدت كل شئ .

وبقية في ذلك اليوم أحدث نفسي و أسترجع ذكريات معها حتى استمكن مني النوم ,

رأيتها في حلمي تلك الليله تعد لي الفطور , سألتها لمَ تركتني في هذه الدنيا وحيده , ابتسمت ولم تجبني ,,


 ليتك ِ يا أمي تعودين لــ حياتي يوما واحد لــ أضمك ِ و أقبل يديك ِ و أطيل النظر فيك حتى أشبع من تفاصيل وجهك ِ وحنانكِ , 

صدق من قال أن الفراق مر المذاق , 

كنتي النور في حياتي وبعدك ِ غابت شمسي و اظلمت أيامي , ليل ٌ حالك حتى في أوج بزوغ الشمس أمست صباحاتي .


,,


علي أن أذهب الى المدرسه ولكني لا أتحدث اللغه العربيه , وهذه مشكله ,

جلب لي والدي مدرس لــ يعلمني اللغه , تعلمت اللغه بسرعة رهيبة , ودخلت المدرسة ,

كان كل شئ يختلف , رفاق الصف والمدرسين والكتب واللغه والمقاعد وغرف الدراسه عما كان في مدرستي في ايطاليا , لكني لم أتذمر ولم اشتكي من شي ,

تَقـَبْلت الوضع كما هو و تأقلمت معه لتمر أيامي في هذه الديار بــ سلام .


,,


عودتني امي رغم صغر سني أن ارتب سرير قبل الذهاب كل صباح الى المدرسه , وأن احضر طعامي بــ نفسي , وعلمتني كيفيه تنظيف الملابس وأطباق الطعام و أداب الحديث و الاعتناء بنظافتي الشخصيه وارتداء ملابسي و اشياء كثيره ,

كانت مصممه أن أتعلم كل شئ كأنها تعلم ماذا سيحدث لي في المستقبل رحمها الله .


ذات يوم أستيقظت على صراخ زوجه أبي , فقدت تأخرت في نومي , 

وهي تقول :- سيتأخر الأولاد عن مدرستهم استيقظي !!

 استيقظت بسرعه وارتديت ملابسي ولم ارتب غرفتي في ذلك اليوم كي لا أكون سبب في تأخر أي أحد , 

و عندما عدت من يوم مدرسي مرهق وبارد جدا ً فــ المطر في ذلك اليوم لم يتوقف عن الهطول , كانت بــ انتظاري أول حلقة من مسلسل زوجة أبي ,

بدأت توبخني عن سبب تأخري في النوم , و أني كنت سبب في تأخر أولادها عن مدارسهم , وكيف خرجت دون أن أوضب فراشي , و أنها ليست بخادمة عندي و و و . . .

لم افهم كل ما قالته فـ أنا ضيفه جديده على قاموس اللغه و اللهجة .


هذا اليوم لــ أول مره أدرك أن موت أمي يقين ,,
 أمي الغاليه الرفيقه والحبيبه من لا أملك غيرها إلا الله سبحانه ُ,, 


هل أنا في حلم أم علم , هل أنا في حقيقة أم خيال , أشعر أن أمي ستفتح باب غرفتي و تسألني ألن تأتي لتساعديني في اعداد الطعام ! 


أو تدخل حاملة وسادتها بين ضراعيها كي تنام معي في غرفتي ,

أتخيلها ستجلس بجواري على السرير و تقلب كتبي ودفاتري , و ستسأل عن أخر رسمه رسمتها ,,


استيقظت من صدمتي بعد ساعات لأكتشف أن غاليتي ذهبت ولن تعود , ولن أعود لبيتنا أبدا ً ,

مرت بي تلك الساعات كأنها سنين,, 


أأأأأأأأأه كم أشتاق اليها , أود أن ألمس كفيها أن أعانقها ,,


 أدفع عمري بــ أكمله كي تعود ثانيه واحده لــ حياتي  فقط و أراها ,,


عاد أبي الى المنزل في المساء توشحوه أطفاله الثلاثه بتهليل ٍ وعناق ,

بينما كنت أرقد أنا في زاويتي المظلمة من عالمهم و منفاي .


هل كان جدي المتسلط يعلم مقدار مأساتي التي خلفها عندما مزق أسرتي و حرمني من والدي كل تلك السنين ؟؟


 كانت كل تلك الشدائد كبيييييييييييره على طفلة صغيره لم تتجاوز العاشره من عمرها ,


في تلك الليله , لم أنم خوفا ً من أن أتأخر في اليوم التالي عن المدرسه كي لا توبخني زوجه أبي مرة أخرى ,

في الصباح طلبت من أبي أن يوصلني بنفسه الى المدرسه فــ وافق بسهوله !!

أخذ بــ يدي و انطلقنا نحو المدرسة , تحقق حلمي ها هو أبي يأخذني الى المدرسة ,

لكن أمي فارقت الحياة لم تعدي معي , 

و المدرسه التي سيوصلني اليها أبي اليوم ليست نفسة المدرسه التي ولد فيها حلمي  ,,


نظرت مليا الى الشوارع وقارنتها بــ شوارع رو مختلفه عنها كثيرا ً ,

نظرت اليه وقلت " بابي " لأول مرة في حياتي أقولها 
أجاب بــ ابتسامه أبويه الى يومي لا أنساها ... نعم !
قلت :- أرجعني الى رو 

استغرب الامر كثيرا ً سألني بــ تعجب . . لماذا ؟

قلت :- اشتقت الى رائحة أمي , اشتقت لمدرستي و أصدقائي 
اشتقت لبيتنا يا ابي , و لفراشي و ثيابي اشتقت لك شئ حتى كان لي هناك .

كنا قد وصلنا باب المدرسه , قال لي :- هيا يا صغيرتي في المساء سنكمل حديثنا .

قلت بـــ أسف :- حسنا ً . . . وداعا ً .


في المساء عندما عاد ابي الى المنزل كنت بــ انتظاره عند الباب 

لكنه لم يعنري انتباها ً ودخل الى البيت مسرعا ً 
شعرت بــ الأسف من باب عزة النفس فقط .. على الرغم من أنه أبي إلا أنه لا يعني لي الكثير , لا يختلف عن الباقين .


بعد ذلك المساء أكملت حياتي في بيت هذا الرجل كــ ضيف خفيف الظل , كنت أتجنبهم جميعا ً صغيرهم و كبيرهم صونا ً لــ عزه النفس و الكرامة .


كل ليله في فراشي كنت اتضرع الى الله أن يأخذني حيث ُ أمي 





كـــــــــــت 




اتعبت كتيييير انتظروني و سأكمل القصه فيما بعد ,,
أعلم بــ أنها مزدحمه بالأحداث المحزنه ,,
بس هاي القصه والمخرج هيك بدو :P 
الى ماذا سيؤول مصير لوليتا ..
 اذا بدكم تعرفوا انتظرونا في الحلقه القادمه
 أودعكم من لا تضيع ودائعه .. في امان الله 
’’  تصبحون على خير ’’ 



  { ,,إهـــداء لــ روح والدة لوليتا 
       بحبك يا امي ,,
                                                                                                                        





Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites