الخميس، مايو 17، 2012

✿ - سَــــنْـدرِيّــــلا وَ الفِـدَائِــــي | حَكِي مِنْ ذَاكِرَة طُفُوليّة ..

بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم و الأيــام تؤرخ الأعــوام ..




ما بالكم تستهجنون العنوان ؟؟!! 
 هل سندريلا لا يجوز أن ترافق في أي حكاية إلا أمير ؟؟

فقد تعشق فدائي عاش انتكاسات العرب من نكبة 1948 إلى هزيمة 1967 وصلاً إلى اجتياح لبنان عام 1982 .. هرم زناد بدقيته و هي تحيظ في خضم تغريبته الممتدة على 64 عام  .. 64 عام قضاها كثائر و كشاهد على عصر نكبات لا متناهية تنصب كلها ع رأس أمثاله فيما هناك من يحققون استعلائات و مجد  عابرين التاريخ مروراً فوق اجسادهم و جراحهم النازفة !

و بعد كل تلك السنين ما يستطيعهُ هو الحكي البسيط عن ذاكرة طفولية نخرها سوس الشتات و التعب .. يهز أطرافها عنوة رغبة في البقاء .. يذكر .. يستذكر .. يتذكر .. و لا ينسى فالجحيم يقيد في ذاكرة تجثم على كاهلٍ تلفهُ روح الشقاء و مرارة مثقلة بالأنين تحكي عن طفلة صغيرة لم تتجاوز السبع سنين شاطرته أخر عهده بوطنه فلسطين و مرح الطفولة و اللعب .. تفرقت بهم السبل و عربات اللجوء .. يحكي عنها و الاسى كلما حكى أو تذكر نظراتها الحائرة و يديها الملوحتان في الهواء و عربة اللجوء تسير بها مبتعده يطبق على فكيه و لكنة الوجع في صوته تصرخ تلعن المسافات و البلاد التي حالت بينهم .. كانت له في حله و ترحاله سكون الجفون و غدا له صوتها الملائكي الساكن في نبضه بعد ان فقد الرجاء في الرجوع او اللقاء نعيق بوم !

طفلين صغيرين ودعا بعضهما وداعا أخرساً دون أن يدركا إلى أين المآب !

نلتقي بعد قليل .. بعد عام .. بعد عامين و جيل !  حمود درويش

و مضت فيهما السنين كَــ عربة اللجوء بسرعة مخلفة و رائها الغبار الذي أخفى ملامح كل ما تركوه خلفهم .. ليموت كل ما كان يستحق الحياة على يد من لا يستحق الحياة !

بتثاقل نهض عن أرضية أحزانه متكئاً على خاصرة ردحٍ من سنين عجاف تفننت في إيلامه و تعذيبه يبحث في جيوب ماضيه عن فرذة حذاء صغيرة أبقتها عجلة الهروب و الخوف له من رفيقة طفولته لتبلل رعشة الوجع الدفين المنسلة من ثقب صغير في جيوب ألمه ..  

لهنيهة اتسعت مقلتاهُ حد ابيضاض الأحداق حينها أدركت أن الوجع أدركه مجدداً حد كتم صوته أو ربط لسانه .. صمت و صمت و صمت لزمن و لم ينطق بعدها ببنت شفة !

تسمرت عيناهُ بأضواء نجوم الليل المتلئلئة في كبد السماء .. شاهدت الحمرة تطفو على أهدابه و هو يفتش بين بريقها عن نشوة الإنتصار على ألم و شوقه يرسم أفياءهُ على ملامح وجهه الهرم و راح ينتفض كأنه مفزوعاً من زناد قناص طالبه بالإنتصاب و هكذا حتى امتقع لونه و دك البرد عظامه المسحنة بين تلافيف كذبة معتقة اسمها فلسطين ليندثر بين طيات التراب وجع السنين ..

هرم الناس .. و كانوا يرضعون 
عندما غنى المغني عائدوون 
يا فلسطين و ما زال المغني يتغنَّى 
و ملايين اللحون 
في فضاء الجرح تفنى
و اليتامى .. من يتامى يولدون 
يا فلسطين و أرباب النضال المدمنون 
ساءهم ما يشهدون 
فمضوا بستنكرون
و يخوضون النضالات 
و على هزّ القناني
و على هز البطون
عائدون 
و لقد عاد الأسى للمرة الألف 
فلا نحن عدنا .. و لا هم يحزنون !   * أحمد مطر 


- تَـمَـتْ  :7:  

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites