الأحد، مايو 06، 2012

✿ - فَاجِعَة الدَانْتِيّل .. "


بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم و رحمتهُ تعالى و بركاته ..




زارت فراشها في المساء مرتعشة الأطراف من البرد يعتلي وجهها تَبَــسُّـمٌ مُحْزَن ، و في الصباح استيقظت دافئة الحواس على قبلة أميرها ..

أهداها قبلة الحياة ، و همس في أذنها :- ' حياتي بكِ أغنى و أجمل .. أحبك يا فرحة العمر '  
ثم غادرها ذاهباً لعمله ، و في طريقه كان يفكر في طريقة يفاجئها و يفرحها بها فَـ اليوم ذكرى زواجهما الأولى ؛ غير وجهتهُ ، و بدلاً من أن يذهب إلى عمله توجه إلى بوتيك الثياب الذي تحب أن تبتاع من عنده ثيابها ، و اختار لها ثوب دانتيل أبيض فَـ هي أميرة بِــ الدانتيل ، و طوق شعر كريستال ، ثم طلب منهم أن يرسلوه اليها مغلفاً بورق أحمر حدّ البيت ، و حين تأكد أنها استلمتهُ أرسل لها رسالة على هاتفها النقال فحواها ' أريدكِ اليوم أجمل النساء ' 


:
 

في المساء وقفت أمام المرآة لساعةٍ تفكر في تسريحة الشعر المناسبة .. أخيراً اختارت تسريحة الضفيرة التي يقول لها كلما رأها بها :- ' أيتها الطفلة الكبيرة بس جملية أميرتي بكل الحالة ' 
فَـ هي تشتاق لمداعبته و دالاله ..

ساعة أخرى .. قضتها تتزين 
ارتدت ثوبها الراقي ذو اللون الأبيض الصافي ، وضعت الطوق في مقدمة شعرها ، تعطرت بكل العطور ، و جلست تنتظره .. 


:


و في اللحظة التي فكرت فيها أن تسبقهُ ، و تفتح له الباب فَـ تهديه سحرها و أنقى ما عندها .. فجأة و بدون إندار .. تغيرت مجريات الحكاية ، و إذ بألمٍ يصرع فؤادها المشتاق لعناق ذلك الأمير فَـ جعل النبض يتلاشى شيئاً فَـ شئ ..

جمعت  قواها و أطلقت لِـ قدميها العنان بِــ إتجاه الباب ، فَـ إذ بِــ الألم يشتد بها و في اللحظة التي فتحت فيها لهُ الباب سقطت بين ذراعيه منهكة القوى تقبض بِــ كلتا كفيها على قلبها كَــ محاولة منها لِــ إخراس الوجع ، و هي ترتل أيات الخليل
' اذا قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ' ( 131 ) البقرة

فقد أدركت أنها لحظات و تفارق الحياة فَــ الموت يدرك بِــ الفطرة خصوصاً و أنت تحتضر حينها لا تحتاج إلى اخبار من أحد كي يخبرك أنك سَـــتفارق الحياة !


:


تجمدت أطرافها و تحاورت عيونهما ' إنهُ الموتُ لا جَدَلْ ' 
صمت الكلام بينهما لِــ برهة في تنهيدات روحها ، و كلاهما يجزع نفسهُ 
' أصرخي يا نفسُ و لو مرة '
و لما هي استطاعت أن تفك عقدة لسانها هتفت :- ' أحبك حَدّ الموت '

و أرخت عيونها التي أمطرت خاتمة على تأشيرة الخروج نحو محطة انفلات الروح من جاذبية الجسد و أسلمت ، فَـ خرجت روحها تنثر في الأفق أريج أنثى إرتادت الأرض زوجة عاشقة ، و نامت في دف فستانٍ من الدانتيل - ابتاعهُ إليها زوجها دون أن يدرك أنه يبتاع لها الكفن لما أختاره أبيض الون -  و تلاشت في ضبابية الموت ! 


:


أما هو لم يبكي و لم يضحك فقط ظلَّ واقفاً مذهولاً .. فَـ مفاجئتها لم تكن بالحسبان !



- النهاية

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites