الأربعاء، فبراير 23، 2011

هلوسة بنكهة الثورة العربية

،،












أنام على نشرة الاخبار و أستيقظ على الجريدة ,,؟

و كل يوم خبر جديد ،،!!

الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول عام 2010م

  قام الشاب التونسي ’’ محمد البو عزيزي ‘‘ بــإضرام النار في نفسه  احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيد بوزيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق شرطية صفعته أمام الملأ ..

كان هذا أغرب خبر قرأته على صفحات جريدتي الصباحية منذ اعتدت قرأتها في كل صباح ..! 


أنا عن نفسي لا أنكر بــأن هذا الخبر قد أذهلني لدرجة الصعقة ..!

فـــأي جرأة يمتلكها هذا الانسان القادرة أن تدفعه بــخطوات واثقة لأن يشعل في نفسه النار ,,؟

أو لربما يجب أن يكون السؤال كالأتي ,,

كم هو مخزون القهر و الكبت الذي يعتري هذا الشاب ليكون حطبا ً للنار التي التهمت حياته و أماله لتريحه من قهر فقره و الى الابد ؟؟



لكني للحظة لم أتوقع أن  البوعزيزي سيكون شرارة زلزال شرق أوسطي ،، هز عرش كل حاكم عربي داخلا ً بذلك التاريخ من أوسع أبوابه راكلا ً جلادك و جلادي لمزابل التاريخ ..!

و أعتقد أنه نفسه لم يتوقع ذلك ..!

و أحيانا ً أعتقد أن هذا الشاب كان يعلم بأن النار التي سيشعلها في جسمه ستكون شرارة ثورة تيقظ شعوبنا العربية من غفلتها و تجعلها على موعد مع الحرية !!

 و أنه كان في كامل قواه العقليه عندما ودع كل شئ في ’’ سيدي بوزيد ‘‘ ليهب نفسه قربانا ً بشريا ً للحرية ..!

و أحيانا ً أخرى أرى فيه الرجل الشرقي ،، حين أضرم النار في جسمــه لــمجرد أن أمرة صفعته .. فهل لو كان الذي قد صفعه شرطيا ً رجلا ً لا امرأة لــحدث نفس الشئ ,,؟

’’ يعني و بـــاختصار وراء ثورتنا العربية امرأة !! ‘‘ 

خلاصة القول : ’’ مهما كانت دوافعه نحن شاكرين له فقد حررنا من عقدة الجبن المتعفنة في أوردتنا و شرايينا ‘‘ 



الجمعة 14 يناير/كانون الثاني انتصرت إرادة الشعب التونسي على واحدة من أعتى الديكتاتوريات التي عرفتها المنطقة العربية

هزت تونس العالم كله بـــإرادة شعبها ،، و كأنها تقول إرادة الشعب تصنع المستحيلات ،، إذا ما أرادت تسقط حكومات ..!


لتصدر بدورها ثورتها إلى مصر ..؟

ومن كان يصدق أن مصر يوما ً ستخرج من وحل مبارك ,,؟

الجمعة 17 فبراير/شباط 2011 اعلان السيد عمر سليمان بيان تنحي الرئيس حسني مبارك عن رئاسة جمهورية مصر  العربية وقد كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤن البلاد 

ومرة أخرى تنتصر إرادة الشعب لتأكد أن ارادة الشعب تصنع المستحيلات ،، تسقط حكومات ما ظنت يوما ً أنها ستفنى  ..!

’’ سبحان الله الذي يزيل الكراسي و لا يزال ‘‘

إرادت الشعب أتت أكلها يانعة في تونس ومصر مصدرة الثورة بدورها لليبيا التي ستنتصر فيها ارادة الشعب عما قريب قاذفة بــالعقيد معمر القذافي لمهاوي الردى ،، مصدرة بدورها الثورة لدولة مجاورة و هكذا حتى تتحرر كل دولنا العربية من حكوماتها و أيّ حكومات ,,؟

،،][ حكومات ][،، 

× أسكتت البنادق في دمشق منذ عاك 1973م

× اغتالت مصر بكامب ديفد اللعين عام 1979 م 

× دمرت العراق بــأيادي سعودية كويتية و بمشاركة باقي المجموعة العربية عام 1991م

× دفعت بــالقيادة الفلسطينية الى توقيــع أوسلـــو عام 1993 م

× سارت على نهج خارطة الطريق منذ عام 2003 م

× استقبلت الأمريكيا في العراق محررا ً عام 2004 م

مهلا ً أعلم أنهم ليسو نفس الأشخاص لكنها يا عزيزي نفس الحكومات بــاختلاف الوجوه  فقط

 أشبعتنا بــذلنا بــقهرنا و جلست فوقنا تنهل من دمنا من نفطنا لـــتروي ضمئ جيوبها زمنا ً طويلا ً ..؟

ولتحمي ابن صهيون اللعين أسكرتنا بــخمر طغيانها و كسرت ما كان بـــأيدينا منجلا .. خوف أن نزرع أو نفلح و حشتنا بالهم والغم حشيا و ألهتنا بجوعنا و فقرنا لنظل عن أقصانا السبيل 

فـــ أيدناها تأييدا ً مبجلا ً و سلمناها رقابنا لــتحولنا الى نعاج تساق الى المجازر مطأطأة الرأس

الجرح خطير ..!!


و لأن الجرح خطير .. و لأننا مللنا جوعنــا حد الانتحار .. حملنا الفأس .. حملنا المنجل .. حملنا الحجر .. حملنا الرماد ملتهبا بــلغات الغضب .. فتبشر بــــثورة انسان عربي الأعراق غلب على أمره .. فـــنادى و نادت من جلفه أجيـــال و أهـــات و عبــــارت و دمعـــات مضى من عمرها سنيين 
’’ مثلــــنا من غير ثورة لن يعتقــــا ‘‘

عفوا ً .. هذه هلوسات و الجرح خطير

 أشعل فيها النار فــــاشتعلت ثورة عفوية من عمق المعـــاناة تشكو أهـــات الذات لـــذات .. بصوت هدار الشعب كل الشعب بمثقفيه و رموزه و بسطائه .. بأغنياءه بفقراءه .. الصغير و الكبير .. الرجل و المرأة ..  يـــريد و ماذا يريد ,,؟

يريد اسقاط الحكومة ..!

عفوا ً .. هذه هلوسات و الجرح  منذ فالوجة فلسطين عام 1948 م الى فالوجة العراق عام 2004 م و الى يومنا لا زال ينزف

و لأن مثــــلنا من غير ثورة لن يعتقا ثرنـــا في زمن حاصرنــا بــكل أنــواع التدمير و الاحباط السياسي و القهر و الفقر غير مبالين بــــأرواحنـــا نقدمها قربانا ً للكرمــة ولــــن نعود الى منازلنا حتى نغير .. و إن غيرنا للأســــوء و أنتقلت سدة الحكم من علماني لعلماني أخر أو من فاسد لأفسد لا زال دمنـــا يغلي و سنغير و نغير وصلا ً للأفضل 

أما أنتـــم فقولوا ما شئتم و أسموها ما شئتم ،، الأسماء زائلة و الشعوب باقية ،، 

عفوا ً .. هذه هلوسات و الجرح خطير 



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites