السبت، فبراير 26، 2011

أغاريد الحرية ،،



مدخل ,,{ .. ان التاريخ لا يعدوا أن يكون سجلا ً للجرائم و الحماقة و خيبة الامل ..} ادورد جين








لا أبالغ إن قلت أن أكثر وقتي أقضيه أمام صفحات الفيس بوك و اليوتيوب و المواقع المختلفه أو على التلفاز أشاهد نشرات الأخبار متابعة أحداث الثورات العربية من تونس إلى مصر و صولا ً إلى ليبيا و باقي المجموعة العربية الثائرة ..!!

حتى أني لا  أستطيع النوم .. و كيف أغمض عيني للحظة و كل لحظة تحتفل بثورة جماهير عربية استطاعت حناجرهم أن تحررهم بعد أن كممت أفواههم الدكتاتوريات الحاكمة لسنين و سنيين ..؟؟
كيف لي أن أنام و أخوتي يملؤون بهتافهم المدى فيعيد إلي الصدى صوتهم أسى و في المساء حين يحل الظلام أتذكر أنهم لأجل الكرامة لا زالوا يلتحفون السماء ..!!


 لم أكن وحدي منغمسة في متابعة أخبار الثورات التي اجتاحت شرقنا العربي الأوسطي لكنها باتت الشغل الشاغل للأغلبية ..!!
كما الجميع غالبا ً من أبناء قوميتي فرحون و مستيشرين خيرا ً بهذه الثورات التي اجتاحتهم و لا أخفي عليكم أني أيضا ً كنت مستبشرة بها خيرا ً في بدايتها سرعانما انقلبت الى هواجز و مخاوف جئتُ اليوم أشاطرها و إياكم من خلال هذه التدوينة ..


أول سؤال خطر في بالي بعد سقوط حسني مبارك و بعد نشوة الفرحة بــالانتصار العظيم الذي حققته مصر على واحدة من أعتى الدكتاتوريات التي عرفها التاريخ المعاصر التي اجتاحتني و كل مواطن مصر و عربي لديه و لو جزء من الانتماء لقوميته العربية 

’’ ما هي مطالب المصريين طبعا ً غير رحيل حسني مبارك و الذي رحل بالفعل ؟؟ ‘‘ 

و هل بزوال مبارك تنتهي المطالب ؟؟ و من البديل عن مبارك ؟؟ 
أو بالأحرى من في مصر أقدر منه لحكم مصر ؟؟

أم أنه سيحول مصير مصر و تونس كما هو الحال في العراق الى حكومات انتقالية تأتي حكومة و تذهب أخرى ؟؟


كما و أن حالة الفوضى هذه التي تعم الشوارع العربية باسم الحرية ،، تدفعني الى أن استغرب عدم تدخل العالم بما يحصل حتى الأن في هذه الزاوية الشرق أوسطية العربية من المعمورة ؟؟
هذا العالم العلماني المعولم الذي دخل الباكستان و العراق للحفاظ على أمن المواطن و حمايتة من الارهاب و الفوضى و الدكتاتورية ،، لما لا يبدي أي اهتمام فعلي لما تحدثه هذه الشعوب ؟؟
كي لا أظلم أحد سمعتهم يطالبون بحق التظاهر السلمي للمواطنيين العرب الثائرين على انظمة الحكم الفاسدة التي عاثت فيهم خرابا ً من كل الأنواع و الألوان وسرقت منهم قوتهم و شاطرتهم الهواء الذي يتنفسون سنين طوال و يساندنهم في تظاهراتهم السلمية متناسين الانتهاكات الانسانية بحقهم من قتل و ترويع و مجرمين محليين و مستوردين مأجورين ولم أسمعهم يسمونهم ارهابيين ولا حتى يحاسبون رؤساء هذه الدول كما فعلوا في العراق  مع صدام حسين أم أن صدام هو الوحيد الدكتاتور في العالم الذي يستحق المحاسبة و الاعدام وان لم تكن بلطجية النظام المصري السابق و غاوغائية معمر القذافي الافريقية جماعات ارهابية من هم الارهابيين أم أن الارهاب صفة الملتحي الحافظ للقران  ..؟؟


طيب و بعدين .. ماذا حققت الشعوب الثائرة من ثورتها غير رحيل الرؤساء  ؟؟ و ماذا تريد هذه الشعوب و لأي شئ تدفع دم أبناءها ثمنا ً قربنا حرية أم لأجل رفع المهية ؟؟


لا تقل لي لأجل الحرية و أي حرية تطلبون .. من حكومات أنتم سلمتموها رقابكم لتسوقكم كما تساق النعاج ؟؟

اعلموا أن ثوراتكم هذه لم ولن تغير من حالكم شئ حتى و إن كانت منظمة و سلمية وعلى حد عالي من الرقي تبقى فوضى طالما أنها بلا أهداف جدية و إن دعمها مشايخ الدين و المفكرين و العلماء هي مسرحية هزلية!!

خلاصة القول ’’ إن الله لا يغير ما بقوم ٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم و للأسف الشديد شعوبنا العربية لا زالة رغم تحررها من جبنها تغرق في وحل تخلفها و جهلها بما يدور حولها و لا زالت تترنح من سكر ظغيان الحكومات  حتى و إن اسقطتها ‘‘
 



فقد ثارت على جوعها بعد أن دقت لها وسائل الاعلام  و شبكات الانترنت المختلفة المجندة لأجندات محكومة بالوقت و التطبيق و الأسباب و المسببات ناقوس الفوضى باسم الحرية ضاربة ً على أوتار همومهم ،، فثاروا لاسقاط السياط متناسين الجلاد فسقط و بعد ذلك تاهت في فوضى عارمة دون أن تعلم ماذا تريد !! 

كأنهم لا يعلمون أن اهتراء السياط لن يوقف الجلاد عن جلدهم و أنه سيستبدلها بسياط جديدة لحين انتهاء صلاحيتها من جديد !!


لأن كل شئ جلي و واضح لمن أراد أن يرى ويسمع .. هذه الثوات العربية ما هي الا حالة من الفوضى المنظمة باسم الحرية مجندة  

لن أقول لكم ثوار 2011 و لا لك يا رجل النار هذه المرة شكرا ً !!

 
فــالانتصارات التي تتحدثون عنها وهمية و ثورتكم ثورة جياع أقولها لكم بالعامية ثرتم لأجل المم و اعتبرتم أنفسكم ثوار و صدعتمونا بانتصاراتكم و انجازتكم من خلال مظاهراتكم السلمية !!

سأذكركم بانتصار مصر في حرب اكتوبر 1973 و حرب تموز 2006 فــكلها انتصاراتالوهمية أنجزتها ارادت الشعب !!

 هل حقا ً انتصرت مصر في حرب اكتوبر بقيادة رئيسها أنور السدات عام 1973 أم أنها أكذوبة عربية عن ملحمة بطولية تشبه البطولات التي نشاهدها في الأفلام ..؟



الاجابة :- لا مصر و للأسف لم تنتصر في حرب أكتوبر أنتصرت في جولة من الحرب نعم لكنها خسرت الحرب كلها !!





مهلا .. أرجو ألا يفهم من كلامي أني أنكر بطولات و تضحيات جنود و ضباط الجيش المصري في تلك الحرب ..!!


أقر و أعترف أن أبناء مصر العربية من جنود وضباط سطروا ملحمة تاريخية عندما نجحوا في عبر قناة السويس الى الجانب الشرقي و اقتحام خط بارليف بكل بسالة و شجاعة و أفتخر بذلك الفعل من أبناء قوميتي .. ولكن أنتصار الجيش في هذه الجولة لا يعني الانتصار في الحرب.

× مصر بجيشها حققت تقدما ً عسكريا ً مهما ً في بداية الحرب ولكن يوم 24 أكتوبر / تشرين الاول عام 1973 م كانت قوات العدو الصهيوني موجودة على الضفة الغربية لقناة السويس و تحاصر 45000 جنديا ً مصريا ً يعرفون باسم ’’ الجيش الثالث ‘‘ و قد عزلتهم و قطعت عنهم خطوط الامداد و التمويل بل و أن مدينة السويس أيضا ً كانت معزولة عن القاهرة و هكذا بقيت مدينة السويس و الجيش الثالث تحت رحمة العدو الصهيوني ثلاثة شهور الى أن تم فض هذه الميمعة العربية الاسرائيلية و الإنسحاب في يناير عام 1974 م و انتهت الحرب بجولة مصرية خاسرة كادت فيها قوات موشية ديان و غولدامانير بقيادة شارون أن تحتل السويس و الاسماعيلية ، ختمها السادات بتوقيعة معاهدة الاستسلام مع اسرائيل ’’كامب ديفيد‘‘ عام 1979 م 

و يقولون لنا انتصار ..؟


خلاصة القول ’’ انجاز العبور العظيم في الاسبوع الأول للحرب تحول الى تدهور عسكري تاريخي بقيادة انور السادات ‘‘

و اسأل عن ذلك و ستجيبك سطور الرفيق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب أكتوبر عام 1973م رحمه الله في مذكراته التي نشرت عام 1987 م 

و دع التاريخ يسترسل في تسجيل الانتصارات العربية لنا كؤوس خمر ٍ تزيد شعوبنا العربية ترنح من وهل سكرها انتصارات تجمل هزائمنا و جبننا أمام اسرائيل .



أكذوبة عربية جديده عن ملحمة بطولية في زمن الاستسلام العربي الاسلامي المطلق لاسرائيل سطرها حزب الله في حرب تموز عام 2006 حين هزم الميركافا بالتهليل و التغريد بقيادة الامين العام حسن نصر الله الذي صدعنا بوعوده و تهديده لاسرائيل و سنضرب حيفا و ما بعد حيفا ..!!


استفهام :- ’’ هل من المعقل أن اسرائيل بقوتها العسكرية و الاعلامية و الاستخباراتية يمكن هزيمتها بقوة و قيادة عسكرية بسيطة و سحقها كما صور لنا حزب الله و جيشها المدرع بالميركافا كسحقة بيت العنكبوت ..! ‘‘


الاجابة عند المفتي محمد علي الجوزو:- ’’ ان البطولات التي تحدث عنها أمين عام حزب الله و الانتصارات الإلهية التي تحققت كان فيها الكثير من المبالغة فأيا كانت قوة حزب الله فليس من الحكمة و لا العقل أن نستهين بقوة عدونا العسكرية و هو الذي دمر الجنوب و الضاحية و دمر جميع الجسور و محطات الكهرباء عام 2006 م ‘‘ 


’’ انتصار حزب الله الالهي في حرب تموز هلوسة عربية علينا أن نصدقها ؟؟ ‘‘


مهلا ً .. أنا لا أنكر صمود المقاومة اللبنانية أمام الجيش الاسرائيلي المدرب و المدرع و المدلل و المخطط له بتكتيك استخباراتي عالي الدقة و لكن أن يكون هناك صمود هذا شئ و المواجهة و الانتصار شئ أخر .. فقد أقر حزب الله في القرار 1701 ضرورة الانسحاب من الحدود و تسليمها لليونيفيل و للجيش ،، فأين هو الانتصار ..؟؟



بالحساب و المنطق أنت تستطيع أن تقرر من هو المنتصر في هذه الحرب و من هو الخاسر ،، أضغط هنـــ( × )ـــا



لو قارنا بين حرب اكتوبر و حرب تموز هل هناك فرق ؟؟

من وجهة نظري الخاصة لا فرق كلها هلوسات عربية و لا حروب و لا انتصارات عربية حقيقية 100 % منذ عام 1948 م فــالعرب بكل حروبهم مع اسرائيل كانوا هم الخاسر الأكبر رغم أنهم يدعون انتصاراتهم في بعضها .


و هكذا الحال مع انسحاب اسرائيل من سيناء و جنوب لبنان و غزة كلها تكتيك و احد انسحاب اسرائيلي إرادي لا انتصار عربي !!


هدف اسرائيل منه اسكات البنادق في دول الطوق ( مصر ، سوريا ، لبنان ، الاردن ) و استطاعت اسرائيل بالفعل تحقيق ذلك في كل من الاردن و سوريا قبل عام 1973 و من ثمة قادت مصر لتوقيع معاهدت الاستسلام المصرية الاسرائيليه كامب ديفيد عام 1979 م و بناء علاقات اسرائيلية مصرية دبلوماسية لتصبح اسرائل دولة حدود مصرية صديقة لا حروب بينها بموجب تلك المعاهدة 

و في لبنان اسرائيل لا تخاف مطلقا ً ولا تخشى من مراوغة حزب الله في مراوشتها من فينة و أخرى اذا ارادت تهديها انتصارا من وقت للاخر لــترسخ بعده الانقسام الساسي الطائفي في لبنان .


يشبه انتصارها في حرب تموز و قبله انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 م الارادي الذي يشبه بدوره انسحاب اسرائيل من غزة .


باختصار .. ’’ كل تلك الانتصارات العربية مفرقعات اعلامية روجتها اسرائيل و سجلها التاريخ لتسكت العرب و تنسيهم فلسطين محولة القضية الفلسطينية لقضية الفلسطينيين فقط وليس هم عربي اسلامي و نجحت في ذلك عندما تلقفت الدول العربية الفدائيين الفلسطينيين من دولة لاخرى و كل واحدة بدورها أهدتهم مجزرة 

تل الزعتر في سوريا ، ايلول الاسود في الاردن ، صبرا وشاتيلا في لبنان ، كما وعمليات اغتيال الفدائيين في تونس بايادي اسرائيلية مخطط لها بعلاقات دبلوماسية دولية لتقودهم مضطرين لتوقيع معاهدت اوسلو عام 1993 م لتغتال بذالك القضية و تسكت بالفعل كل البنادق العربية المشروعة في وجه اسرائيل حتى الفلسطينية و كما كانت مأخرا ًعملية اغتيال اخر رصاصة في تلك البنداق مصر اسرائيلية في مجزرة غزة 10 حزيران /يونيو 2006 هدية عربية بعد انتصار حزب الله المراوغ الذي غرر بالمقاومة الفلسطينية حماس في غزة 



قد تتسائلون في قرارة انفسكم عن مناسبة هذا الكلام كله !!
بعيدا ً عما يحدث في لبنان و الميمعة المستعرة في العراق و دون أن أتطرق لفضائح السلطة الفلسطينية و استغلال اسرايئل في ظل انشغالكم وانشغال العالم بثوراتكم  و الجزيرة و القطري الذي زار اسرائيل عدت بكم الى تلك التواريخ و الانتصارات الوهمية التي صدعتمونا فيها و باحتفالتكم كل عام في ذكراها لاقول لكم لا تغتروا كثيرا ً بانتصاراتكم التي حققتموها مع بداية هذا العام العجيب الغريب في تونس و مصر و قد تكون قريبا ً في ليبيا و متوقعة في كل الدول العربية ،، في على ما يبدو أنها تحمل لنا مفاجئات كثيرة لن نتقوعها حتى تحدث !!   

و عليكم أن تعلموا أن لا انتصارات عربية 100 % منذ عام 1948 و حتى اليوم و لن تكون الا اذا اجتمعتم على ابن صهيون و أخرجتموه من فلسطين و لن تفعلوا و سيفعلوها المسلمون المؤمنون .

 

مخرج ..{ الدرس الوحيد الذي تعلمته الحكومات و الشعوب من مطالعة التاريخ انهم لم يتعلموا من التاريخ شئ ..} محمد حسين هيكل

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites