
سأظل أتذكر تلك النظرة التي ما لبثت حتى تأخذ شكل الرضا ، هذا الرضا الذي الذي أفصحت عنه دون كلام .
قالت :- "ما نحن - البشر - إلا عابرو سبيل . يظل بقاءنا في هذه الحياة أصغر الأماني فيها ، و فكرة بقاءنا ليوم زيادة معجزة نرتجيها ؛ لقلقٍ أن ابتعادنا سيؤذي من لا نحب إذاءهم " .
ثمّ ابسمت باحساس يتصاعد بالرجاء ، قائلة :- "جديرٌ ببعض الفرح .. على الأقل فرح وجودي معكَ الآن ، أليس كذلك ؟! "
سألتها بايماءة تعجب و استنكار : "هل أنتِ بخير ؟"
ثم كررت سؤالي بصوتٍ مسموع ، و أنا أرفع وجهي ملسوعاً ، و عرفت أني لم أكن مصغياً لصوت الهمس الكسير الذي ظل يلح على سمعي :- "يوماً سأغادر طيفاً نورانياً محملاً على أجنحة...