الأحد، سبتمبر 16، 2012

✿ - في الذاكرة .. صبرا و شاتيلا !






30 عام و الذاكرة لم تنسى و كيف لها أن تنسى ؟

***

 في الذاكرة 
صبرا و شاتيلا 
جرح قديم 
موجع و لئيم 
ثائر كبركان 
متوتر كأصبعي الآن 

شجرة زنزلخت 
تحتها تنبت الآلام 
و مذاق أرق 

قفل مغتصب 
و نافذة تسرب حزناً ، تكدس عوسج
تقطع حلواً 
تزرع علقم 

سماءاً تواسي أيلولنا الحزين 
بالأهازيج و العبر 
بالصمت أحياناً
بالإستنكار 
بأبيات شعر درويشي 
بحناجر شهداءنا 

لنعزف الجرح لحناً
على أوتار خيبتنا 
و نغني لصبرا و شاتيلا 

لننسج قصصاً 
من وهم تاريخٍ عفن 
و نهديها وطناً في قلب عش صغير 
و رفرفة عصافير 
كغراب مهاجر في ليلة دامسة 

عينان تسهران الوجع 
و الوجع تمتمة مطر يخبئ
أسهم و شظايا 
خلف غيمة بنفسجية 

تسقط أسرع من غزالٍ هَرِع 
فتخلف أكوام ضحايا 
كصباحات نبتةٍ خريفية 
تكسي شاطئ عاري 

من الرمال و الأشرعة 
من الحزن
من حكايا النوارس المحلقة 
فوق موجة حالمة 
تجرها آمالٌ عاتية 

سنبلة من قمحة
أنبتت شعباً 
و كست حقلاً 
بالأخضر فالأصفر 

و مرايا تتكسر 
البلور المنثور يشي 
بالفقد 
بالقيد 
و بيدٍ تنصب على نبضٍ و خواء 
و ليل مسافر للوراء 
و المجازر قوت الغرباء 

***

في الذاكرة 
صيرا و شاتيلا 
شوارع ضيقة 
أرصفة و ذكريات متسكعة 
مفاتيح صدئة 
تزين الرقاب 
ولا تفتح باب 

نوافذ مشروعة على أمل 
تنتظر
موعدها مع القمر 

صرخة معلقة على جدران الزمان 
هزة تاريخية 
صدعت الكلمات 
فهوى بيت القصيد 

فراشات تطير 
مخلفة وراءها 
أيادي تلوح باللقاء 
على ضفاف ذاكرة 
مكدسة بالأمنيات 
بالوجع 
بأبيات شعر و غيمة 

و السماء على وشك البكاء 
و الكل مسافر للوراء 
في قطار سريع 
يطوف أملاً بالوصول 

المحطة الأخيرة عودة 
و الأولى غربة 
وما بينهما موت بالجملة 
مخيم و مقبرة 
جثث مبتسمة 
رصاصات و أرواح مجنحة 

لحظة داكنة 
و شريطة سوداء 
قتلت غيمة بيضاء 
و ضحكات في الهواء 

***

في الذاكرة 
صبرا و شاتيلا 
ذاكرة منسية 
في قلب مجزرة بحق الزهور الحالمة 
تشبهني تماماً 
ولا أنساها !

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites