السبت، فبراير 11، 2012

✿ - إنفلات الروح . . .


بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه



يحكى أنها أنثى جاءت من زمنٍ عرمرمي الأه 
يعتلي وجهها تـَـبَسُّم مـُحْزَن !

***

زارة فراشها مساءاً مرتعشة الأطراف من البرد ، و في الصباح استيقظتْ دافئة الحواس نهضت من سريرها ، و أطلقت لـِ قدميها العنان تدوس على ألم صرع فؤادها المتشبث بــِ روحها التي تحاول الخروج لـِ تعانق السماء ، فـَ جعل النبض يتلاشى شيئا فـَ شئ !

فـَ إذ بــِ الألم يشتد بها ، سقطت على الأرض منهكة القوى تقبض بـِ كلتا كفيها على قلبها كـَ محاولة منها لـِ إخراس الوجع ، و هي ترتل أيـات الخليل
التي إستلهمتها آذانها :-

’’ وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين  (99)  رب هب لي من الصالحين  (100)  فبشرناه بغلام حليم  (101)  فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين  (102)  فلما أسلما وتله للجبين  (103)  وناديناه أن يا إبراهيم  (104)  قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين  (105)  إن هذا لهو البلاء المبين  (106)  وفديناه بذبح عظيم  (107) سورة الصافات 

فقد أدركت أنها لحظات ، و تفارق الحياة ، فـَ الموت يدرك بــِ الفطرة خصوصا و أنت تحتضر حينها لا تحتاج إلى إخبار من أحد كي يخبرك أنك سـَ تفارق الحيـاة ، و صدقت معها الرؤيا ، و أوفى معها ذلك القادم من عالم الغياب على عجل ، لـِ يأخذها معهُ !

تجمدت أطرافها ، و تحاورت عيونها الباحثة عن البكاء  ، أتـَبكي رجاء المغفرة ،
أم من شدة الألم ! صمت الكلام لـِ برهت في تنهيدات الروح ، أرخت عيونها و سلمت ، و هي تحسن الظن في الله ، و ترجو رحمته ، و سرعانما زغردت في الأصداء صرخات الرصاص  ’’ هاتي حَلواكِ ، و أنثري سكاكر العرس ، قد زفتكي الأرض اليوم عروسا إلى سكان القبور ، و استعدت لتزفكي الملائكة في السماء ! ‘‘

***

أمطرت عيناها خاتمة على تأشيرة الخروج نحو محطة انفلات الروح من جاذبية الجسد ، و خرجت روحها تنثر في الأفق أريج أنثى ارتادت الأرض ، و نامت في دفء الحرير ، و تلاشت في ضبابية الموت -شهيدة- !



- النهاية 
حنين نضال \ حنين أدم

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites