السلام عليكم و الأيـام تُؤرخ الأعوام
رداً على الجميلة دعاء مُحيسين كتبت هذه التدوينة
:
رداً على الجميلة دعاء مُحيسين كتبت هذه التدوينة
:
دعاء :- " دائماً ما أسألُ الناسَ في أيّام ميلاده كيف تشعرون؟
و لكن غالياً لا أحَد يخبرني .. ما شعور بلوغ الخامسة و العشرين ؟"
ها هو عام جديد أطل عليّ ..
فَـ قبل 25 دورة للأرض حول الشمس ، و تحديداً في مثل هذا الليلة الربيعية - الرابعة من شهر نيسان - وضعتني الأقدار بسكينة بين يديّ أمي التي كانت تخوض معركتها الأولى مع المخاض الأبنة البكر .. و الفرحة البكر المتجددة .
في كل عام وفي مثل هذا اليوم كانت تقلب كفي بفرح - لا نظير له - ثم تبدء بـِعَدّ الأشياء الجميلة التي ستحدث لي مستقبلاً . من هُنا دعيني أحدثكِ عن شعوري .. بــِ هذه المناسبة التي تتكرر للمرة -الخامسة و العشرين- في عمري . الشعور عادي جداًفَهذا اليوم لا يختلف عن باقي الأيام . و لكن ما يَحثني لأن أظِهر البـِشْرَ و السرور ، آحلاماً ندية زرعتها والدتي في طفلتها (فكرةً )كغيمة مستقبلها غيث ، و إلا يا حبيبة ما من داعٍ للإبتهاج بمجئ هذا اليوم ، و هو علامة لدنو أجلي ،و اقتراب ملك الموت مني قليلاً لقبض روحي ..
السنة الماصية في ذات اليوم حدثتني نفسي و حدثتها ؛ متسائلة :- "ماذا جنيت ، و ماذا قدمت للعرض بين يدّي ربي جلّ و علا .. ؟! "
إن مرور عام و انقضاءه من عمر المرء آذان بدنو أجله ، وليست مناسبة للاحتفال ؛ لذلك تتجاذبني مشاعر الخوف من الله ، و يخالجني الحزن على ما اقترفت يداي من ذنوب ، و نفسي تذكرني بقول الحسن البصري :- " يا ابن أدم أنت أيام إذا ذهبت ذهب بعضك "
*إن لم تكن الوقفة (الجادة،الفاصلة) في مثل هذه المناسبة متى تكون ؟
بيني و بين عمري الآتي مسافة طين ووشاية ، و صلاوات متتالية تتلوها دواخلي :
اللهم إجعل أعمارنا مديدة على طاعتك ‘ و ثبت قلوبنا سُبحانكَ إلى أن نلقاك بقلوبٍ سليمة من سيء الأقوال و الأعمال ؛ و أسألك اللهم وجوهٌ مسفرة ضاحكة مستبشرة .
و إن كنتِ تسألين عن الأرقام فهي بالنسبة لي ليست في الحسبان ، لأني على يقين أن طفولتي قادرة أنّ تعيش لألف عام .