الثلاثاء، سبتمبر 18، 2012

✿ - أعلن صمتي .






إني أعاني من صداع نصفي حاد في رأس حرفي ، ألجم محابري فما عدتُ قادرة على الرقص فوق سطح لوحة المفاتيح كالسابق !

كان للكتابة روح ، و حياة أحياها على ورق ..
و كانت أصابعي عرائس صوف ملونة ، فراشة تطير بفرح بين مفاتيح حاسوبي تظرز قصصاً و حكايا ، وتعقد بالحروف ظفائر شعرية طويلة تزينها بشريطة من الغيم ، و الحلم .

و 

تنسج لحنـاًً غجريـاً يراقص الليل بألقٍ و حُب 
يمررني عبر الأشياء فأصدم بالوقت ، أفقد توازني ، أتمايل كأغصان اللافندر على جنبات الشارع المرصوف بالحنين حتى أصل لميناء تغفو عليه قصيدتي فأسافر على متنها أنثر رذاذ الغسق .

- لستُ أدري ما حل بي و بلغتي لعلها خيبة الأمل .. ربما !


إلى أن يتعافى حرفي أعلن صمتي .

الأحد، سبتمبر 16، 2012

✿ - في الذاكرة .. صبرا و شاتيلا !






30 عام و الذاكرة لم تنسى و كيف لها أن تنسى ؟

***

 في الذاكرة 
صبرا و شاتيلا 
جرح قديم 
موجع و لئيم 
ثائر كبركان 
متوتر كأصبعي الآن 

شجرة زنزلخت 
تحتها تنبت الآلام 
و مذاق أرق 

قفل مغتصب 
و نافذة تسرب حزناً ، تكدس عوسج
تقطع حلواً 
تزرع علقم 

سماءاً تواسي أيلولنا الحزين 
بالأهازيج و العبر 
بالصمت أحياناً
بالإستنكار 
بأبيات شعر درويشي 
بحناجر شهداءنا 

لنعزف الجرح لحناً
على أوتار خيبتنا 
و نغني لصبرا و شاتيلا 

لننسج قصصاً 
من وهم تاريخٍ عفن 
و نهديها وطناً في قلب عش صغير 
و رفرفة عصافير 
كغراب مهاجر في ليلة دامسة 

عينان تسهران الوجع 
و الوجع تمتمة مطر يخبئ
أسهم و شظايا 
خلف غيمة بنفسجية 

تسقط أسرع من غزالٍ هَرِع 
فتخلف أكوام ضحايا 
كصباحات نبتةٍ خريفية 
تكسي شاطئ عاري 

من الرمال و الأشرعة 
من الحزن
من حكايا النوارس المحلقة 
فوق موجة حالمة 
تجرها آمالٌ عاتية 

سنبلة من قمحة
أنبتت شعباً 
و كست حقلاً 
بالأخضر فالأصفر 

و مرايا تتكسر 
البلور المنثور يشي 
بالفقد 
بالقيد 
و بيدٍ تنصب على نبضٍ و خواء 
و ليل مسافر للوراء 
و المجازر قوت الغرباء 

***

في الذاكرة 
صيرا و شاتيلا 
شوارع ضيقة 
أرصفة و ذكريات متسكعة 
مفاتيح صدئة 
تزين الرقاب 
ولا تفتح باب 

نوافذ مشروعة على أمل 
تنتظر
موعدها مع القمر 

صرخة معلقة على جدران الزمان 
هزة تاريخية 
صدعت الكلمات 
فهوى بيت القصيد 

فراشات تطير 
مخلفة وراءها 
أيادي تلوح باللقاء 
على ضفاف ذاكرة 
مكدسة بالأمنيات 
بالوجع 
بأبيات شعر و غيمة 

و السماء على وشك البكاء 
و الكل مسافر للوراء 
في قطار سريع 
يطوف أملاً بالوصول 

المحطة الأخيرة عودة 
و الأولى غربة 
وما بينهما موت بالجملة 
مخيم و مقبرة 
جثث مبتسمة 
رصاصات و أرواح مجنحة 

لحظة داكنة 
و شريطة سوداء 
قتلت غيمة بيضاء 
و ضحكات في الهواء 

***

في الذاكرة 
صبرا و شاتيلا 
ذاكرة منسية 
في قلب مجزرة بحق الزهور الحالمة 
تشبهني تماماً 
ولا أنساها !

الخميس، سبتمبر 13، 2012

✿ - رسائل السماء ..





في زمان ما كانت الأمنيات فراشات ملونة تخرج من بين الشفاه و ترتحل 
فَـ تتلألأ تحت سمائي الغافية في دثيرة الحلم 
تتجول بين سحابة وردية و اخرى رمادية تنثر رذاذ الأمل على أرصفة الإنتظار تعيد النبض إلى الأيام الرتيبة و تعبر من ثقب في السماء فَـ تهتدي النجمات بالرؤى و الكون غارق في صمت 
ترسل لي سلالم طويله ، طويلة جداً .. تنتهي بنوافذ الليل !

صعدت .. خطوة .. خطوة !
شرعت النوافذ لتراتيل الغيم فَـ إذ بالأمنيات مجتمعه ، فتشت عن أمنياتي .. 
 أكثر فَـ أبعد ، و لم أجدها !

سالت نجمة عن أمنية أرسلتها إلى السماء منذ زمن بعيد ، و لم تعد !
قالت : " لعلها تنتظر دورها في النزول إلى الأرض قد يأتي دورها أخيرا ً أو متأخراً لكنه سيأتي لابد أن يأتي ! "

و على هذا الأمل نزلت مسرعة لأسبق نزولها إلى الأرض ، وصلت إلى الأرض و انتظرت ، لكنها لم تأتي !

- قد تأتي يوماً متنكرة بصورة شخص ما ، أو متخفية خلف سجائر أحدهم ، أو على شكل قصيدة 
شاطئ يحط على جناح نورس ، عين تخرج من دمعة ، أرض تنبت من عشبة ، سنبلة تسقط من قمحة  ، فرحة صغيرة لها جناحي فراشة تحط على خدي فتصنع ابتسامة شكر و إمتنان يتلوها حمدٌ كثير !


- تـَمـَت 
12:44 م 

الأربعاء، سبتمبر 12، 2012

✿ - معزوفة أحبك ..





زاد المُحبين 
أربع حروف رطبة 

كـَ قبلة صباحية 
لها يتوقف الزمان
لـِ يعيد دورانه من جديد 

بداية عناق حار 
بعد خصام أو شجار

بريق دمعة 
تنحدر من نظرة منكسرة
ترسم ابتسامة مغمورة بالشوق
فَـ تنفلتُ اللحظة من نطاق المنطق

ألمس غيمة
أحتضن نجمة
أقبلك بشفاه زهرة 
و أغفو على صدر القمر

***

باتت جنوني 
تُعَرّفُنِي و لا تَعْرِفُنِي 
تميتني ولا تحييني 

كَـ أنها لعنة التصقت بــِ جسدي 
أو إدمان يسري في دمي

أرتبها في حضرة حروفك 
و أنسى كل ما حولي 
كَـ أنني أتخدر !

و ينتفض قلبي لو صمت 
فَـ أتعمد بــِ غير قصد أن أجعلك تقولها 
خوفاً على نبضي
من أن يموت مشنوقاً على حبال صوتك المتراخي

أقترب منك أسألك :- أتحبني ؟
أغرق .. أنغمس .. أذوب 
في نبرتك الرجولية ، و أنت تقول :
" أحبكِ "

و أضيع بعدها على حرير صدرك 
فَـ أحلم بــِ أشجار عالية 
تنحني 
تقطف الدهشة من ملامحي 
و تزرع مكانها ابتسامة 

تطير بي الكلمات 
على بساط من لكنة الحب في صوتك 

تخلف وهجاً
قوس قزح
و سحابة وردية 

و إذ ما نظرت للسماء 
للشارع المسافر للوراء 

يلهب القلب ، و أتساءل :
هل ينساني الوقت ، و يتركني أضيع ؟!
فَـ أدرك مدى حماقتي ، و أستمر !

أواسي حزني بــِ صوت فيروز
و أغني للحب أبيات شعر 
بــِ صوت من رحلوا .


.:.



- ذات صفاء ، تساءلت :
أقادرة أن أحيا بـدونكما ؟! 
فَـ كان همسك أقرب من أي شئ 
لـِ يهدئ حزني الجميل ، و يغني :
بحبك ما بعرف هن قلولي ..


الاثنين، سبتمبر 10، 2012

✿ - ثمن الحرية | قصة قصيرة





انطلقت تمزق بكفيها سواد الحداد ، كَـ تائهة بين ظلام عباءتها و صبغة الليل القاتمة ، و جهنميّة لا تصافح إلا الحناجر الغاضبة حتى تنتهي كل السُبُل حطاماً بعرض حائط تخشاهُ كل الأشياء حتى عوامل التعرية ، فَـ استحالت لها الشهادة .. و الفراق .. و المنفى !

فكانت هي أكثر الظواهر الطبيعية جبروتاً و ثورة ، بركان ذا حمم ، و لا يطفئ نار ثورتها إلا سيلٌ من الدموع تنشجه لهيباً ينضج فكرة ، تتعثر بصرخات مبعثرة تتمنى الشفاه قطفها ، ولولةٌ أنهكتها قصيدة توشحت بالأنين ، و تصدعت حروفٌ من الصبر بنت بيوتها ، كدمات على وجه ذاكرتها المنضدة كحبات الرومان ألبستها رداء الأقحوان بحضرة ملك الموت ، و الجنة تستعجلها الرحيل .

توقعت أن تكون هذه الليلة الفاصلة بين الوجود و الفناء ، و على حبال تشبثها البالية تشتد أعاصير الرحيل لتنبئها عن سرعتها القصوى بصعودها الأخير ، كأنما روحها قد تجردت من جسدها قليلاً ، تذكرت حبيبها فَـ همست إليه في تلك اللحظة :

- إن ماتت حبيبتك لا تحزن ، هناك ألف حواء سواها تنتظر .

و كأنها نسيت الموت الذي تركته يضاجع جسدها المسترخي ليقطع أخر حبال تشبثها في هذا الحياة و تداركت همسها :

- هذا ثمن الحرية !

أصابعها تتكسر في راحتيها تكسر الأغصان برياح الخريف ، و هي تنسل من قبضة محبوبها و تتركه لعله يحضى بقليلٍ مما ماتت في سبيله .



- النهاية  .

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites